سامي النصف

ماذا يعني حب الكويت؟!

يقال ان من الحب ما قتل، واقول ان ذلك القول لا ينطبق على بلد كما ينطبق على بلدنا الكويت التي كاد ادعاء بعض ابنائها حبها يقتلها أو يخنقها بعد ان عاقها وأخرها حتى كادت تتوقف، وجعل شقيقاتها الخليجيات ممن كن يحسدنها ويغبطنها على تقدمها ورقيها يسبقنها بعدة سنوات.. ضوئية!

فليس من حب الكويت في شيء التعدي على أموالها العامة تحت أي مسمى، وليس من حب الكويت في شيء تعطيل عمليات التنمية فيها عبر الخلافات السياسية التي لا تنتهي، كما انه ليس من الحب في شيء اثارة البغضاء والفتن والتخندقات بين أبنائها كوسيلة للتكسب الشخصي أو الانتخابي الذي ينتهي عادة بربح كافة الأطراف المتخندقة وخسارة الكويت!

وليس من حب الكويت في شيء فهم اللعبة السياسية على انها عملية تأزيم في تأزيم ولا فهم العمل النقابي على انه اضرابات تولّد اضرابات أو استقالات تتبعها استقالات تضر بمصالح الكويت المتباكَى على حبها، بدلا من التلاقي والتفاهم على حلول عقلانية تقوم على فن الممكن لا طلب المستحيل.

وليس من حب الكويت الجشع في طلب الربح من التاجر أو دعاوى إسقاط القروض من المواطن – عدا بالطبع المعسر الذي هناك ألف طريقة وطريقة لإنقاذه وحل مشاكله – كما ليس من حب الكويت في شيء التسيّب والإهمال الوظيفي وعدم انجاز معاملات المواطنين كما يجب، متى ما أتيحت للموظف فرصة الإبداع والانطلاق.

وليس من حب الكويت في شيء على الإطلاق إساءة معاملة ضيوف بلدنا والقاطنين معنا بدءا من العاملين في بيوتنا والمقيمين على أرضنا ومن هم تحت كفالة شركاتنا، التي تؤذي سمعة بلدنا متاجرة بالإقامات أو هضما لأجور العمال، كما يؤذي سمعة الكويت سوء معاملة السياح والزائرين والمستثمرين (إن وجدوا) عند معابر الدخول المختلفة من الوصول حتى المغادرة.

وليس من حب الكويت في شيء إفشاء الكراهية والحقد والحسد بيننا وتصيّد بعضنا سقطات بعضنا الآخر بدلا من مساعدته وإقالة عثرته كي يصحح مساره لما فيه صالح المجتمع ومستقبل أبنائه، لقد مللنا من النزاع والشجار واختلاف الكويتيين بعضهم مع بعض رغم انهم لا يستطيعون ان يكونوا صفّين لقلة عددهم حتى أصبح من الأسهل ان تقود مؤسسة يعمل بها 10 آلاف فرد من ان تعمل في مؤسسة يعمل بها كويتي واحد يتفنن في الإساءة لنفسه قبل إيذاء غيره!

آخر محطة:
منذ البدء كان الجنرال ميشيل سليمان هو المرشح الحقيقي لحزب الله، لا العماد ميشيل عون وقد نجح الحزب بذكاء سياسي يشهد له في الوصول الى مبتغاه، المهم ان تنتهي الأزمة وان يبتعد الجنرال سليمان عن مسار لحود التصادمي وان يقترب من مسار الجنرال فؤاد شهاب التصالحي، والله يحفظ لبنان والمنطقة من كل شر.

احمد الصراف

فنان جميل

يعرفه الكثيرون كفنان واستاذ وعالم في فنون الموسيقى واسرارها. وهو واحد من القلة التي تحاول ان تضفي شيئا من الطراوة الثقافية على جفاف حياتنا في بلد الالف مانع ومانع. شغفه بالموسيقى منذ صغره دفعه لان يتغرب لسنوات طويلة لينهل المعرفة الموسيقية من منابعها في افضل الجامعات الغربية، وهكذا كان حيث انطلق في نهاية ثمانينات القرن الماضي الى اميركا لتعلم فنون العزف الموسيقي، وليتعرف على اسرار واحد من اجمل الفنون التي عرفها الانسان طوال تاريخه، فلا حضارة من دون فن، وليس في الفنون ما هو اكثر رقيا من الموسيقى.
عاد من اميركا بعد سنوات بشهادتي البكالوريا والماجستير ودعمهما بعد ذلك بشهادة الدكتوراه في التأليف الموسيقي من ‘اكاديمية شوبان الموسيقية’ العريقة في بولندا في ،1999 وهكذا طوع العود الشرقي والبيانو الغربي لاصابعه والف بهما اجمل الالحان.
عاد إلى وظيفته الفنية والادارية في كلية التربية الاساسية التابعة للهيئة العامة للتدريب والتعليم التطبيقي، وصعد السلم بمثابرة، وهو يدرس مادة التاريخ الموسيقي ويعلم العزف على آلتي العود والبيانو، حتى تبوأ منصبه في السنوات الاخيرة كنائب ومن بعدها كرئيس لقسم التربية الموسيقية.
والان، لو قمنا باحصاء محبي هذا الانسان الفنان، ليس بالضرورة لشخصه بل لما يمثله من فن واصالة، في بلد الجمود والتعصب والانغلاق الفكري هذا، لما وجدنا مشقة في ذلك، فالموسيقى، ومن يعمل في مجالها، في مجتمع الرياء والنفاق الذي نعيش فيه، لا تلقى ما تستحقه من احترام وتقدير هي والعاملون بها، بسبب موروثنا اللاحضاري والمتخلف. وعليه يمكن القول ان اعداء هذا الانسان او المتربصين به كثر، سواء كانوا من الكارهين لما يمثله من انفتاح وفن او لما يتقلده وظيفيا من منصب. وبالتالي لم يكن مستغربا ورود اسمه ووظيفته بصراحة ووضوح، وهو المواطن البريء، الى ان تثبت ادانته حسب القاعدة القانونية المعروفة، في الوقت الذي حرصت فيه الصحف نفسها التي اوردت اسمه في حادثة ما، وفي اليوم نفسه، على التستر على اسم مهرب خمور وتغطية وجهه لكي لا تسيء له ان ثبتت براءته من التهمة تاليا!
نحن لا نحاول هنا الانحياز لطرف ضد اخر، ولكن من الواضح ان الاستاذ عامر عبدالكريم جعفر، رئيس قسم التربية الموسيقية في كلية التربية الاساسية، والحاصل على شهادة الدكتوراه في التأليف الموسيقي، كان يستحق معاملة اكثر احتراما، لا كفنان ومسؤول ومرب فقط، بل وكإنسان، على اقل تقدير!
***
ملاحظة: اخبرنا أحد العاملين في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي ان الاعلان الذي نشر في الصحافة والموجه لابناء الهيئة فقط بخصوص وجود ثلاثة شواغر لمنصب نائب مدير عام، لم يكن غير محاولة لذر الرماد في الوجوه، لا العيون فقط، حيث ان المرشحين تم اختيارهم قبل نشر الاعلان بفترة!
أحمد الصراف