سامي النصف

صباح الخير يا وطننا العربي الكبير

صوماليون يقتلون صوماليين وعراقيون يقتلون عراقيين وفلسطينيون يعدمون فلسطينيين ولبنانيون يفجرون لبنانيين وسودانيون يبيدون سودانيين والحبل على الجرار وصباح الخير يا وطننا العربي الكبير وسلاما يا خير أمة أخرجت للناس!

ما يحدث هذه الأيام في العراق مرشح للتكرار مستقبلا، الحافر بالحافر، في اكثر من بلد ثوري عربي واسلامي حيث سرقت المليارات طيلة العقود الماضية لاستخدامها في اثارة القلاقل والحروب الأهلية اللاحقة فور تغيير تلك الأنظمة القمعية مما سيجعل عهود الطغاة أقرب لعهود حكم الملائكة مقارنة بما سيحدث بعدهم لذا فلتتمسك الشعوب العربية بطغاتها حتى لا تضيعهم وتضيع معهم.

في العراق الجريح مازالت مخابرات صدام ورجالها المنتمون لجميع الطوائف يمارسون عملهم الاجرامي دون هوادة الهادف لإيصال العراق لحرب أهلية تجعل شعبه يترحم على الأيام التي كان يداس فيها بالجزم ويساق فيها من حرب عدمية الى اخرى، الصدامية مساوية للكفر لذا علينا ألا نستغرب ان يقوم السنة المنتمون اليها بتفجير مساجدهم او يقوم كذلك الشيعة المنتمون لها بتفجير مساجدهم والا كيف للسنة ان يصلوا لمساجد الشيعة وللشيعة ان يصلوا لمساجد السنة في هذه الأوقات الحرجة وضمن الاجراءات الأمنية المشددة؟ الاتهام السريع والمستعجل للآخر يتيح المجال لإبقاء الفاعلين طلقاء مما يمهد لتكرار جرائمهم الشنيعة.

من لندن خبر نشرته جريدة الشرق الأوسط في 2/6 مستقى من الوثائق السرية البريطانية المفرج عنها هذه الأيام يظهر ان عملية خطف الطائرة المليئة بالركاب الاسرائيليين قبل 30 عاما من اثينا الى مطار عنتيبه الأوغندي ثم تحريرهم بعمل بطولي اسرائيلي هز العالم وجعل هوليوود تخرج 4 أفلام سينمائية عنه هو في الحقيقة عمل استخباراتي متفق عليه بين اسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (وديع حداد) التي كانت الاكثر ادعاء بالعداء لاسرائيل آنذاك.. هل هناك دروس فيما يحدث هذه الايام في قطاع غزة وغيرها؟ الله أعلم.

آخر محطة:
كالعادة الأخبار السارة تأتي دائما من دول الخليج، حيث توقع مصرف جولدمان ساكس الاميركي، كما اتى في جريدة «الاقتصادية» السعودية، ان الناتج الاجمالي لدول الخليج عام 2050 سيبلغ 5.5 تريليونات دولار كنتيجة لارتفاع اسعار النفط والغاز وهو دخل يفوق دخل دول صناعية مثل المانيا وبريطانيا وبمتوسط دخل للفرد الخليجي يفوق 65 الف دولار اي اكثر ثراء مما هو عليه الوضع الآن او في السبعينيات، وقد وضع محللو البنك محذورين هما عدم الاستقرار السياسي في الخليج وظهور مصادر بديلة للطاقة، نرجو الا يعتمد على ذلك التقرير للمطالبة بعدم دفع فواتير الكهرباء او تسديد القروض حتى حلول ذلك العام البعيد.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *