سعيد محمد سعيد

التكفيري… ذات يوم!

 

«لنبحث عن علماء آخرين… ولنكفر البعض الآخر»…

سأعود معك عزيزي القارئ إلى يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول 2007 حين كتبت عمودا عنوانه «التكفيري»، نقلت فيه قول محدثنا التكفيري (الصريح جدا)، أنه في ذات الله وفي سبيل الله ومن أجل كلمة الحق لا تأخذه في الله لومة لائم… هذا الرجل (التائب) كما يقول هو عن نفسه، لا يألو جهدا في مخاطبة الكتاب والصحافيين والإعلاميين والنشطاء حال قراءته موضوع يرى أنه يملك فيه رأيا.

واليوم، أجدني متعمدا أعيد الحديث في الموضوع نفسه.. لا لغاية في نفس يعقوب، وإنما بصراحة، لأن الشيخ عادل المعاودة، لا يمكن إلا أن يكون واحدا أساسيا من أفراد البيت البحريني… أيا كان المذهب.

آنذاك، في ديسمبر 2007، أشار محدثي التكفيري إلى أن «المنهج التكفيري» بحاجة إلى معالجة جذرية، فقد تحول هذا التيار إلى مرحلة جديدة وهي تكفير الدولة، وخصوصا منذ مطلع عقد التسعينات عند دخول القوات الأميركية إلى دول الخليج واتهام ولاة الأمر بالعمالة، بعد ذلك أصدرت لجنة عليا للإفتاء في إحدى دول الخليج فتوى تجيز دخول القوات الأميركية، لكن حصل أن نشط ذلك التيار في إسقاط العلماء، إذ كانت البداية بإسقاط اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء، ونعني بالإسقاط هو «إسقاط المهابة» عنهم بحيث يقل احترامهم بين الناس، وبدأت الأوصاف السيئة تنهال على هيئة كبار العلماء بأنهم لا يفقهون الواقع وينبغي علينا (أن نبحث عن علماء آخرين غير هؤلاء العلماء)!

يرى محدثنا أنه للتصدي لهذا التيار يجب أن نركز على الشباب وصغار السن ونوعيهم بخطر هذه التيارات ومدى خطورة الإندفاع نحوها، ويجب أن نتابع متابعة دقيقة الكتب والأشرطة في الأسواق، كما يجب أن يتفق علماء المسلمين وخطباؤهم من كل الطوائف على السير في الطريق الصواب، لا النزاع والتفرق والتشرذم وتجزيء الأمة إلى طوائف!

وبودي أن أقول للمسئولين بوزارات الشئون الإسلامية في الخليج – والكلام لصاحبنا – احرصوا على انتقاء الدعاة المميزين، أصحاب المناهج السليمة، والتنسيق مع الأجهزة الإعلامية لاستضافة أولئك الدعاة والمشايخ، لتوضح المعتقدات الصحيحة المعتدلة من كل مذهب، من باب حرية ممارسة المعتقدات والشعائر.

حتى الآن، هو يرى أن علماء الأمة ومثقفيها لا يعملون بجد لتنوير المجتمع وللتصدي لمثل هذه الأفكار، لاسيما بعد أن تعرض عدد من الكتاب والمثقفين والمفكرين لمثل هذه الموجة من الإرهاب، وتعرض بعضهم للاغتيال في بعض الدول، ويبدو له أن هذا ما جعل علماء الأمة ومشايخها في سكوت غريب مريب… أليس بينهم عالم عامل شجاع؟!