سامي النصف

التاكسي

لست معتادا على قراءة الروايات، وأفضل عليها قراءة كتب العلوم الإنسانية المختلفة، إلا أن توصيـة الصديق جابر الهاجـري لي بقراءة رواية «التــاكــسي» للكاتب المـصـري خــالد الخميسي وقضائي أوقات استرخاء كثيرة على الشواطئ المصرية جعلاني ألقي نظرة عليها.

و«التـــاكـــسـي» هي رواية من الـنوع التحريضي والتنـويري على الأوضاع الرائجة هـذه الأيام وقــــــد وضع الـكاتـب كل أرائه الشخصية الخاصة على لسان سائقي التاكسي كمـا كان يضع توفيق الحكـيم آراءه على لسان حماره، والخـجل أن الكاتب الذي شبع من كيل الاتهامـات للشعب المصـري وقيادته الحكيـمة أفـاض في كــيل المديح ـ على لســان سـائقي التـاكسي بالطبع ـ على صـدام حسين وحـسن مـعاملتـه للمـصريـين إبان الحرب الإيرانية ـ العـراقـية، مـتناسـيـا آلاف الأكفان المصـرية الطائرة من بـغـداد للقـاهرة وقـد أثنى بشكل مـباشـر على إنسانية وحسن مـعاملة رجـال اسـتخـباراته الذين هم على الأرجح من مـوله، فأمـوال صدام المسـروقة من دم وعـرق الشعب العراقي مازالت ترزق وترزق الآخرين. .

والحقيقة أن سـائقي التاكسي في القاهرة هذه الأيام لا يـتكلمــون، ويخــبـرنـي في هذا السياق احـد الزملاء الكويتيين من كـتاب المقال انه حـال وصولـه للقاهرة يقـوم باسـتـئجـار تاكسي ويقـوم بقيادته كي يستـمتع أثناء ذلك بالحديث مع الزبائن بعد أن مل صمت وسكوت سائقي التاكسي.

والحقيقة أن الكلام الوحـيد الذي تسمعه من سـائقي التـاكسي، أن نطـقوا، هو عن غـلاء الأسعار، لشيء في نفس يعقوب، وكـيف كان كيلو اللحـمة والفراخ والسـمك بقروش قليلة، متناسين أن مشوارهم كان بقروش قليلة كذلك، وان من غير المـعقول أن تبقى الأسعار على ما هي عليه في مـصر فقط وسط غلاء عـام يسود العالم، فما كان آنذاك بدولار أو جنيه إسترليني او دينار كويتي أصبح الآن بعشرة.