سامي النصف

الساحل الشمالي

خرجت من ميدان لبنان في القاهرة إلى المحور ومدن 6 أكتوبر الجديدة، ثم اتجهت لطريق القاهرة ـ الإسكندرية ومشاريعه الإسكانية والزراعية العديدة ثم سرت على طريق الإسكندرية الساحلي إلى المارينا ثم أكملت حتى مدينة مرسى مطروح الساحلية وقد لحظت انخفاض الحرارة الملحوظ مما عليه الوضع في العاصمة ودون رطوبة في الجو.

مقدار العمران الجديد في المناطق المذكورة سلفا أي من القاهرة حتى مرسى مطروح يزيد بآلاف المرات عن كم العمران في دبي وان امتد لمساحة اكبر ولفترة زمنية أطول كما يزيد عما شاهدته في اغلب الدول العربية والأجنبية حيث قل أن ترى هذا الكم من المدن والمنتجعات الحديثة الفاخرة، فمنتزه المارينا على سبيل المثال هو بحجم عدة مناطق كويتية مجتمعة وبقربه عشرات المنتزهات الأخرى التي تحتوي على مئات الآلاف من الوحدات السكنية.

هناك دلالات عدة لما رأيت يجب ألا تخفيها حالات التذمر «الماسخة» عن الأوضاع في مصر، ففي البدء الذي أقام كل تلك المشاريع هو القطاع الخاص ورجال الأعمال المصريون وبأموال مصرية، كما أن اغلب السكان والملاك هم من المصريين، ومن ثم فان هناك الملايين منهم من الطبقات الوسطى والعليا المرتاحة ممن يملكون تلك الوحدات السكنية المخصصة للترفيه وسكن الصيف وهو أمر لم يكن موجودا في السابق، كما ينفي أكذوبة أن مصر منقسمة ما بين قلة شديدة الثراء وأكثرية شديدة الفقر ولا شيء بينهما.

ولو سأل الغوغاء والثورجية العرب أين ذهبت أموال مصر ـ وحتى الخليج ـ خلال ربع القرن الماضي؟ لكفت الإشارة لتلك المشاريع العمرانية والتنموية والبنى الأساسية كدلالة على الحكمة في الصرف والتصرف، وأعتقد لو باعت مصر اسمنت وحديد تلك المنشآت لأصبحت أغنى بلد في العالم، وبالمقابل: ماذا لو سألنا هؤلاء الغوغاء من مفكرين وإعلاميين: أين ذهبت أموال الثوريات التي تدعمونها كصدام وأمثاله خلال نفس المدة ونحن لا نرى في بلدانهم إلا الخراب والدمار.

سكنت في فندق بورتو مارينا الشهير في الساحل الشمالي وكانت نسبة الامتلاء هذه الأيام قليلة لعدم بدء عطلة المدارس، على بعد 150 كم غربا من المارينا و30 كم من مدينة مرسى مطروح زرت منتجعا يسمى «المازة» وذهلت مما شاهدت، نسبة امتلاء تقارب 100% وجميع القاطنين من الاوروبيين في منتجع اقرب الى الخيال في الجمال ممن تحضرهم طائرات الشارتر لمطار مرسى مطروح، وقد اخبرني مدير الفندق أن ما أراه اقل من 10% مما هو قادم لذلك المنتزه الذي فتح قبل اشهر حيث سيحتوي على 6 فنادق جديدة وجميعها مملوكة لرجل أعمال مصري لم اسمع به من قبل.. وعمار يا مصر!

آخر محطة:
مصر وبعض الدول الخليجية وعلى رأسها الكويت في حاجة لعمل جاد لتغيير الثقافات السالبة السائدة كي يتم خلع النظارات السوداء عن أعين الجميع واستبدالها بنظارات تفاؤل واقعية بيضاء، فالدنيا بخير في بلداننا..