سامي النصف

استجواب وكتاب

ذكرنا في وقت مبكر، ابان استجواب السنعوسي وكررنا ذلك ابان استجواب العبدالله، بأن كل استجواب يقدم سيحظى على الارجح بطرح الثقة بالوزير بعيدا عن عدالة مادة الاستجواب من عدمها بسبب الاجواء العامة والثقافة السياسية السالبة السائدة المتوارثة في البلد، اضافة الى الصراعات الخفية بين الاقطاب والتوجهات السياسية المختلفة.

نجاح عمليات الاستجواب هذه الايام يبقى اقل ضررا وكلفة على الوطن من افشال الاستجوابات في السابق عبر رشوة بعض النواب والقفز بهم على القوانين المرعية في الدولة واهداء المناقصات المختلفة، للعلم ما نراه قائما من اظهار عداء وتخذيل ستكون له اثمان باهظة ستُدفع في الغد، وستندم كالعادة كتل ومجاميع سياسية على مساهمتها بأكل الثور الابيض المتكرر.

لو اننا نشهد ممارسة ديموقراطية راقية وهادئة لا تخندق او تعصب بها لما اعترضنا على دعوات ادخال العسكر والأبناء الطلبة لمعترك الانتخابات النيابية والحياة السياسية، اما واننا نرى بالعين المجردة العكس من ذلك تماما فإننا نرجو ترك الابناء يركزون على بناء مستقبلهم ومستقبل بلدهم ورجال الأمن يضعون نصب اعينهم امن البلد الداخلي والخارجي، بعيدا عن الانشغال بالعراك السياسي الدائم، وسنعيد النظر بهذا الموقف في زمن حالم بعيد عندما يرتقي الاداء السياسي وتنضج الممارسة الديموقراطية، وحينها فقط يصبح لكل حادث حديث.

العمل السياسي يرتبط نجاحه بالتوقيت الجيد والقرار الحاسم السريع، كتبنا في السابق عن الاعتذار المتأخر وكيف انه كان سيقلب الطاولة ويعطي حجة قوية لمعارضي الاستجواب لو تمت المبادرة به فور طرح القضية، هذه المرة نتكلم عن قضية اخرى نقرأها في الصحف ونسمعها في الدواوين وهي ان هناك رغبة بإعفاء احد الوزراء مع دخول الصيف، السؤال: اذا كان هناك قرار متخذ من قبل اصحاب القرار بالاعفاء فلماذا الانتظار حتى الصيف وبقاء الحالة متوترة بين الحكومة وبعض النواب على معطى ذلك الاعفاء الموعود؟

مما يُستغرب له بعض المواقف السياسية لاحدى اكثر الكتل النيابية خبرة وحنكة، ففي الوزارة السابقة وابان تسنم احد اقطابها لمنصب هام في الحكومة، قامت هذه الكتلة بدعم ان لم نقل بالتخطيط لاستجواب اودى بالحكومة وتسبب باستقالتها، عندما ابعد ذلك القطب تحولت من المعارضة الى الموالاة، واتحدى ان يفهم احد ما يجري على الساحة السياسية الكويتية من مواقف!

آخر محطة:
وصلنا من الشيخ مبارك فيصل سعود الصباح، وكيل ديوان سمو ولي العهد، اهداء لكتاب «الشيخ نواف الاحمد رجل دولة» الذي يعتبر اول كتاب توثيقي شامل يروي المسيرة التاريخية لسموه حفظه الله، الشكر المستحق لرجل المواقف الطيبة الشيخ مبارك الصباح.

د. أحمد الخطيب

الكويت من الإمارة إلى الدولة (10)

الاسـتـقـلال والإنجليز والمجلس التأسيسي

حصلت الكويت على استقلالها يوم 19 يونيو 1961، وقد كان ذلك إيذاناً بإطلاق يد الكويت في ترتيب شؤونها الخارجية وخلافه. أما بالنسبة إلينا فقد كانت هذه فرصة لإيجاد كيان سياسي قادر على أن يؤدي دوراً إيجابياً في الإصلاح السياسي وتقوية الأمة العربية، وأن يكون كياناً داعماً لحركات التحرر في العالم.
كان العالم يشهد منذ عام 1959 مرحلة تاريخية مهمة سادت فيها موجة التحرر من الاستعمار بقيادة دول عدم الانحياز ودعم المعسكر الاشتراكي، وكان المد القومي والناصري هو السائد في المنطقة العربية مما شكل تهديداً خطيراً للمصالح الاستعمارية فيها وخطراً حقيقياً للأنظمة المعادية لهذا التيار. وكان واضحاًً حرج الموقف في الكويت، فحتى قبيل الاستقلال بقليل وجدنا أن بعض أفراد العائلة ممن كانوا عقبه أمام التطور مثل فهد السالم وعبدالله المبارك، قد اختفوا من المنافسة على السلطة في ظروف مختلفة.

متابعة قراءة الكويت من الإمارة إلى الدولة (10)