سامي النصف

20 مليون قتيل بسبب عميل

الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين ستزداد سوءا في المدة القصيرة المقبلة وسينتج عن الطعن بالسلطات الشرعية في الدول الثلاث ازدواجية في القيادة وخلق سلطتين وحكومتين وجيشين وشعبين – أو أكثر – في تلك الدول، ما يمهد لتقسيمها، حالها كحال دول اخرى متجهة سريعا للتقسيم كالسودان وما تبقى من الصومال.

يتساءل البعض هل يعقل ما ذكرناه سابقا من احتمال قيام الصداميين المجرمين في العراق من مختلف الملل والطوائف بالإضرار بمناطقهم وتراثهم والمساهمة في قتل قياداتهم الروحية والسياسية لأجل خدمة من جندهم من مخابرات صدام دون ان يرف لهم جفن او تدمع لهم عين على بلدهم المدمر؟

الصين في منتصف الثلاثينيات كانت دولة يمينية قومية يرأسها الجنرال تشيانغ كاي تشيك وبها ثورة حمراء ضعيفة يقودها ماوتسي تونغ وبالقرب منها دولة يمينية قومية اخرى هي اليابان، وعلى حدودها طاغية شيوعي اريب هو ستالين، وكانت له مصلحة مباشرة في إشعال الحرب بين جارتيه في وقت لم تكن فيه للصين مصلحة في دخول الحرب ضد دولة قوية عسكريا كاليابان، كما لم تكن لليابان مصلحة في دخول الحرب ضد بلد يبلغ عدد سكانه 600 مليون، وهي تعلم ان الحرب ستضعف الصين القومية وجيشها وتجعلها عرضة للسقوط تحت سيطرة الشيوعيين ممن سيتحالفون ضدها مع الروس.

كان لستالين عميل صيني نائم جنده قبل 13 عاما هو الجنرال زانغ زي زونغ قائد الجيش الصيني في شنغهاي، وقد اعتنق الشيوعية سرا واصبح عبدا للكرملين، وقد أتته الأوامر مباشرة من ستالين بإشعال الحرب بين الصين واليابان فقام الجنرال زونغ كما روى لاحقا في مذكراته بتاريخ 9/8/1937 بزرع وحدة جيش من أتباعه خارج مطار شنغهاي وأمرهم بإطلاق النار على جنود من البحرية اليابانية وقتلهم ثم البس سجناء صينيين بدلا عسكرية وقتلهم وجعل الأمر يبدو وكأن اليابانيين هم من بدأ بإطلاق النار.

وفي الرابع من الشهر نفسه أرسل طائراته لقصف البارجة اليابانية «أزومو» الموجودة في خليج شنغهاي وادعى انها قامت بقصف المدينة، ورغم أوامر الرئيس كاي تشيك بوقف العمليات الحربية إلا ان الجنرال العميل استمر في ضرب البوارج اليابانية التي بدأت بالوصول لدعم تلك البارجة، كما رشا بعض الصحف لتأجيج المشاعر الصينية ضد اليابانيين، وقد ارسل ستالين خطابا سريعا للرئيس الصيني يعلن دعمه الكامل له وإقراضه 250 مليون دولار لشراء الف طائرة روسية وتهدئة الثورة الشيوعية عليه، وبذا بدأت الحرب بين البلدين التي راح ضحيتها 20 مليون صيني بطرق بشعة وغير إنسانية جعلت العلاقات متوترة بينهم حتى هذا اليوم.

في عام 1950 وبعد إعلان وزير الخارجية الأميركي في نادي الصحافة عدم وجود معاهدة حماية مع كوريا الجنوبية اجتمع طغاة روسيا والصين وكوريا الشمالية واتفقوا على غزو كوريا الجنوبية، وكان مبرر الكوري ايل سونغ الطمع والتوسع، وماوتسي تونغ التخلص من الجيش القومي الملاييني الذي ورثه عن كاي تشيك (كحال صدام عام 1990) والضغط على ستالين لتزويده بمصانع السلاح واسرار الذرة، اما ستالين فأراد ان يجرب تأثير «الحشود البشرية المتلاحقة» على نفسية الجيش الاميركي، وقد استمرت حرب الطغاة الثلاثة 3 سنوات دمرت خلالها الكوريتان بالكامل وقتل خلالها الملايين لأجل بعض التجارب والمطالب، وما نراه لدينا من دمار وقتل هذه الأيام هو اقرب للعب الاطفال عندما نقارنه بما حدث لدى الأمم الأخرى.

آخر محطة:
أجرى الإعلامي اللامع مجدي مهنا لقاء متلفزا استمر عدة ساعات مع عضو مجلس قيادة الثورة والمؤرخ وشاهد العصر الدكتور اللواء جمال حماد الذي كذّب في كل دقيقة من اللقاء المطول أكاذيب هيكل التي يرويها على قناة «الجزيرة» وأثبت باحتراف شديد وعبر الحقائق والوقائع الدامغة ان هيكل لم يكن في فلسطين ولم يتعرف على ناصر الا بعد قيام الثورة وان كثيرا مما كتبه وقاله هيكل يستوجب التصديق بقدرته الخارقة على التواجد في ثلاثة اماكن بينها آلاف الأميال في الوقت ذاته.