سامي النصف

الوحش والسجون

قبل أن يتعاطف أحد في الكويت او خارجها مع الوحوش البشرية، عليه ان يتعاطف قبل ذلك مع الاطفال الضحايا وعائلاتهم المنكوبة علما بأن من تقدم للبلاغ يقل كثيرا عمن تعرضوا حقيقة للأذى، وللمعلومة ايضا فكثير من الضحايا هم من الاطفال المصريين كما ان وكيل النيابة مصري وقد سبق للكويت ان اعدمت الشاب الكويتي س.ر بسبب اعتدائه الجنسي على طفلة مصرية ومن ثم فلا ظلم ولا تحيز في النظامين الأمني والعدلي.

سعدنا بالتعديل الذي تم على قانون الذمة المالية للقياديين والنواب ورؤساء وأعضاء مجالس ادارات الشركات الحكومية بعد ان اضيف اليه بند ينص على السجن 3 سنوات لمن يخفي او يزور في شهادة ذمته المالية، دون ذلك التعديل يصبح قانون «من اين لك هذا» حبرا على ورق، تتبقى ضرورة تطبيقه بالسرعة الممكنة بعد ان ازكمت رائحة الفساد انوف الناس.

من المحزن مكافأة جهود رجال الأمن الذين يواصلون الليل بالنهار للقبض على المجرمين وتجار المخدرات وغيرهم عبر الاطلاق السريع للمذنبين اما بالواسطات او عبر بعض الاحكام القضائية التي يصعب فهمها، بالمقابل رجال الأمن يملكون سلطات ضخمة يمكن ان تحول البريء الى مذنب والمذنب الى بريء لذا فمن الضرورة بمكان ان يتم التشديد مع اي رجل أمن يحاول إلصاق التهم الكاذبة بالابرياء.

نقرأ بشكل يومي القبض على تجار مخدرات داخل السجون ومعهم هواتف نقالة ومخدرات وممنوعات اخرى.. الخ، الا يعني هذا ان هناك خللا كبيرا في ادارة السجن المعني قد يعني قيام حالة تواطؤ كامل مع المجرمين ومن ثم ضرورة التغيير الدوري والسريع للعاملين في السجون، كذلك هناك حاجة لتغيير نظام الزيارة بحيث يمنع اللقاء المباشر بين الزائر والسجين.

آخر محطة:
الدعاء بالشفاء العاجل للمستشار عبدالرحمن العتيقي وما تشوف شر يا أبوأنور.

سامي النصف

الإسلام الواقعي والمرن هو الحل

اسمى بعض المراقبين الاسلام القائم في تركيا بـ «الاسلام الليبرالي او المرن» لحقيقة تقبله للآخر واختلافه الشديد مع النهج المتشدد الذي جرب في افغانستان وايران والسودان وأدى الى الحروب والهلاك والدمار، وقد كان لنا لقاء مطول مع احدى الصحف الخليجية حول هذا الموضوع.

مما قلناه اننا نرى ان الاسلام الواقعي والمرن والراشد لم يُبتدأ بالأمس في تركيا بل بدأ في ايام الخلافة الراشدة الاولى عندما اوقف الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) حد السرقة في عام المجاعة، ثم استمر هذا النهج المحبب للإسلام عند الناس في مرحلة ما بعد الخلافة الراشدة في الدول الاسلامية المتسامحة التي وصلت بالإسلام الى مشارق الارض ومغاربها في وقت كان فيه المتشددون والمتطرفون والخوارج يعيقون جيوش الخلفاء بثوراتهم ولم يعرف عنهم انهم فتحوا ارضا قط.

فمن يقرأ كتاب «بغداد العباسية في القرنين الثاني والثالث الهجريين» الذي ينقل وصفا حيا لعاصمة الرشيد بأقلام من عاصرها من المؤرخين او يطلع على اوضاع الدولة الاموية في الاندلس او الفاطمية بمصر او الحمدانية في سورية ابان العصر الذهبي للإسلام، فسيجد ان اوضاعنا اقرب لأوضاع اوروبا هذه الايام واوضاعهم آنذاك اقرب لأوضاعنا الآن. فقد اوصل تسامح المسلمين الشديد غير المسلمين للمراكز القيادية في الدولة وحافظ على معابدهم وكنائسهم ومنها تمثال بوذا في افغانستان الذي عاش 1500 عام ليفجره نظام طالبان قبل اعوام قليلة، بل وصل التسامح لحد وجود حانات لغير المسلمين في تلك الدول كما يذكر المؤرخون.

ان عالمنا الاسلامي امام مفترق طرق هذه الايام، فإما الاخذ بالتوجه المتشدد ومن ثم إلغاء ومحاربة الآخر والتسبب بقيام الحروب المدمرة الدائمة بين المسلمين حيث ان 99% من قتلى ذلك النهج في العراق وافغانستان هم من اهل الديانة الواحدة، او بالمقابل الاخذ بنهج اردوغان التركي او المثال الماليزي، اي نهج الاسلام التسامحي والتصالحي مع النفس ومع الآخر، وهو النهج الذي نرى انه سيعيد المسلمين لحضارتهم وسابق عصرهم كونه يقوم على العلم والتنوير لا الحرب والتثوير.

وقد نشر المتشدد السابق السعودي منصور النقيدان، الذي كان امام مسجد بالرياض وقام بحرق محلات الڤيديو في التسعينيات، مقالا في الـ «واشنطون بوست» دعا فيه الى التسامح، ومثله البحريني ضياء الموسوي الذي امضى عشرة اعوام في ايران متنقلا بين معسكرات التشدد فعاد هذه الايام عن ذلك الفكر حسب مقال نشرته له بالأمس «العربية»، التجربتان الثريتان تحتاجان لأن يطلع النشء عليهما.

آخر محطة:
في مقابل الاعداد المتزايدة الرافضة للتطرف نجد هناك قلة مريضة متشددة لا علاج لها كالباكستاني عبدالله محمود الذي اطلق سراحه من معتقل غوانتانامو بعد الضغوط الدولية ليقـــوم بالأمس بتفجير نفسه وسط حشد من الناس ليقتل 22 مسلما باكستانيا ويجرح المئات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سامي النصف

الرجاء إبعاد التقارير الرقابية عن التسييس

لم اجد دولة اخرى في العالم ينشر بها النائب اسئلته في وسائل الاعلام قبل ان تطّلع عليها الاطراف المعنية والمختصة، وهو امر ان تم قبوله على مضض في القضايا العامة فانه غير مقبول على الاطلاق عندما تمس من خلاله سمعة الآخرين ممن يطعن بهم بالجهر ثم تأتي الاجابة المقنعة على الاسئلة البرلمانية بالسر.

خطابان مؤثران تم رفعهما من قبل جمعيتين هامتين هما جمعية المهندسين وجمعية المحاسبين الكويتيتين لرئيس مجلس الامة يختصان بتقارير وملاحظات ديوان المحاسبة، الذي لم اجد كذلك دولة اخرى في العالم تسرب لوسائل اعلامها وتنشر الملاحظات الاولية لديوان المحاسبة قبل ان يتم الرد عليها او حتى تسرب في احيان اخرى دون نشر الردود المصاحبة لها.

تقارير ديوان المحاسبة وضعت في الاصل لمساعدة القائمين على الوزارات المختلفة على تبيان اوجه القصور ومكافحة الفساد لا لخدمة عمليات التسييس وتصفية الحسابات بين الاطراف والفرق السياسية المختلفة، ما نرجوه ان تتم مراعاة الدقة القصوى حتى في التقارير الاولية نظرا لقطعية تسريبها هذه الايام للاعلام ومن ثم يتم الضرر وتنتفي الفائدة من اسقاط تلك الملاحظات في وقت لاحق بعد تبيان الحقائق من قبل الجهات المعنية.

لقد حذرنا في مقال سابق من خطورة تسييس او اساءة استخدام تلك التقارير التي يفترض بها ان تكون عين الشعب اليقظة على امواله العامة حالها كحال اساءة استخدام أداة رقابية اخرى هي «الاستجوابات» حتى ضج الناس بها وطالبوا بوقفها او ترشيدها، وقد اتت رسالتا المهندسين والمحاسبين الكويتيين لتظهرا الخوف الشديد من عمليات تبادل مصالح سياسية وشخصية تؤدي في النهاية لخروج الديوان وتقاريره عن الاهداف الخيرة المرجوة منها، والموضوع به كثير من الشؤون والشجون ولنا عودة مفصلة له.

آخر محطة:
 أعتقد ان نشر كتاب ذكريات احد المخضرمين وبالطريقة التي تمت اساء له بأكثر من اساءته لخصومه، هذه الملاحظة تمتد كذلك لمن ينشر الردود عليه وضرورة عدم مبادلة الخطأ بخطأ او الصفعة بصفعة ومن ثم خسارة التعاطف وتحوله للطرف الآخر، يجب الحرص في كل الاحوال وجميع الاوقات ولمصلحة الكويت على ذكر الوقائع التاريخية المجردة والابتعاد عن الآراء والمشاعر الشخصية تجاه هذا الطرف او ذاك.

سعيد محمد سعيد

يا حكومة… وين الزيادة؟

 

تعلقت آمال الآلاف من العاملين في القطاع الحكومي بالزيادة البالغة 15 في المئة – واحد = 14 في المئة، وهي لاتزال معلقة! وستبقى معلقة، وربما لن يطول أمد بقائها معلقة، فحتى مع تطبيق قانون التأمين ضد التعطل واقتطاع نسبة 1 في المئة من الرواتب، لايزال الأمل متقدا في نفوس موظفي الحكومة لسماع الأخبار السارة عن بدء تطبيق الزيادة، بل ويتمنى الناس أن يصدر عن اجتماع مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم ما يبعث في نفوسهم السعادة، وخصوصا مع قرب حلول شهر رمضان المبارك وبدء العام الدراسي الجديد.

يا حكومة، وين الزيادة؟

نحن كوننا مواطنين، لا نسأل عن زيادة للعاملين في القطاع الحكومي وحسب، بل لابد من إعادة النظر في وضع العاملين في القطاع الخاص… فهو القطاع الذي يمثل الشريحة الأكبر للأيدي العاملة البحرينية (نحو 54 ألف مواطن ومواطنة) في حين أن الأيدي الوطنية في القطاع الحكومي تبلغ نحو 32 ألفا، وهذا يعني أن الزيادات المرتقبة ما لم تشمل العاملين في القطاع الخاص، فإن الحال في المجتمع لن تبدو متغيرة كثيرا! إن المعاناة مشتركة بين جميع المواطنين، سواء كانوا يعملون في القطاع الخاص أم القطاع الحكومي، لأن موجة ارتفاع الأسعار الضارية وارتفاع كلف المعيشة لا تفرق بين القطاعين.

وعلى البعض أن يترك الإجراءات على الحكومة، ولا يتدخل لأن هذا ليس من شأنه؟

ما القصد من تلك العبارة الاعتراضية المقحمة؟ القصد يا جماعة الخير، هو أن هناك من يكرر قوله إن الحكومة ستتحمل زيادة القطاع الحكومي، فمن الذي سيتحمل زيادة رواتب القطاع الخاص؟ وهذا القول مردود عليه، لأن هناك وسائل ممكنة يعرفها المسئولون ولا نعرفها نحن؟

وعلى اعتبار أن مشوار البحث عن الزيادة لن يطول، فإن المسئولين في الدولة، وعلى رأسهم سمو رئيس الوزراء، يدركون أن معاناة المواطنين كبيرة ومرهقة! فمن ناحية، لاتزال مشروعات الإسكان أقل مما هو مطلوب لتغطية الطلبات، وليس هناك من ذوي الدخل المحدود من يسعفه الحظ لشراء أو بناء منزل! ومن ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الغداء والدواء واللباس وكل ما هو مطلوب للمعيشة، في حين بقيت الرواتب في محلها، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن رواتب القطاع الحكومي تحسنت خلال السنوات الخمس الماضية، لكن رواتب العاملين في القطاع الخاص، وخصوصا في القطاعات المتوسطة والصغيرة، لاتزال منخفضة وتثير قلق الكثيرين في شأن مستوى الاستقرار الاجتماعي.

ليس أمامنا سوى الانتظار، ولربما تحولت تصريحات ومقالات و»فاكسات وايميلات» النواب الأفاضل التي ترسل تباعا الى الصحف، في الدورة المقبلة، الى خطوات عملية من العيار الثقيل، فليس يقتل المواطن البحريني قهرا اليوم أكثر من التصريحات والتصريحات والتصريحات… فصار المواطن يسمع جعجعة ولا يرى طحنا… وهذا الأمر يبعث على القهر فعلا؟

المهم يا حكومة… متى الزيادات؟

سامي النصف

أول الأسبوع

تبدأ اليوم السيدتان سعاد الصباح وبدرية السعود بنشر ملاحظاتهما على ما أتى في ذكريات أحد المخضرمين، ما نرجوه أن يقوم رجال السياسة والاقتصاد والفكر في بلدنا بتسجيل ذكرياتهم على أشرطة سمعية وبصرية، حتى يمكن في يوم ما نشرها أو على الاقل استخدامها لتصحيح وقائع قد تأتي في مذكرات شخصيات غير كويتية أو كويتية، فالفراغ التاريخي للاحداث يتيح لمن يريد ملأه بما يريد.

من سعد بارتفاع سعر صرف الدينار مقابل الدولار عليه أن يتذكر ان جل مداخيل الدولة من النفط أو الاستثمارات الخارجية هي بالدولار، ومن ثم فانخفاض سعره يعني بالتبعية انخفاض موارد البلاد، شخصيا أكاد أجزم بأن ما لم تعدل الادارة الديموقراطية القادمة مسار الاقتصاد الاميركي بشكل رئيسي فسيصبح سعر الدولار أقل من 150 فلسا، وستسود العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص فوضى اقتصادية تضاف للفوضى السياسية والأمنية التي نعيشها.

تشكل الاسواق الضخمة القائمة في بلدنا هذه الايام على نظام الـ B.O.T ما هو أشبه بواحات باردة وسط الانواء المناخية القاسية، حيث يمكن لك فيها أن تتمشى وتتغدى وتشتري في الوقت ذاته، مازلت أتذكر حتى سنوات قليلة اصطفاف بعض الاصدقاء العاملين في الكويتية والطيران المدني قرب كابينة القيادة قبل رحلات أوروبا وأميركا لتوصيتي بشراء ملابس الاطفال من هذا المحل والكبار من ذاك والكاكاو من محل ثالث، بل وحتى شراء الحليب طويل الاجل، تحية كبيرة لرجال القطاع الخاص الذين يشتمون كل صباح ومساء ممن وفروا لنا في بلدنا جميع تلك الاشياء دون عناء وبأسعار أقل من المصدر، والله يرزقهم أكثر وأكثر فما كان لأحد منا أن يوفر تلك الواحات والاسواق والبضائع لولاهم.

يقال إن بإمكانك أن تحضر الحصان الى النهر، الا انك لا تستطيع ارغامه على شرب الماء، فكرة جميلة خلق مكتبات في السفارات كي يستطيع الديبلوماسيون الكويتيون الارتقاء بعملهم السياسي، استعرت ذات مرة كتابا مختصا عن الامم المتحدة من مكتبة وزارة الخارجية، ولاحظت ان آخر من استعاره وقرأه هو الديبلوماسي والاديب المرحوم عبدالله زكريا الانصاري عام 1965.

ندعم ونؤيد بقوة اعطاء الافضلية للعاملين في قطاع الاعلام الخارجي للعمل في مكاتبنا الخارجية، الا أننا نتحفظ على مبدأ حصره بهم، د.شفيق الغبرا وهو أحد اعضاء لجنة الاختيار أتى من خارج القطاع وأبدع أيما ابداع في مكتبنا بواشنطن، اعتقد ان علينا أن نقرر في البدء الهدف من خلق مكاتب الاعلام الخارجي، ومن ثم نقرر كيفية ملئها وما هي العناصر الموائمة للوصول لذلك الهدف، فإن كان الأمر معنيا برفع اسم الكويت والدفاع عن سمعتها امام الهجمات والانتقادات التي تتعرض لها، فالواجب ان نضع على تلك المكاتب أكفأ عناصرنا الاعلامية والاكثر قدرة على مقارعة الحجة بالحجة، وعدا ذلك يصبح الأمر مضيعة شديدة للوقت والمال، فالانترنت كفيل بإطلاعك وأنت في بلدك على ما يكتب في صحافة الخارج دون الحاجة لإرسال قصاصات الصحف من هناك.

آخر محطة:
يمكن لك أن تخدع كل الناس بعض الوقت لا كل الوقت، أتى تقرير مؤسسة «بيبول» العالمية بمثابة صفعة قاسية لمن يعملون كل صباح ومساء لتسويد الصورة أمام النشء وافشاء الثقافة السالبة التي يقتات منها المخربون والمتطرفون، فقد أثبت التقرير ان الكويتيين هم الشعب الأكثر رضا في العالم عن أحواله ومعيشته وواقعه السياسي، ضمن التقرير تقدير وتوقير أغلب الشعوب العربية والاسلامية للدور العاقل والحكيم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية.

سعيد محمد سعيد

خاف ربك يا مولاي!

 

كان أول سؤال طرحه طالب بحريني يجري دراسة بحثية ميدانية في مجال الموارد البشرية ضمن استمارة استبيان عشوائي هو: «هل تطمح إلى أن تكون في يوم من الأيام مديرا لشئون موظفين أو مسئولا عن قطاع الموارد البشرية في مؤسسة مرموقة أو في وزارة حكومية؟ (نعم، لا)، وإذا كان الجواب بـ «لا» يرجى تحديد ثلاثة أسباب.

الغريب في الأمر، أن نسبة 85.7 في المئة من المشاركين أجابوا بـ «لا»، والأغرب أن غالبية تلك النسبة، لم تشر في سرد الأسباب إلى عدم قدرتها على تولي هذه المهمة علميا ومهنيا وخبرات، بل فيها ما هو أخطر من ذلك، وهو عدم القدرة على حمل الأمانة وتحمل المسئولية ومعاملة جميع الموظفين بإنصاف… سواسية من دون تمييز، ثم تلتها الأسباب الأخرى ومنها مزاجية تنفيذ اللوائح والأنظمة، وغياب المعيار الأخلاقي، والأشد بالنسبة إلى قطاع الوظائف في البحرين، هو أن الترقيات والزيادات لا تأتي من خلال إجادة عمل وتقييم دقيق وواقعي لأداء الموظف، بل تأتي لمدى قربه من المسئول/ المدير/ الوزير/ و(ربما سائق الرئيس التنفيذي… هذه من عندي وليست من الاستبيان).

الجانب المشوق في الدراسة، هو تحديد ثلاثة محاور لأسوأ ممارسات مديري أو مسئولي شئون الموظفين في القطاعين العام والخاص (طبقا لمكان عمل المشارك في الاستبيان)، فكانت النسبة الأعلى من المشاركين تشير إلى (كارثة):

– مزاجية التقييم والكيل بمكيالين بين الموظفين (يعني هذا صاحبي وهذا في ستين داهية).

– التصيد على من يريدون التنكيل بهم من الموظفين والموظفات، فيصبح الهدف هو الأسوأ في الحضور والانصراف، وهو الأسوأ في مبادرات العمل، وهو «أزفت» واحد في إجادة المهمة الموكلة إليه.

– تشغيل واستخدام (الجزء الأكبر من الكارثة) موظفين وموظفات لإنجاز أعمال لهم، هذا إذا أراد الموظف أو الموظفة الحصول على ترقية وشيكة بتكرار عبارة: «أمرك يا مولاي»!

لكن، من هو مدير الموارد البشرية أو مسئول شئون الموظفين الناجح؟ وكانت النتيجة الأكبر، التي لا أتذكرها رقميا بالضبط، وربما كانت في حدود 93 في المئة، هي أن يعرف الله حق معرفته، وأن ينظر إلى اللوائح والأنظمة ويطبقها من دون أن يعرف أن الذي طبقها عليه، ولد خالته، أو شقيقه من الرضاع، أو ربما والدة زوجته! وهو الذي تأتي إجراءاته قائمة على تقييم حقيقي لأداء الموظفين… بموضوعية وصدق، لا بتصيد وارتداء أقنعة من الحقارة والسخف، وكأن رقاب خلق الله في يده.

سامي النصف

حروب الكويت الديبلوماسية

أهدانا السفير عبدالله بشارة كتابه الجديد «حروب الكويت الديبلوماسية» للفترة المضطربة الممتدة من 1961 إلى 1963 والتي تعرضت خلالها الكويت لمطالـــبات عـــبدالكريم قاسم المفاجئة بضمها للعراق رغم برقيته المهنئة للكويت بعد يوم من استقلالها وترحيب مندوب العراق في الأمم المتحدة قبل ذلك بأيام بانضمام الكويت لاحدى منظماتها الدولية.

واضح ان امرا ما قد حدث خلال الأيام القليلة التي تلت اعلان الاستقلال، مما دعا قاسم لتغيير رأيه والمطالبة بالكويت، وتلك المتغيرات السياسية – لا الوقائع التاريخية – هي للعلم من فرض عليه تلك المطالبة، وقد يكون منها على السطح وقبل الدخول في أعماق بحور السياسة المخادعة والمضطربة، الرغبة باشغال الوضع الاقتصادي والسياسي السيئ في الداخل بمطامع ومشاكل الخارج، اضافة الى تلبية المطالب الوحدوية للمعارضة القومية العراقية رغم رفض حزب البعث العراقي في بيان صدر له من دمشق لتلك المطالبات.

يتفق الكتاب على ان هناك غموضا كبيرا يحيط بسبب دعاوى قاسم العراق ويشير لمرجعين في هذا الصدد هما مذكرات السيدة مارتا دوكاس وكتاب المؤرخ والصحافي العراقي احمد فوزي اللذين يريان ان الاتحاد السوفييتي هو من حرض قاسم على افتعال تلك الأزمة، ثم دعم موقفه عبر استخدام الڤيتو في الامم المتحدة لمنع الكويت من الانضمام لها واستكمال اجراءات استقلالها.

لسبر غور تلك القضية المهمة والشائكة علينا ان نلم بالوضع الجيواستراتيجي السائد في المنطقة آنذاك، فقد رفع الرئيس عبدالناصر شعار وحدة العرب وتحركت الشعوب وتساقطت الأنظمة تعاطفا معه وساءت علاقته بالاتحاد السوفييتي بعد ثورة الشواف ومجازر الشيوعيين في الموصل، وبقي في الوقت ذاته على علاقة متوترة مع الغرب بعد ثورتي لبنان والاردن ولم تكن قواه الذاتية بحجم تحدي القوى الكبرى في الشرق والغرب.

آنذاك وكما حدث في عام 90 تم الحديث دون بينة أو قرينة عن تحريض بريطاني لقاسم كي تتم عودة القوات البريطانية للكويت، وبالطبع كانت تلك النظرية تفتقر في حينها للوثائق الداعمة لها، كما تفتقد المبررات المنطقية والدوافع، حيث ان بريطانيا هي من منح الكويت استقلالها دون حرب، فلماذا تفتعل تلك الدعاوى لارجاع قواتها لبلد اعطته استقلاله قبل أيام؟!

في الوثائق البريطانية التي صدرت قبل سنوات قليلة – وهذا خارج مضمون الكتاب – مخطوطات سرية للغاية اتى فيها ان السفير البريطاني في بغداد مايكل رايت كان يرى ضرورة دعم نظام قاسم رغم ميوله الشيوعية للوقوف امام قوة ناصر وتوجهاته القومية والوحدوية كي لا يتم اسقاط ما تبقى من الأنظمة الصديقة للغرب، ومن ذلك فالسفير رايت هو من أنذر قاسم بمحاولة انقلاب رشيد عالي الكيلاني عليه، حيث يرى السفير ان المد القومي لا الشيوعي هو الخطر الحقيقي والواقعي على المصالح الغربية.

ومثل هذا، الوثيقة السرية الصادرة من الخارجية البريطانية رقم 8516 الى واشنطن والتي تدعو الى عدم اظهار الدعم الغربي المكشوف لقاسم.

اذا ما صدقنا تلك الوثائق يتضح ان سبب الازمة هو تحريض الروس وسكوت – ان لم نقل تواطؤ – المعسكر الغربي لا بقصد القبول باحتلال الكويت من قبل قاسم، بل السماح له فقط باختلاق المشاكل التي تحرج ناصر أمام العراقيين والشعوب العربية، فكيف لمن يدعو للوحدة العربية ان يعارض مشروع الوحدة او الضم العراقي؟! كما تقسم تلك الأزمة الوطن العربي لمعسكرين متضادين.

آخر محطة:
العزاء الحار لأهل الفقيد قاسم افيوني ولحرمه ولأبنائه وللعاملين في دار «السياسة» الغراء، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

سامي النصف

التهديد أجدى من الترشيد

امر غريب، بلد 98% من دخله تأتي من بيع النفط لا يعلم حجم احتياطياته النفطية التي يقال انها تتراوح بين 40 و 220 عاما والفارق كبير جدا، الكويت بلد صغير المساحة ويفترض سهولة معرفة حجم احتياطياته النفطية التي هي سر وجود البلد وشريان حياة الجميع حتى ايجاد بدائل اخرى للدخل.

مساحة السعودية 2 مليون كم2 مقارنة بـ 17 الف كم2 هي مساحة الكويت ومع ذلك فقد صدر عن شركة بريتش بتروليوم بالامس ارقام مفصلة عن احتياطيات النفط السعودية حيث بلغت مع نهاية العام الماضي 264.3 مليار برميل متزايدة من 169.7 مليارا قبل 20 عاما و261.4 مليار برميل قبل عشرة اعوام مما يعني في قسم من التقرير زيادة الاكتشافات النفطية عبر السنين وفي قسم آخر ان ذلك الاحتياطي سيكفي السعودية لـ 80 عاما مقبلة.

وما دمنا في الطاقة، مع ايماننا بمبدأ الترشيد، الا ان مبدأ التهديد اكثر جدوى وفعالية لذا اثلج صدورنا قرار مجلس الوزراء بالحث على تحصيل اموال الدولة مع رغبة بأن تتاح فرصة «اخيرة» لاسقاط الالفي دينار من الفواتير حيث انه ليس من العدل اسقاطها عن بعض الناس وترك البعض ولا تنتظروا حتى يصدر بها قرار من مجلس الامة، بعد ذلك يتم التحصيل او التهديد بالدفـع وكان اجـــدى لو صرفــت 10 ملايين دينار لتحديث العدادات بدلا من نشر الاعلانات.

اخيرا عمل بذلك الاقتراح وتأكدنا من تطبيقه، في عدد «القبس» رقم 2758 الصادر يوم الاحد 20/1/1980 كتبت في زاويتي اليومية «من فوق السحاب» مقالا عنوانه «العطلة الجمعة والسبت» اقترحت فيه التحول من نظام عطلة اليوم الواحد الى عطلة اليومين على ان تكون العطلة يومي الجمعة والسبت لا الخميس والجمعة، على هذا المعدل سيشهد ابناء احفادي تطبيق المقترحات التي اكتبها هذه الايام.

تحول جون الكويت وشواطئ جزرنا الى «مزبلة الكويت» نظرا لكم الاوساخ التي ترمى به من بعض اصحاب اليخوت والطرادات، نحتاج الى شرطة نظافة برية وبحرية تصور من يرمي القاذورات بالكاميرا وتسجل بحقه الغرامات الفورية الباهظة، لا اقل من ذلك سوءا من يقف في مواقف المعاقين دون مبرر عدا الكسل الشديد وقلة الذوق.

شارع الشيخ عبدالعزيز بن باز هو الشارع الرئيسي الذي يخترق ضاحية اليرموك، في بدايته من الدائري الرابع وضعت مطبات سوداء بلون الشارع دون مبرر عدا المباغتة وتدمير المركبات وازعاج مستخدمي ذلك الطريق، ما سبب وضع تلك المطبات؟ ولماذا لم يتم صبغها في حينها؟ ومن يتحمل الاضرار والخسائر؟! لو كنا في بلد متقدم لرفعت الدعاوى القضائية ولتمت محاسبة من قام بذلك العمل الطائش.

آخر محطة:
لو ولع انسان عود كبريت قرب منزلي لاشتعل البيت من كثرة الكتب والصحف والاوراق فيه، نُشرت قبل مدة ارقام هواتف لمن قيل انهم يجمعون الورق والصحف لاعادة استخدامها حفاظا على البيئة وقد اتصلت عدة مرات واتضح ان تلك الارقام مفصولة والارجح انهم استغنوا من الورق وتركوا.

سامي النصف

في الكويت الاسترزاق الحقيقي بالقدح لا بالمدح

رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش المحبوب من الشعبين الكويتي والعراقي اكبر مني بست سنوات إلا اننا قررنا بالامس عمل منظار قولون معا مع الاخذ بالحسبان فارق التوقيت بين بلدينا، هو سلم القيادة بعده لديك تشيني وانا لحرمنا المصون، وانتهت العمليتان بسلام في وقت واحد علما بأن الخدمة الطبية التي حصلت عليها في كويت القطاع الخاص قد لا تقل عما حصل عليه الرئيس الاميركي جورج بوش الابن (بوكاظم) ابن الرئيس جورج بوش الاب (بوعبدالله).

لا احب عادة عيادات الاطباء ولا مكاتب المحامين حيث لدي قناعة لا اعرف مدى صحتها بأنك تدخل عليهم بمشكلة واحدة فتخرج بعشر، الاستثناء من ذلك ما رأيته في العيادة الخاصة لدكتور استشاري الامراض الباطنية محمد عايش الشمالي من علم مميز وخدمة واجهزة متطورة مع سمو ورقي بالأخلاق اكثر الله من امثاله وامثال الطاقم المصاحب له بعد ان اصبحت الكويت تفتقر بشدة للمميزين في اعمالهم.

يتساءل البعض وبحق: هل هناك ثمن يتحصل ممن يُثنى عليه؟ والحقيقة المطلقة هي «لا» كبيرة للشرفاء واباة النفوس ممن لا يثنون إلا بالصدق والحق ويقيسون كلماتهم بميزان الذهب، اما المرتشون والفاسدون فكثير منهم لا يقبض من الثناء بل من «الشتم» الجارح وتسليط قلمه المأجور على الشرفاء والعقلاء والحكماء مستحصلا اثمان حبره آلافا مؤلفة ومصالح كبرى ممررة.

في زمن كثر فيه من يدعون الاصلاح وهم في الحقيقة اعدى اعدائه، ومن يدعون الامانة وهم اكبر سراق ماله العام والمتجاوزون على حرمته تفضحهم في ذلك افعالهم الشائنة قبل اقوالهم الصالحة، وفي بلد لا يخاف فيه احد من احد ولا يدفع فيه احد قط ثمن معارضته بل يستحصل اثمانها مضاعفة تارة ممن يقف خلفه وتارة اخرى ممن يستقصدهم من الخائفين والمرتعبين.

وفي حقبة طغت بها الماديات وتسابق فيها من يحصد آلاف الدنانير لطلب المزيد منها دون خوف او وجل او خجل، يصبح تسليط الضوء على كرام القوم وعفاف النفوس وطاهري اليد من الوزراء حتى الخفراء واجبا وطنيا حقيقيا حتى يشعروا بأن الدنيا مازالت بخير وان الاقلام وقبلها قلوب ودعوات الناس الطيبين معهم فيبقوا في مراكزهم ومناصبهم حتى لا يصل لها الاشرار والسراق والمتجاوزون ممن اصبحوا يتلبسون ملابس الزهاد والوعاظ وحان وقت فضحهم وتمزيق ارديتهم الزائفة.

آخر محطة:
في البعض من النقد الكاذب المتواصل واتهام الابرياء بالتجاوز هدف شرير يمارس بخبث وخسة بقصد تظليم الصورة امام الاجيال الصاعدة حتى يمكن تحريضهم للقيام بالاعمال المخلة بالأمن وهذا بيت القصيد.

سامي النصف

دولة غنية ومؤسسات فقيرة

وصلنا من العقيد د.عبدالله محمد الطريجي كتابه المعلوماتي الهام «جغرافية المخالفات والحوادث المرورية في دولة الكويت»، وضمن الكتاب الذي لا غنى عنه للباحث والمهتم بـ «الكارثة المرورية» التي يعيشها البلد عدة مقترحات وتوصيات نأمل ان ترى النور كمقترح انشاء مدرسة للتوعية المرورية وشن حملة وطنية شاملة حول موضوع المرور وحصر السائقين المخالفين وتقسيمهم الى مستويات تتدرج من خطر جدا الى مخالف مبتدئ.

لدى كل رب اسرة في الكويت مشكلة مرورية فريدة، حيث انه على الارجح من يسجل سيارة والدته وسيارات بناته وسيارة السائق اضافة الى سيارته الخاصة باسمه، الإشكال يقع عندما تتجمع عليه مخالفات جميع تلك السيارات فيظهر الرجل الرزين وكأنه سائق ارعن يطوف الاشارات ويسابق السيارات الاخرى بل قد تصدر عليه احكام بسحب رخصة القيادة دون ذنب حقيقي منه.

مع وصول سعر النفط الى اعلى مستوى له في تاريخ الدولة ومعه بالتبعية ارتفاع مداخيل الموازنة العامة من البترودولار، نلحظ بالمقابل الفقر والمعاناة المالية الشديدة لمؤسسات الدولة المختلفة، فمؤسسة التأمينات تعاني من عجوزات اكتوارية تقارب 10 مليارات دينار، وبنك التسليف 2 مليار دينار والحال كذلك مع هيئة الاسكان و«الكويتية» وغيرهما من مؤسسات وشركات وهيئات حكومية يعمل بها عشرات الآلاف من الكويتيين، التساؤل المحق: اذا لم تستفد تلك الجهات من الفوائض النفطية هذه الايام فمتى تستفيد؟! ان بقاء العوائد على شكل اموال سائلة قد يغري الطامعين ويجعلنا نخشى ان ينطبق علينا المثل العامي القائل «مال البخيل ياكله العيار».

بالمقابل نجد ان بعض دولنا الخليجية تستخدم جل مداخيلها النفطية لدعم واثراء عمل مؤسساتها وشركاتها وتعزيز بناها التحتية، في محاولة منها لخلق موارد بديلة للنفط، بودنا ان تجرى دراسات معمقة لتقرير اي من الطريقين افضل، اي الاحتفاظ بالثروات النفطية سائلة وعلى شكل استثمارات في الاسهم والسندات الدولية، ام الاستثمار المباشر لها في البنى التحتية والمشاريع المختلفة في بلدها، واضعين في الاذهان حقيقة استفادة الكويت من الاستثمارات إبان الاحتلال والقول المضاد بأنه لولا تلك الاموال السائلة لما احتلنا صدام.

آخر محطة:
العزاء الحار لآل الصقر الكرام بوفاة العم المرحوم عبدالوهاب حمد الصقر، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.