نشرت وسائل إعلامية غربية فيلماً سينمائياً ذا طبيعة وثائقية عن الوضع المعيشي للحياة اليومية في المملكة العربية السعودية، وجاء هذا الفيلم الممتلئ باللقطات الفردية المنتقاة من هنا وهناك، ليشوّه دور المملكة الإنساني، ويصور السعودي والمسلم هناك بالإرهابي الخالي من المشاعر الإنسانية وبالانسان الهمجي، الذي ما زال يعيش في العصور الوسطى، وتوقيتاً ليتزامن مع حملة غربية مدعومة من الصهيونية العالمية للتمهيد للرأي العام الغربي لتقبّل القرارات والمواقف المتطرفة من الانظمة الغربية ضد دول الخليج، وخصوصاً الشقيقة الكبرى السعودية!
لا ندعي القدسية، ولا ننعت أنفسنا بالكمال، عندنا أخطاء وقصور في كثير من المجالات، لكن هذا لا يبرر الانتقائية في تقييم المجتمعات لاتخاذ قرارات جائرة كقانون «جاستا» لابتزاز الأمم والأنظمة، وترويضها للسير في ركاب أميركا وغيرها!!
المجتمعات الغربية والاميركية بالذات ممتلئة بالأفلام والحوادث التي تعكس الجانب الأسود لهذه الامم! فاليوم يعاني المجتمع الاميركي عنصرية بغيضة من البيض تجاه السود، والذين تجاوز عددهم ثلاثين مليون نسمة، وكل اسبوع نسمع عن شرطي أبيض قتل عمداً ومن دون داعٍ رجلاً مدنياً أسود لمخالفة بسيطة لا تستحق اكثر من التعنيف اللفظي!! ومشاعر العنصرية هذه منتشرة عند معظم الاميركان؛ بدليل ان (ترامب) أبرز مرشحي الرئاسة الاميركية نجح وحصد معظم الاصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بعد ان ركّز على تبنيه هذه المشاعر العنصرية ضد الاقليات!!
هل تريدون المزيد من الحقائق التي تظهر واقع المجتمعات الغربية؟!
طائرة بلا طيار.. تطلق صاروخاً على سوق شعبي في باكستان لتحصد مئات الارواح البريئة؛ بحجة البحث عن ارهابي! من يعوّض عوائل هؤلاء؟ هل نحتاج «جاستا» باكستانيا وعراقيا وسوريا وليبيا لرد اعتبارنا وحقوقنا المهضومة منذ عشرات السنين؟!
شركة بلاك ووتر، أو مجموعة المرتزقة الذين أجرهم الجيش الأميركي في العراق لفعل كل ما هو محرم دوليا وممنوع أخلاقياً، كيف سنعالج جرائمهم التي فضحت أخلاقيات الاميركان وسلوكهم المشين في العراق؟!
كيف تعاملت الأنظمة في فرنسا والمانيا وبلجيكا مع الاقليات المسلمة فيها بعد جرائم «داعش» في اوروبا؟! كلها أفلام حقيقية تؤكد سيطرة مشاعر العنصرية والاحتقار واللااخلاق في نفوس الشعوب الغربية وأنظمتها سواءً بسواء.
دول الخليج أكثر من عانى من الارهاب، ودول الخليج أكثر من تعاون مع الغرب لمواجهة هذا التطرف، بل ان بعضنا تطرف في مواجهة التطرف ومحاربته، حتى أغلقنا مؤسسات اسلامية خيرية وشيطنا تيارات وسطية ومعتدلة من أجل ارضاء الغرب وغطرسته وعنجهيته، لكن «العدو عدو لو تعطيه دم جوفك!!».
***
أعتذر عن الانقطاع الاختياري خلال الأشهر الماضية، متمنياً أن أضيف في هذه الصفحة ما يفيد الوطن والمواطن.