أ.د. غانم النجار

البصمة الوراثية… حكاية صدور وزوال قانون معيب

كان تدخُّل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ليعلن عبر وسائل الإعلام توجيهاً لرئيس الوزراء بتعديل قانون البصمة الوراثية سابقة تاريخية محمودة. كان بإمكان سموه مخاطبة رئيس الوزراء ليبلغه بمرئياته دون إعلام، وكأنه قد ضاق ذرعاً بموقف الحكومة الباهت من القانون، واندفاع أحد مسؤولي وزارة الداخلية دون اعتبار لمصلحة البلاد.

لم يكن هذا هو التدخل الأول لسموه، حيث رد قانون “إعدام المسيء” في مجلس الأغلبية فبراير ٢٠١٢.

القانونان صدرا باستعجال وكردّ فعل على حدث، وهي صفة تتعارض مع أصول التشريع، ولم يمنع أن يحدث ذلك الانحراف التشريعي كون المجلس “إصلاحياً”، كما في مجلس فبراير ٢٠١٢، أو مجلس “موالاة”، كما في المجلس الذي رحل عنا قبل أيام. متابعة قراءة البصمة الوراثية… حكاية صدور وزوال قانون معيب

احمد الصراف

وطن الفرص الضائعة

أضاعت الحكومة، بعد تحرير الوطن من الغزو والاحتلال الصدامي الحقير عام 1990، فرصة ذهبية لتعديل الاختلالات الهيكلية والسكانية والاقتصادية، وحتى السياسية، وخلق مجتمع متجانس وخلاق، أكثر اعتمادا على نفسه، وأقل اعتمادا على العمالة الخارجية، ولكن كل هذه الأمنيات، وغيرها من الأحلام، تبخرت مع «نشوة» عودة الوطن، والانشغال بأمور التحرير، وفوق ذلك عادت الحكومة لكل عاداتها القديمة، وزادت عليها بالصرف ببذخ وإسراف لا معنى لهما، حتى تجاوز كرمها في دعم مختلف السلع الضرورية كل منطق، وفعلت ذلك إما احتفاء بعودة الكويت، او لشراء ود المواطن. وصاحب كل ذلك تسارع كبير في قضايا الفساد، التي تم السكوت عنها، مع تزايد الصرف على خلق هياكل إدارية غير ذات معنى، إما لإرضاء الموالين، او لإسكات «المعارضين»!
ومع الانهيار الأخير والكبير في أسعار النفط، وانخفاض عائدات الدولة بشكل مخيف، لاحت في الأفق فرصة ذهبية ثانية لإصلاح الكثير من الأوضاع، وتعديل التركيبة السكانية، إلغاء الدعم الحكومي عن الكثير من السلع والخدمات غير الضرورية وتخفيضها عن الضروري منها، وإعادة النظر في سياسات التجنيس، وكشف المزدوجين، ومعاقبة سارقي المال العام، من مدعي الإعاقة، وغير مستحقي المساعدات الاجتماعية، وغيرهم من اصحاب الفئات الأخرى، ولكن كل آمال وأمنيات الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والمالي تبخرت تدريجياً، في ظل عجز حكومي عن اتخاذ قرارات حاسمة، تصب في النهاية في مصلحة المواطن والدولة بالتالي.
تخيل معي مدى التأثير الأمني والنفسي والاقتصادي، والأهم من كل ذلك، التأثير الأخلاقي، لنجاح السلطات في كشف حقيقة هوية سبعين ألف «مواطن» (كحد ادنى) بعد إثبات حملهم لأكثر من جنسية، واستفادتهم غير القانونية وغير الأخلاقية من مساعدات الدولة؟!
إن حدث مثل هذا الأمر فستكون له حتما انعكاسات اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية. ان مزدوجي الجنسية والولاء هؤلاء، سواء من العاملين والمقيمين في الكويت، أو من الذين يأتون إليها في مواسم توزيع الهبات أو الانتخابات، هم الفئة ربما الأقل إخلاصا ووفاء للكويت، وفوق ذلك الأكثر تكلفة على المال العام. فالكثيرون منهم يمتلكون منازل وابناء ومعاقين ومطلقات وزوجات في أكثر من دولة خليجية، ويستفيدون من اوضاعهم، وأحوالهم الأسرية مرتين، من دون وجه حق. وكشف امر هؤلاء سيزيح عبئاً وهماً عن الكثير من الإدارات الحكومية، التي تقدم العون لهؤلاء، او تنشغل كثيراً في التعامل مع قضاياهم، كوزارة الشؤون الاجتماعية، وهيئة الشباب ووزارة الداخلية وهيئة الإعاقة، ودعم العمالة، وغيرها من الجهات الحكومية الأخرى.
الأمر لا يتطلب غير العزم.

د.علي يوسف السند

ليتنا نراوح في مكاننا!

منذ زمن والبلد يدور في دوامة لم يستطع الخروج منها إلى يومنا هذا، وفي كل يوم تكبر هذه الدوامة، وتزداد الخسائر وتتعمق الجراح، وتترسخ سوابق خطيرة في العمل السياسي والبرلماني، ويتم البناء عليها، ولا أدري كم سيصمد هذا البنيان قبل أن ينهار، ما لم نتدارك الوضع!
جوهر الصراع، الذي يجعلنا ندور في هذه الدوامة، هو أن هناك بعض الأطراف تريد وضع قواعد اللعبة السياسية، والتحكم فيها بشكل كامل، ورسم الأدوار للأطراف الأخرى، مع بقاء هامش يسير جداً لبقية اللاعبين يتصارعون فيه، من دون أن يحققوا أي تقدم، ومن دون السماح لهم بكسب أي جولة أو توسيع المنطقة المحدودة التي يلعبون فيها، وإذا امتدت أعينهم خارج تلك القواعد، فإن المصير الذي ينتظرهم هو العودة إلى المربع الأول، مع هامش أقل، وإلا فإن الإقصاء من اللعبة في انتظارهم! متابعة قراءة ليتنا نراوح في مكاننا!

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

معاً لإنقاذ الوطن

ان يعيش الوطن محنة الضياع، حالة مؤلمة، وان يكون مصدر محنته أبناؤه فتلك محنة مضاعفة ومحزنة، فلله درك يا وطني الكويت، فقد اتخذك بعض ابنائك بضاعة للمتاجرة بك، يبيعونك في اول مزاد وأول صفقة وأول سوق للفساد السياسي او المصلحة.. البعض تجردوا من الوطنية وانسلخوا عن الولاء ومات حسهم بالمصلحة العامة وأعمتهم تكسباتهم. فقد مرت عليك أربعة عقود منذ ١٩٨١ وأنت تعيش الغربة بين بعض أبنائك فهم يتربصون بك الفرص ليقتاتوا عليك ويتقاسموك، لا يعنيهم مستقبلك ولا حتى بقاؤك فأنت لهم مشروع مؤقت لا وطن يعيشون له ويضحون من أجله.
التاريخ لا يظلم أحدا لأنه يسجل وقائع وحقائق، وبتقليب صفحات الخمسين سنة الماضية ماذا عسانا سنجد وماذا سنكتشف ما دونه التاريخ.. متابعة قراءة معاً لإنقاذ الوطن

جمال خاشقجي

رؤية مواطن 2030.. الحرب على التستر والمتسترين

من حق المواطن على دولته أن توفر له الوظائف، لا لغيره، ولكن معظم الوظائف الجديدة التي تولد نتيجة لتوسع الاقتصاد السعودي تذهب للأجانب، وهذا غير صحيح ولا صحي سياسياً واقتصادياً، النسبة المتداولة في وزارة العمل هي ان 85 في المئة من الوظائف يحتلها الآن أجانب، ولا يوجد سبب يطمئننا بأن هذا المقياس سيتغير بالنسبة للوظائف الجديدة المستحدثة.

الأجنبي ليس موظفاً يمكن استبداله، بل بات مالكاً للعمل، ضليعاً بأسراره، متحكماً بمفاصله من الكاشير إلى التوزيع والتخزين والتسويق والخدمات، باختصار استحوذ على أهم عناصر العمل، وهي الخبرة والمعرفة بالسوق المحلية، وظروفها وطبائع المستهلكين، والتي لا يجوز إلا أن تكون وطنية، إنه الشيء الطبيعي لمن هو في السوق، يكسب المال ويخسره، ولكنه يكسب معه الخبرة والمعرفة ومعهما الفرصة لاستعادة ما خسر وتصويب أخطائه. متابعة قراءة رؤية مواطن 2030.. الحرب على التستر والمتسترين