خبر اطلاق صاروخ سكود على مكة المكرمة من قبل الحوثيين نزل على عموم المسلمين في الكرة الارضية كالصاعقة، فآخر شيء كان ممكن تخيله ان تقوم الميليشيات المجرمة بمثل هذا العمل الجبان والخسيس! لكن ماذا يمكن ان نستخلصه من هذه الخطوة الحوثية؟
أعتقد ان اول دلائل هذا الفجور هو الافلاس -على جميع الجبهات- الذي يعانيه الحوثيون، حيث ان قوات التحالف باتت على مشارف صنعاء آخر معاقلهم، فقاموا بهذه الخطوة مع مالها من تبعات خطيرة لاشغال خصومهم ونقل الصراع الى مكان آخر، بعيدا عن العاصمة التي تتهاوى بين لحظة واخرى!
ومن المؤشرات لهذا العمل الاجرامي هو ان ملة الكفر واحدة، فالذي يقتل الانسان في حلب وفقا للهوية، والذي يشاهد الطائرات الروسية تقصف مدرسة للاطفال هناك دون ان يحرك ساكنا أو يستنكر على الاقل مثل النصارى الذين استنكروا، والذي يهدد باقتحام الموصل وتهجير أهلها لتغيير التركيبة الديموغرافية، الذي يعمل كل هذه الجرائم في سوريا والعراق لن نستغرب منه ان يطلق صاروخا على مكة المكرمة!.
بعد اليوم سأصدق كل ما أسمعه عن جرائم هؤلاء في سوريا والعراق، مهما بلغت فظاعة الجرائم وقسوتها، فالذي يسمح له ضميره بقصف بيت الله الحرام لن يتردد في أكل لحم خصومه المسلمين الاطهار!.
استنكرنا كما استنكر العالم المتحضر قيام ميليشيات الحشد الشعبي بالتصفية الجسدية لخصومهم وفقا للانتماء الطائفي، لكنني لم أسمع من بعض أبناء جلدتنا في الكويت أي استنكار لهذه الجرائم التي تنقلها الافلام السينمائية المصورة لنا كل يوم ويتجسد فيها العنف والبطش بكل معانيه للانسان مهدور الكرامة!، وجل اهتمامهم شتم «داعش» والتحريض عليه وتحميله مسؤولية كل مايحدث على الارض!، ومع أننا من أول من استنكر جرائم «داعش» الا انه يحق لنا ان نتساءل: هل رأى أحد منكم داعشيا يقاتل هؤلاء القوم؟ هل نقلت لنا الاخبار صورة داعشي أسير؟ هل شاهدتم أين يتم علاج أسرى «داعش»؟ أي مخلوق هذا الذي تتم محاصرته عدة أسابيع من جيوش عدة دول عالمية ثم يخرج بحماية هذه الدول الى منطقة اخرى دون أي خسائر تذكر ولتنتقل معه بؤرة الصراع ونعيد شريط الاحداث كلاكيت مرة ثانية وثالثة كما حدث بتكريت والفلوجة وغيرها من المدن المطلوب تفريغها من سكانها واعادة توطين آخرين!
هل سنسمع من كتابنا ومثقفينا ادانة ولو كتابية لجرائم هذه الطوائف في حق الانسان وضد بيت الله الحرام؟!