حتى الآن يبدو ان نتائج تشاورية القبائل في الدوائر الخمس غير مشجعة لمن يرغب بإصلاح الحال في المجلس المقبل! فبعض النتائج تشير الى عودة نفس النواب الحاليين أو من سار على خطهم في المجالس السابقة، لكن الامل معقود على صحوة شبابية وطنية في اللحظة الاخيرة، تصحح المسار وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويتم الاختيار بعيدا عن التعصب الاعمى، ونتمنى أن يثبت أبناء القبائل انهم لا يقلون عن غيرهم في الحرص على الوطن والمؤسسة التشريعية من أن تُختطف من الفاسدين والانتهازيين!
لا نطالب بالتجرد من الانتماء القبلي أو الحزبي، لكن ان كان ولابد فاختر الافضل وان كان الابعد، فاختيار الاقرب وان كان الأسوأ هو من ضيع البلد طوال سنوات مضت، وهذا هو التعصب الممقوت، فالقبيلة تزخر بالكفاءات، لكنها لا تجد التشجيع، بل تواجه بالتثبيط وتكسير العزايم.
مشكلتنا بالكويت أننا نجيد فن التحلطم والتذمر ولعن الظلام، فمثلاً تجدنا نتذمر من أعضاء مجلس الامة طوال اربع سنوات، واذا جاء يوم الانتخاب نسينا كل فعايلهم، ورحنا نصوت لهم ونعيد انتخابهم مرة ثانية، لنستمر في ممارسة عادة التذمر اربع سنوات جديدة!
***
انتهت الحركة الدستورية الاسلامية من اختيار ممثليها لهذه الانتخابات، التي اتوقع ان تعلن الاسماء خلال ساعات من صدور هذا العدد، وقد أثبتت الحركة انها مؤسسة شورية في جميع أجهزتها التنظيمية، وان القرار النهائي للقاعدة، مع ان اللائحة تعطي الامانة العامة صلاحيات موسعة، الا انها أرجعت الامر للجمعيات العمومية لاتخاذ القرار الذي تراه، ونتمنى أن نشاهد الالتزام من جميع المعنيين حتى نرد بالتزامهم على كل من شكك بقوة الحركة وتماسكها من الداخل!
***
اليوم الساحة الانتخابية تزخر بنوعيات متباينة من المرشحين، فيهم الوطني والاسلامي والشعبي والطائفي والقبلي والطبقي وكل التوجهات، وانت ايها المواطن من يرسم المستقبل، فإما زاهر.. وإلا مثل ما قال صديقنا البنغالي: بابا.. ماكو فايدة، كله سيم سيم!