عندما طالبت في مقالتي الأخيرة بإعطاء الشعوب حق تقرير مصيرها، كنت أعني ما أقول، فالناس عندما يجدون حرية الاختيار لن يترددوا في اختيار التيار الاسلامي المعتدل، الذي يمثله اليوم تيار «الاخوان المسلمين» ومن يسير على نهجه وخطه!
هذه الحقيقة أدركها مبكرا خصوم الاعتدال والوسطية، وعلى رأسهم اسرائيل الصهيونية والغرب النصراني، فأوحوا الى أتباعهم من المتصهينين العرب بالعمل الجاد لمنع وصول هذا التيار الى مركز القرار، وجاءت ثورات «الربيع العربي» التي أُتيح للناس فيها بالتعبير عن آرائهم ليؤكدوا هذه الحقيقة، وهي ان الشعوب تختار الاسلام المعتدل لادارة شؤون حياتها، ولعل هذه الحقيقة تفسّر التشويه الكبير لهذا التيار في وسائل الاعلام الرسمية والخاصة و«شيطنته» رسمياً بحجة محاربة الارهاب، وتشغيل الآلة الاعلامية الرهيبة التي يملكونها بالوسط الاعلامي لربط جميع أعمال العنف التي يرتكبها المتطرفون والشواذ بهذا التيار الوسطي!
ومع شدة الحملة على التيار، فإن الناس يعون الحقيقة ويدركون حجم الافتراء عليهم، لان واقع التيار على خلاف ما يشاع عنه، لذلك عندما أتيح للطلبة التعبير عن آرائهم بشفافية ومن دون تدخّل اختاروا التيار الاسلامي المعتدل، رغم حجم التشويه والتضييق عليه، وشاهدنا القائمة الائتلافية تفوز بالانتخابات الجامعية للسنة الــ 38 على التوالي، واليوم تعلن المغرب نتائج انتخاباتها البرلمانية لتعلن فوز التيار الاسلامي الوسطي بها، وهكذا لو نتيح للشعوب حق تقرير مصيرها لاختارت هذا التيار، سواء في شرق الارض أو في غربها! ما يؤكد ان الناس لم تنطلِ عليهم كذبة «شيطنة» التيار، ولذلك تلجأ بعض الانظمة الى استعمال العنف مع رموز هذه التيارات لمنعهم القسري من الوصول الى الناس وكسب تأييدهم وتعاطفهم!
* * *
سؤال للاخوة نواب مجلس الامة الذين أقروا 75 ليترا مجانيا لكل كويتي يحمل رخصة قيادة: أنا رجل كبير بالسن ولا أملك رخصة صالحة، وعندي سائق أجنبي، فلماذا تحرمونني من الــ 75 ليترا مجانيا؟! وكذلك الحال مع السيدة التي لا تقود سيارة، وعندها سائق وحالات مشابهة أخرى!
الاستغراب ليس من كيفية موافقتكم على حل ناقص، بل من الحكومة التي وافقت من دون الرجوع الى مستشاريها، إن كان عندها مستشارون!