عندما رجعت لاستئناف الكتابة الصحافية قررت ان أترك الجدل الصحافي مع بعض الزملاء، وأكتب فيما أظنه ينفع القارئ! لكن أحيانا لا يمكن تجاوز بعض الكتابات خاصة تلك التي تحمل أفكاراً شاذة وخارج المنطق العام، وتكون كمن يغرد خارج السرب، فلا تجد تفسيرا لها الا البحث عن الشهرة ولو من خلال الشذوذ الفكري والانحلال الاخلاقي! فمثلا، وفي مجتمع مسلم ومحافظ في سمته العام، يخرج علينا من يطالب بإباحة بيع الخمور وتناولها (!!)، وآخر يطالب بمخالفة نصوص الكتاب والسنة في مصارف الزكاة وتوجيهها وفقاً لهواه، وثالث او وثالثة تطالب بالسماح للحفلات الغنائية في الكويت وتتناسى الردح اليومي بالفنادق والصالات، واننا السباقون في حفلات هلا فبراير السنوية ونحن الذين نقلنا فكرتها الى الدول المجاورة!
اليوم المنطقة تعيش وضعا استثنائياً من الناحية الامنية، ونحن بأمس الحاجة الى ان نفكر جدياً بالوضع الامني وكيفية الاستعداد لمواجهة خطر بعض الجيران الذين يتربصون بنا الدوائر، فبدلاً من اشغال الناس باللهو والطرب والمجون احيانا، خلونا نفكر بما يحاك لنا في العلن والخفاء من جيران السوء الذين بدأوا يطوقوننا من الشرق والشمال والغرب!
لقد سمعنا بالاجتماع الذي تناولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي لقادة دول الخليج لبحث حل سلمي يوقف الحرب باليمن، وان تم نفيه، الا ان الاستعدادات لهذه الخطوة واضحة للعيان، ونحن لا نعارض السلام بل هو مقدم على الحرب «وان جنحوا للسلم فاجنح لها» ولكن نتمنى الا يكون ذلك على حساب مصلحة الشعب اليمني، او الا يكون ذلك نتيجة لخطة كيري وزير خارجية اميركا الذي يعطي للحوثي ما لايستحق او يعطي لايران اليد الطولى لادارة شؤون هذا البلد المنكوب منذ ان احتل الحوثي وميليشياته صنعاء واستباح ارضه!
ان السلام الذي ينشده اليمنيون ان يسمح لهم باختيار الطريقة التي يديرون بها شؤونهم، لا بالسلاح كما فعل الحوثي ولا بالاغتصاب القسري كما فعل صالح بعد ان فشل بالحوار السلمي والانتخابات الديموقراطية!
مع الاسف، ما زال البعض يشترط استبعاد شرائح مهمة في المجتمع اليمني من المشاركة في العملية السياسية، ويسعى الى تشكيل يمن حسب رغباته لا كما يريد اهل اليمن انفسهم. لذلك نقول: اتركوا اليمن لليمنيين يقررون مصيرهم كما يريدون، ولنا في الثورات العربية المضادة خير دليل على حجم الخراب الذي يكون عندما نرفض تقرير الشعوب لمصيرها، ها هي ليبيا بعد ان كادت ان تستقر بذهاب نظام القذافي، جئنا اليوم ورجعناها الى المربع الاول، وها هي سوريا بعد ان كاد الشعب ان يسقط الطاغية ويتخلص من حكم استبدادي دام اربعين عاماً نجد قوى الشر تتدخل وترجعهم الى المربع الاول. ولنا في بقية الدول عبرة واضحة بعد ان تخلصت من حكم العسكر تدخلنا وأرجعناها الى ما هو أشد وأنكى!