سامي النصف

كتب وذكريات عن صدام

وصلتنا من الأخ الفاضل د.عويد سلطان المشعان مجموعة قيمة من كتبه الشائقة منها كتاب «سيكلوجية التوجيه المهني» وضمنه فصل كامل عن التوجيه المهني للنساء واثر العمل الإيجابي على صحتهن النفسية (برسم معارض عمل المرأة) اضافة الى كتاب «الضغوط النفسية ومهارات المواجهة من أجل النجاح» وعدة إصدارات ودراسات علمية أخرى… جهد طيب للدكتور المشعان الذي يعتبر مرجعا كويتيا هاما في مجال عمله.

جرت العادة على أن تنزل أوراق الساسة وغيرهم مسلسلة في الصحافة، وبعد انتهاء الحلقات يتم إنزال الكتاب بشكله النهائي بعد تنقيحه من خلال الردود والتعليقات التي تتم. أحد ساستنا المخضرمين أنزل للمكتبات كتاب ذكرياته – وليس مذكراته – وإحدى الزميلات مازالت تقوم بنشرها، وقد اشــــتريت نسخة منها ولي في مقالات لاحقة بعض الملاحظات عليها، وخاصة ما يخـــتص بدقة الوقائع التاريخية التي تم التطرق إليها.

الوزير والنائب اللبناني محسن دلول شخصية غير عادية، فرغم انتمائه المذهبي الشيعي الا انه تقلد منصب نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي الشهيد كمال جنبلاط، كما ان ابنه متزوج من ابنة الشهيد رفيق الحريري، لذا سمى كتاب ذكرياته ولقاءاته بـ «حوارات ساخنة من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري»، ومعروف ان دلول يحتفظ بعلاقات شديدة الحميمية مع سورية، مما يعطي أوراقه كشاهد على العصر الكثير من المصداقية.

يروي دلول ضمن أكثر من موضوع قصة لقاءاته مع طاغية العراق السابق وفيها ما يستحق الإشارة له من أدوار هدامة خافية وخداعة لصدام في المنطقة العربية، فقد وسّطهم الرئيس حافظ الأسد عام 1973 للطلب من العراق عدم سحب قواته من الجبهة السورية كونهم مازالوا مشتبكين مع الإسرائيليين، وعندما التقوا صدام قال ان سبب سحب القوات تحركات كردية في الشمال، لذا توجهوا للملا مصطفى البرزاني الذي قال انهم لن يطلقوا رصاصة واحدة ضد الجيش العراقي، وعندما أخبروا صدام بذلك وعدهم خيرا، الا انه عجّل بسحب قواته من سورية.

ويقول دلول كشاهد عصر ان تصلب موقف القوى الوطنية بقيادة كمال جنبلاط ضد القوات السورية عام 1976 كان بسبب وعد صدام بتحريك الجيش العراقي ونصرتهم بدخول سورية، وقد أضرت تلك الكذبة بهم وبحلفائهم الفلسطينيين الذين سبق أن وعدهم بعمل مماثل في الأردن عام 1970، أي دخول الجيش العراقي لعمان، ثم تركهم لحالهم عند اشتداد المعارك.

وضمن لقاءات صدام مع دلول طلبه منتصف السبعينيات إبان الحرب الأهلية من القوى الوطنية إعلان صيدا عاصمة لهم مع وعده لهم بأن يحصل لهم على اعتراف دولي بدولتهم، ويقول اننا رددنا عليه بأننا لم ندخل الحرب إلا لمحاربة التقسيم وان في ذلك المقترح التقسيم ذاته ويستطرد: اننا أسمينا فيما بعد ذلك المشروع بـ «المشروع الخياني».

ويذكر دلول ان الجنرال ميشال عون كان يراهن بالكامل عامي 90 و 91 على صدام حسين ويعتقد بثقة كاملة، وحسب خبرته العسكرية، انه سيهزم بجيشه المليوني وبسهولة قوات التحالف الدولي وستكون لصدام – حسب قول عون لدلول – زعامة أكبر من زعامة جمال عبدالناصر.. حسابات وتوقعات جنرالاتنا شديدة الصحة والدقة ما يجعلهم منتصرين دائما وأبدا «عينا عليهم باردة».

آخر محطة:
نرجو ألا يعلن القائد الظافر شاكر العبسي بعد التدمير الكامل لمخيم البارد وتقدم جنوده للخلف عن نصره الكبير ومن ثم إهداؤه ذلك الفوز العظيم للأمتين العربية والإسلامية فقد شبعت أمتنا انتصارات حتى النخاع.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *