مبارك الدويلة

السعودية.. وظلم الأشقاء

‏ابتداء أترحم على أخي وصديقي النائب السابق فلاح الصواغ، والذي أثبت موتُه أن أهل الكويت «أهل قْريّه، كلٍ يعرف أُخٓيّه»، وأنهم يقدرون لأهل الخير فعلهم ويثمنون للصالحين جهادهم وصبرهم، وأن الاعلام الموجه بالباطل لا يغير من قناعاتهم في أبنائهم مهما طغى وتجبر، وهذه الكويت تخرج في جنازته يوم وفاته لتدعو له بالرحمة. لقد كان موته فجأة، نزل علينا كالصاعقة، لكنه قدر الله الذي لا مفر منه، والحمد لله أنه ختم حياته وهو على الملة فيما نظنه، لم لا ونحن شهود الله في أرضه، ولعل من علامات القبول له هذا الزخم الاعلامي الكبير في الثناء عليه من أناس لا نعرفهم ولا يعرفونه، لكنه الله الذي أنطق كل شيء سبحانه، حتى أسمته الصحف بفقيد الكويت! غفر الله لك يا فلاح وجعل الجنة مثواك.
***
يبدو ان مناصبة العداء للشقيقة السعودية لم يكن قاصراً على أميركا وحلفائها الغربيين، بل امتد الى حلفائها الجدد في طهران وبعض العواصم العربية! أميركا كانت واضحة في مناكفتها لدول الخليج من خلال توقيع الاتفاق النووي الايراني واصدار الكونغرس لقانون جاستا الظالم، والذي يراد منه ابتزاز المملكة في مواقفها، هذا الامر كان مكشوفاً لنا منذ اليوم الاول، لكن اليوم نشاهد بعض الاصدقاء، بل والأشقاء يتم استخدامه ليزيد من معاناتنا! فتجد هذا البعض يصوت في المجالس الدولية بعكس مصالحنا وقضايانا من دون تردد أو اعتبار لوقوفنا بجانبه في أشد الازمات التي واجهها، وليت الامر توقف عند هذا الحد، بل انه حرك حلفاءه في وسائل اعلامه لينالوا من دول الخليج والمملكة بالذات حكومة وشعباً في حملة لا شبيه لها! حتى هذه الخطوة الامر ممكن ان «ينبلع»! لكن ما لا يمكن فهمه أن تأتي بعض النخب الخليجية لتبرر لهذه الأنظمة خيانتها للعيش والملح والمواقف الاخوية، وتعتبر علاقتنا مع أنظمتها علاقة استراتيجية لا تعكرها مقالة هنا وسقطة هناك! وكأنه يتناسى أن هذه الأنظمة هي التي توجه الاعلام العام والخاص، لذلك صرح أحد المسؤولين يومها وقال تعليقا على هذا الموضوع: سياستنا مستقلة ولن نركع لاحد!
نعرف ان التيار الليبرالي في العالم العربي يعيش اليوم أسوأ أيامه بعد أن سقطت عنه ورقة التوت في دعم أنظمة القمع وتقييد الحريات، لذلك لا يريد أن يصبح شماتة لخصومه بعد ان انكشف خطؤهم القاتل في الوقوف مع نظام يناصب اليوم دولنا الخليجية العداء الصارخ!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *