حسن العيسى

أنهوا هذه المسرحية

لا تظهر الحكومة ولا مجلسها أي إشارة نحو الجدية في مواجهة واقع كارثة انخفاض مصدر دخل الدولة الوحيد بأكثر من النصف، وكانت مسرحية الخمسة وسبعين غالون بنزين السياسية ببطولة الاثنين، المجلس والحكومة، معاً، دليلاً على حجم الخواء الكبير في النهج السياسي للسلطتين، حين سوقا بسذاجة مثل ذلك الطرح بغرض تسكيت الموطن المتذمر، وكأنهما يحشران “مصاصة” إلهاء بفم طفل رضيع كي يكف عن البكاء، في وقت يتم سكب مقولات مثل الحلول الذكية والمواطن الراشد أو الرشيد من رئيس المجلس النيابي في الفضاء الإعلامي، بينما لا يظهر أنها تمثل حلولاً ذكية أو أنها تتوجه للمواطن الرشيد حسب الزعم الإعلامي الخالي من الرشد.

كان الوجه الآخر المزري لعرض الإلهاء بـ 75 غالون منحة، الذي يمثل خفضاً بحوالي 30 في المئة من الوفر الذي حققته الدولة من رفع سعر البنزين، هو خفض بدل السكن للمعلمين الوافدين من 150 إلى 60 ديناراً! وكأن الحكومة تخبرنا بأنها استقطعت مالاً من قوت المدرس الوافد الذي لا يتجاوز راتبه نصف أو ثلث المعلم الكويتي كي تمنحه “للمواطن الرشيد” بصورة الخمسة وسبعين غالون بنزين! وبهذه الصورة الاستغلالية سواء لوعي “المواطن الرشيد”، الذي يتم التلاعب به أو حين ينصرف ذلك الاستغلال لحياة المدرس الوافد البائسة، وهو الذي يتوقع منه أن يقدم عملاً سامياً نحو تعليم الأجيال، تستكمل الآن تسويق مشاريع الحكومة والمجلس لمواجهة “أزمة” الدخل القومي وكارثة الحل السلطوي لها. متابعة قراءة أنهوا هذه المسرحية

فضيلة الجفال

القوة الناعمة.. هل يمكن أن تبيع الحب؟ «1 من 2»

قاد أخيرا الفنان التشكيلي السعودي القدير عبد الناصر غارم، مجموعة فنانين شبابا في معارض جابت عددا من ولايات أمريكا. طبيعة هذا الفن المقدم ورسائله عميقة على المستوى الفني، وعلى مستوى تعبير القوة الناعمة للمملكة. كذلك كان لافتا تقديم الأمير محمد بن سلمان في زيارته الأخيرة للصين لوحة فنية للفنان السعودي القدير أيضا أحمد ماطر، وهي لوحة تستعرض مشروع طريق الحرير، المشروع المدلل للصين، الذي يدغدغ مشاعرها وأحلامها. فقبل أقل من عامين شدد الرئيس الصيني على أهمية زيادة القوة الناعمة للصين والتواصل مع العالم. يتضح ذلك في مجموعة من المبادرات والأحلام الصينية الجديدة، وطريق الحرير واحد منها. بلا شك لا يمكن اختزال القوة الناعمة في الثقافة والأطعمة والفن فقط كالكوكاكولا الأمريكية والأجبان الفرنسية والبوكيمون اليابانية ولا حتى “جزيرة” قطر التي لعبت دورا سياسيا حتى تراجعها المدوي الأخير. فكل ذلك يحكمه سياق معين وهندسة دقيقة. مصادر القوى ليست عسكرية فقط. وتزايد أهمية القوة الناعمة في العالم يعود لسبب مهم وهو أن حسم الصراعات بالقوة العسكرية وحدها غير ممكن في العصر الحالي. وذلك يعود إلى الانفتاح وتزايد تأثير وقوة التكنولوجيا ووسائل الاتصال المباشرة بين البشر في العالم. الأمر الذي يتطلب استراتيجية لقوة ناعمة تضمن حلفاء ليس من الحكام فقط بل من الشعوب. ولطالما كانت منتجات وثقافة أمريكا الشعبية القوة الناعمة الأبرز، فهي تملك ثلثي العلامات التجارية الأهم في العالم والموسيقى والسينما والبرامج التلفزيونية، والعلوم وجوائز نوبل والتكنولوجيا، والرياضة والميداليات الذهبية الأولمبية، والبحوث والمبتعثين وغير ذلك. لكنها في المقابل خسرت جزءا كبيرا من جاذبيتها بسبب بعض السياسات. متابعة قراءة القوة الناعمة.. هل يمكن أن تبيع الحب؟ «1 من 2»

احمد الصراف

حزر فزر

كتب الباحث الباكستاني والأكاديمي فاروق سليم مقالا قبل سبع سنوات، ذكر فيه أن الناتج المحلي الإجمالي السنوي لـ 57 بلدا إسلاميا مجتمعاً هو أقل من 2 تريليون دولار، بينما أميركا وحدها تنتج من السلع والخدمات ما يزيد على ذلك بخمس مرات، والصين تنتج 5.7 تريليونات دولار واليابان 3.5 تريليونات، وحتى ألمانيا منفردة تنتج أكثر من كل المسلمين.
وقال إن دول مجلس التعاون تنتج من النفط نحو 430 مليار دولار، علما أن هولندا وحدها تنتج أعلى من ذلك، وتايلند البوذية، يساوي إنتاجها السنوي كل إنتاج دول الخليج.
وذكر أن المسلمين يشكلون 22 %من سكان العالم، ومع هذا ينتجون أقل من 5 % من الناتج الإجمالي العالمي، وهو في تراجع مستمر. وهذه الأرقام تعود لما قبل 7 سنوات، وعليك تخيل الوضع حاليا! متابعة قراءة حزر فزر

عبداللطيف الدعيج

أيها المعترضون.. اعرضوا حلولكم

قبل سنوات ومع بداية انحدار اسعار النفط، توصلت الى قناعة وهي ان مواجهة هذا التحدي لن تكون في قدرة طرف واحد ولا مسؤوليته، بل هي قدر كويتي بحاجة الى تآلف وتكاتف الجميع من اجل مواجهته. لهذا كتبت مقالا ادعو فيه الى عقد مؤتمر وطني لمناقشة كيفية التعامل مع هذا التحدي العام، وناشدت الدكتور احمد الخطيب – اطال الله عمره – ان يتبنى الدعوة لهذا المؤتمر.
الدكتور اتصل ثاني يوم مشكورا، ولكن فاجأني بالقول ـ وانا استأذنه هنا: « يا عبداللطيف ماكو احد». وطبعا رديت بان البلد فيه خير. وهنا ألقى علي بالتحدي الاعظم وقال «من تبينا ننادي..؟».. وهنا ـ وعلى ما يقال ـ اسقط في يدي، واكتشفت ان الدكتور على حق. متابعة قراءة أيها المعترضون.. اعرضوا حلولكم