غنيم الزعبي

الوضع في سورية.. لنجاح العملية يجب الإجهاز على المريض

هل بقي أحد على سطح هذه المعمورة لم يشارك في قتل وذبح الشعب السوري؟! من الطيار الروسي الذي يرسل حمما على شكل قنابل وصواريخ لتدك بنايات سكنية طويلة على رؤوس ساكنيها من عائلات ومدنيين.. وأكاد أقسم أنه من سابع المستحيلات ان يفعل هذا الفعل الشنيع من دون استهلاك زجاجة فودكا صغيرة المشروب الشعبي الروسي، فهم بشر ولديهم هواتف ذكية، وبالتأكيد شاهدوا نتائج أفعالهم على ارض حلب.

أو من تلك العجوز الخليجية المصلية الصائمة المزكية التي تذهب مع سائقها لتعطي بعضا من مالها لإحدى الجمعيات التي ظاهرها خيري وباطنها شري.. فالذي لا تعلمه تلك العجوز الطيبة أن أموالها التي تصدقت بها لإغاثة الشعب السوري لن تتحول إلى وجبات ساخنة أو ملابس دافئة للاجئين السوريين كما تضع تلك الجمعية (الخيرية) في إعلاناتها والبوسترات العملاقة التي تلصقها على واجهة مكاتبها، بل ستتحول تلك الأموال في يد بعض الجماعات الشيطانية في سورية إلى سكاكين طويلة وحادة تقوم تلك الجماعات باستخدامها لذبح الكثير من أبناء الشعب السوري.

أو من ذلك الأفريقي الذي يخدع عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب فيزج بهم في جبال من أمواج المحيطات في سفن متهالكة تنقصها كل أسباب السلامة البحرية، هذا كله طبعا بعد أن يأخذ منهم ثروات تعادل في كثير من الأحيان كل ما يملكون من مدخرات. ثم يأتي بعد ذلك دور خفر السواحل في الدول الأوروبية الذين يقومون أمام كاميرات الأخبار العالمية بمعاملة هؤلاء اللاجئين بالحسنى لكن ما ان ينفردوا بهم في مراكز تجميعهم حتى تظهر صورتهم الحقيقية، فيبدأ الصراخ والإهانة والضرب وفي بعض الأحيان القتل والاغتصاب.

شعب عربي كريم عزيز على قلوبنا تقطعت أوصاله بين جماعات انشقت عن جماعات وجماعات ولدتها مخابرات ودول عظمى تبيع وتسوق سلاحها عن طريق تجربته عليهم.

آن الأوان للأمة العربية أن تقف وقفة رجل واحد تجاه الوضع في سورية وعدم ترك الأمور تجري إلى ما لا نهاية فهذا يعني نهاية بلد عربي اسمه سورية وفناء شعب كريم اسمه الشعب السوري.

المطلوب هو قبول ما لم يكن مقبولا في السابق. هذا يعني العض على نواجذنا والموافقة على التفاوض على أمور كان من المحرمات الحديث عنها في السابق. المكابرة والجمود ليسا في مصلحة الشعب السوري ولا الأمة العربية.

مؤتمر تحضره إيران وروسيا وأميركا والسعودية مع دول الخليج وتركيا لوضع حل سلمي ونهائي للازمة السورية. مع تنازل جميع الأطراف عن مواقفها المسبقة والجامدة.

الواقع على الأرض يقول ان روسيا يدها مطلقة في سورية وأميركا مهما أرعدت وأزبدت لن تخالف تاريخ 150 سنة بعدم دخول حرب خلال الانتخابات الرئاسية. المطلوب هو كف يد الروس عن الشعب السوري بأي طريقة وبأي ثمن.

نقطة أخيرة: خرج المرحوم ابوعمار من لبنان على ظهر سفينة مع مقاتليه حفظا للدماء الفلسطينية واللبنانية من آلة الحرب الإسرائيلية التي كانت تقوم بحرب إبادة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ليعود بعد سنوات ليرأس دولة فلسطين.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *