مبارك الدويلة

من أجلكم.. لا من أجلنا

بعيداً عن الاصطفاف السياسي أناقش اليوم موضوع سحب السفراء!

لن أبالغ ان قلت ان خبر سحب السفراء من قطر كان مفاجئاً لجميع ابناء الخليج، حتى المهللون لهذا الاجراء من مؤيدي الانقلاب في مصر لم يكونوا يتوقعون ان تصل الامور الى هذا الحد! فسحب السفير وقطع العلاقات الدبلوماسية لم يحدثا حتى عندما تدور الحرب بين الطرفين، فها هو طاغية العراق صدام لم يقطع علاقاته بايران إلا في السنة السابعة للحرب معها! لذلك ما حدث بين دول مجلس التعاون أمر جلل، خاصة اننا نسمع من يقول ان هناك خطوات لاحقة مثل اغلاق الاجواء ومحاصرة قطر كما تُحاصر غزة اليوم!

كنت اتمنى ان نسمع التفاصيل الحقيقية لمسببات القرار حتى لا نعطي لكل ناعق ان يفسر القرار من تحت ابطه! فان كانت الاسباب تصرفات مباشرة من الاشقاء في قطر تجاه الامن الداخلي لهذه الدول، فهذا امر لا يقبل به احد، اما ان كانت الاسباب محصورة في موقف قطر من الانقلاب في مصر كما ألمح البيان القطري، وموقف قناة الجزيرة من الحدث فهذا باب وله جواب! لكن يحق لي كمواطن خليجي ان أتساءل: ايهما أولى بسحب السفراء منها، ايران التي تحتل جزءاً عزيزاً من ارض الامارات وتكرس هذا الاحتلال، أم قطر التي نختلف معها بالمواقف السياسية؟! أيهما اولى بسحب السفراء ايران التي تهدد وجود البحرين وتفتعل فيها القلاقل اليومية وتدعم المجاميع الارهابية فيها ام قطر التي ما زال عدد من جنودها يحرس المنشآت فيها؟! ايهما اولى بسحب السفراء ايران التي تدعم الحوثيين باليمن، وما يسبب ذلك من تهديد للمملكة وامنها، والتي ترسل كل يوم خلاياها التجسسية للكويت وتفتعل معها الازمات ام قطر التي لا تملك من وسائل التصرف الا قناة اخبارية تنقل الخبر وفقا لما تراه؟!

اشياء كثيرة تحدث في خليجنا تحتاج الى تفسير! فنحن نعلم جميعا ان دول الخليج ضد نظام بشار الاسد القمعي وتدعم الثورة السورية، لكن ما لا نفهمه هو ارغام آلاف المجاهدين للانسحاب من القتال والعودة لبلدانهم خلال اسبوعين ثم تصنيف %80 من المنظمات التي تقاتل ضد نظام الاسد بانها ارهابية وتجريم التعامل معها، بينما حزب الله اللبناني وفيلق ابوالفضل العباس يحصلان على صك البراءة من الارهاب؟

نحن نتفهم الانزعاج الخليجي مما يحدث على الساحة اليوم، لكن نحتاج الى مبررات وتفاصيل للشعوب لهذه الخطوة حتى يزول لدينا هذا القلق الذي يشعر به معظم ابناء مجلس التعاون!

اذاً ما الحل؟! وما المتوقع؟! واين الامل اليوم؟!

الامل بعد الله في حكمة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، الذي نسأل الله ان يعجل في شفائه، ويستعجل التحرك لردم هذا التصدع والتشقق غير المسبوق في الجدار الخليجي! فسموه لديه من الحكمة والخبرة في انظمة الخليج وعقلية الحكم فيها وطريقة التفكير لديها ما يساعده على انجاز هذه المهمة وانقشاع الغمة، ومن يقرأ رد سموه على حاكم قطر عندما هنأه بنجاح العملية الجراحية يدرك حكمة هذا الرجل وسعة افقه! نحن في الخليج نحتاج فعلا الى حكماء اكثر من كونهم حكاما! ليس من اجلنا فقط بل من اجلهم ومن اجل استقرار الامر لهم!

***

انتشرت في اليومين الماضيين وثيقة مزورة ومؤرخة في يناير 2013، تدعي انني تسلمت مبلغا من مسؤول قطري! ومع انها نشرت قبل عام، ونفيت ما ورد فيها، فإني أُعيد نشرها تزامنا مع سحب السفراء! ولكن الذي لم يعرفه الناس انني رفعت قضية في المحاكم على الناشر، وكسبت عليه حكما قضائيا، بالاضافة الى التعويض المادي والادبي، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *