حسن العيسى

قلق مشروع

من المفترض أن نعاني قلقاً كويتياً خاصاً، لا يشاركنا فيه أحد، هو قلق كويتي، وليس قلقاً إنسانياً بكل أنواعه، فالإنسان الواعي يقلق من مستقبل مصيره وحكم القدر، ويقلق من عبء المسؤولية الإنسانية عند سارتر، ويقلق من قدر الموت، فالإنسان على خلاف بقية الكائنات يدرك معنى الزمن، وأن لعمره نهاية لا يعرف متى تحل. يمكن أن نتصور أن قلقنا الكويتي لا شأن له بالقلق الوجودي العام، وإنما هو قلق كان كامناً مخدراً قبل فترة، إلا أنه يتحرك بشكل مزعج الآن، بعد أن أخذت الحكومة تدق أجراس الخطر، وتبشر بقرب ساعة الرحيل لدولة الرفاه وإنهاء الدعم، فالحكومة (بمعنى السلطة) تقدم الأرقام المزعجة عن نمو المصروفات العامة أكثر من الإيرادات في السنوات الماضية، وإذا هبطت أسعار النفط إلى أقل من 98 دولاراً فستكون الميزانية في حيص بيص، مثلما كانت بين عامي 98 و99 تقريباً، حين هوى سعر البرميل إلى ثمانية دولارات، وذكرنا بها النائب فيصل الشايع.
أيضاً عندنا شخص خبير في الشأن المالي والاقتصادي، مثل الشيخ سالم الصباح محافظ البنك المركزي ووزير المالية السابق يحذر من تنامي بند الإنفاق الجاري (الرواتب والأجور ومن في حكمهما) وبند الدعم الذي "يتنافى مع الهدف الأساسي منه عندما يتم تقديمه للجميع بالأسس والأسعار ذاتها… أفراد ومؤسسات وشركات، والمفترض ترشيد الدعم لعدد محدد من السلع والخدمات وللمواطنين المحتاجين، فأرقام الدعم تضاعفت بصورة كبيرة، وارتفعت إلى 4.8 مليارات دينار بعدما كانت 865 مليوناً قبل سنوات قليلة"، (افتتاحية الراي عدد أمس).
في مقابل الأرقام الحكومية، تزيد جرعات الحنق ممزوجة بمشاعر القلق عند كثير من المعارضين، فليس الهدر عند شباب المعارضة محدوداً بإنفاق الدولة على مصادر رزق البشر كالرواتب والأجور والدعم، فهم يسألون السلطة عن مليارات المليارات التي أهدرت وتهدر تحت مظلات الفساد بكل صوره للمتنفذين ومن في حكمهم، والتي ليس لها أول ولا آخر… ولا يبدو أن "ترشيد الإنفاق" سيصيب هوامير الفساد، بل سيدفع ثمنه المغلوبون على أمرهم، بحكم العادة المستقرة في أعراف الدولة.
القلق عندي ليس مما سبق فحسب، وإنما أقلق أيضاً لأن هذه الإدارة السياسية التي تتحدث اليوم عن الإنفاق والهدر فيه، هي التي قادت الدولة في العقود الماضية والتي ستقود الدولة في السنوات العجاف القادمة، أقلق لأن إدارة السير على البركة هي ذاتها، وعلى "حطة إيدكم" لم تتغير ولا تريد التغيير.

احمد الصراف

لون العشب على الجانب الآخر

تقول النكتة، او الحكمة، أن معرضا لبيع الأزواج تم افتتاحه في أحد شوارع لندن. وهناك يمكن للمرأة أن «تشتري زوجها»، ولكن عليها قراءة التعليمات على مدخل المتجر بعناية والتقيد بها: أولا: لكل امرأة حق زيارة المعرض مرة واحدة. ثانيا: المحل مكون من 6 طوابق، وثمن «زوج للبيع» يرتفع مع ارتفاع الطوابق. ثالثا: للمتسوقة أن تختار أي زوج من اي طابق، أو أن تختار شيئا آخر، اكثر كلفة، من الطابق التالي، الأعلى والأغلى. رابعا: لا يحق للمتسوقة العودة إلى الطابق الأدنى، بل يحق لها الخروج فقط، خالية الوفاض، أو بما قامت بشرائه!
وهنا ذهبت امرأة إلى معرض بيع الأزواج، وقرأت اللافتة التالية على مدخل الطابق الأول: الأزواج في هذا الطابق لديهم وظيفة ثابتة. ولكنها شعرت بالإغراء لأن تذهب إلى الطابق الثاني. وهناك على الباب قرأت الإعلان التالي: الأزواج في هذا الطابق لديهم وظائف دائمة، ومن محبي الأطفال!
ولكن المرأة قالت لنفسها إن هذا جميل، ولكن بما أن بإمكاني شراء ما أريد، فلم لا أذهب لشراء زوج أفضل. وبالفعل صعدت إلى الطابق الثالث، وهناك قرأت اللافتة على مدخل الطابق والتي دون عليها: الأزواج هنا لديهم وظائف ثابتة، ويحبون الأطفال، وهم شديدو الوسامة.
زاد فضول المرأة أكثر، على الرغم من إعجابها بما قرأت، وقررت الصعود إلى الطابق التالي، وهناك قرأت: الأزواج هنا لديهم وظيفة، ويحبون الأطفال، وشديدو الوسامة، ويحبون المساعدة في أعمال المنزل! وهنا اصيبت المرأة بالدهشة لوجود زوج بهذه المواصفات الخيالية، ولكن بعد تردد لم يطل كثيرا، قررت أن تبحث عن شيء أفضل، والصعود إلى الطابق التالي. وهناك تعجبت كثيرا مما قرأت، فقد فوجئت بما دون على لوحة الطابق الخامس: الأزواج هنا لديهم وظائف ثابتة، ويحبون الأطفال، وشديدو الوسامة، ويحبون المساعدة في أعمال البيت، ولديهم ميول رومانسية قوية!
وهنا قالت المرأة لنفسها: هذا ما كنت ابحث عنه طوال حياتي! ولكن ماذا لو كان هناك شيء أفضل في الطابق التالي. وبعد تردد طال قليلا، صعدت إلى الطابق السادس والأخير، لتجد هناك لوحة إلكترونية مدون عليها، بكلمات مضيئة ومتحركة التالي:
أنت الزائرة رقم 21 مليونا و 625 ألفا و440 لهذا الطابق. لا يوجد أزواج في هذا الطابق، وليس أمامكم غير باب واحد الذي يؤدي إلى خارج المعرض.
والحكمة، أن ليس هناك من هو راض تماما بنصيبه في هذه الدنيا! والأمر هنا، بطبيعة الحال، لا ينطبق أو يقتصر على النساء، بل يشمل الرجال بالدرجة نفسها أيضا. واعتقد أن الكثيرات، أو الكثيرين منا، مروا بتجربة معينة في مطعم جديد وغريب، فإننا غالبا ما نقوم بمقارنة ما في أطباقنا، بما في أطباق غيرنا من طعام، وغالبا ما نقول إن ما طلبه الآخرون، أو حصلوا عليه، أفضل مما طلبنا. وهنا يقول المثل الإنكليزي، او الأميركي البليغ:
The grass is always greener on the other side of the fence.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

«وين راحت الفلوس»

"خطورة الإنفاق وضرورة الترشيد" هو عنوان الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء يوم أمس الأول، وهو أمر كررناه وأعدناه مراراً لاستيعابنا أن سياسة المنح والكوادر تستنزف من طاقات الدولة ومواردها… أو بالأصح طاقة الدولة وموردها. العجز الفعلي قادم لا محالة، والمصروفات ستزيد على الإيرادات قريباً جداً، ولا يلوح في الأفق أي حل لهذا العجز القادم، بل حتى ترشيد الإنفاق الذي ترفع شعاره الحكومة اليوم لن يحمينا من العجز القريب، فمعدلات النمو الاستهلاكي الحالية، كما تفضل وزير المالية، تفوق معدلات الإنتاج الحالية، وهو ما يعني أن إبقاء الوضع كما هو عليه سيؤدي إلى العجز أيضاً، ولن يكون هناك أي حل بالوضع القائم إن حدث العجز إلا بخفض المصروفات، وهو ما يعني خفض الرواتب لأنها تشكل الحصة الأكبر من الاستهلاك. كل ما سبق حقائق غير قابلة للنقض أو التجميل، بل هي حقائق وردت على لسان الحكومة، وهي الجهة المخولة أصلاً بالتحكم في موارد الدولة المادية. بمعنى آخر، أن الحكومة تقر بأن سنوات الأموال الطويلة والممتدة لأكثر من خمسين عاماً، لم تتمكن من خلق مصادر مالية متعددة رغم الوفرة أو تلبية احتياجات المواطنين كالتعليم والصحة والسكن المناسبة ليتجنبوا حاجتهم إلى أموال أكثر لتسديد مصاريفهم المستنزفة؛ بسبب إيجار العقارات أو الدراسة الخاصة أو المستشفيات الخاصة، وبالتأكيد فإن هذه الحكومة لن تأتي بالجديد، وإن اجتهد بعض أعضائها؛ لأن نظام اختيار الوزراء لم يتغير. طيب، بما أننا قريبون من عجز في الميزانية فمن حقنا كمواطنين أن نتساءل وبعفوية أين ذهبت الثروات طوال الأعوام بل العقود الماضية؟ فتلك الثروات لم تغطِ حاجة الشعب القليل في السكن ولا الصحة ولا التعليم ولا الترفيه ولا الطرق ولا الكهرباء ولا الماء، كل تلك المجالات لم تسد الثروات المهولة احتياجاتها… فأين هي الثروة إذاً؟ هنا مربط الفرس وهذا سبب استياء المواطنين، فهم لم يشعروا على الأقل في السنوات العشرين الأخيرة بالرخاء رغم تكرار الفوائض المالية الضخمة في كل عام، وهم مطالبون اليوم بمؤازرة الحكومة بترشيد الإنفاق رغم أنها لم تبادر بأي خطوة تسهم فعلاً في تقليل العبء عن المواطنين كي يساهموا بترشيد الإنفاق. لذلك أنا أتفهم، وإن كنت لا أقبل ولكن أتفهم، أن يطالب مواطن أو مجموعة بإسقاط القروض أو زيادة رواتب أو غيرها من مصاريف شخصية، لأنهم وببساطة لا يجدون أي فائدة من الفوائض المالية على صعيد الدولة، فيتجهون إلى الفردية للحصول على ما يمكن الحصول عليه. بالإمكان سؤال أي مواطن اليوم إن كان يفضل منحة مقدارها ٢٠٠٠ دينار أو إنشاء مدينة متكاملة بنفس التكلفة خلال خمس سنوات، وستجدونه يتجه إلى إنشاء المدينة طبعاً، ولكن لأن الأمل مفقود بكل الحكومات السائرة على خطى واحدة فاشلة، فإن المواطن بات أنانياً يفكر بتحسين موارده المالية وإن تأخرت الدولة. لا بد من معالجة العلّة بدلاً من الدعوات التي لا تلقى أي أذن تصغي لها بترشيد الإنفاق.

سامي النصف

الربيع العربي والتآمر على أموال الخليج

تمثل أموال الخليج أو ما يسمى بـ «البترودولار» عماد اقتصاد الأمة العربية والداعم الأول لنهضتها وتنميتها ومحاولة وصولها لمصاف الأمم المتقدمة، في عام 74 بدأت عائدات النفط تتضاعف بشكل كبير بسبب الحظر النفطي العربي الذي تلا حرب اكتوبر 1973 المجيدة، فقد تضاعفت الأسعار عشرات المرات واستفادت بشكل كبير الشركات النفطية الغربية، كما انصبت الأموال الخليجية على البنوك اللبنانية حتى توقفت عن إعطاء الفوائد على الودائع آنذاك، وكان لزاما ان تمتص تلك الثروات الخليجية وان تبعد الأموال عن لبنان، سويسرا الشرق، لذا بدأت الأحداث الأمنية تتصاعد حتى انفجرت في عين الرمانة في ابريل 75 بسبب ما قامت به منظمة التحرير العربية التابعة لصدام، وقد استمرت تلك الحرب 17 عاما على أرض لا تزيد مساحتها على 10 آلاف كم2.

***

في أبريل 79 قامت الثورة في أحد أكبر البلدان المصدرة للنفط آنذاك ونعني إيران فعادت أسعار النفط للارتفاع الكبير وتكدست مرة اخرى عوائد البترودولار، لذا قام صدام بالاستيلاء على الحكم في يوليو 79 بعد ان رفض البكر مؤامرة شن الحرب على ايران وهو ما قام به صدام خلال أقل من عام على حكمه واستمرت الحرب 8 سنوات ما جعلها أطول حروب القرن العشرين زمنا، وجاوزت كلفة الحرب 500 مليار دولار، ثم عاد الطاغية ليكرر عملية امتصاص تلك الثروات عبر غزوه غير المبرر للكويت التي كلفت رغم قصر مدتها ما يقارب ضعف كلفة الحرب الأولى اي حوالي تريليون دولار.

***

في عام 2000 لم يتجاوز سعر برميل البترول 30 دولارا إلا انه وخلال 8 سنوات ارتفع الى 150 دولارا ثم عاد ليستقر على سعر ثابت يفوق 100 دولار للسنوات الخمس الأخيرة، لذا وحسب القراءة السابقة للأحداث كان واجبا ان تحدث خروقات سياسية وأمنية في المنطقة العربية لتمتص تلك الفوائض في الحروب والاضطرابات وعمليات الإعمار اللاحقة لها فكان الربيع العربي والحروب الأهلية والدمار المصاحب له.

***

آخر محطة: 1 ـ إن كانت القاعدة الماضوية العامة تظهر ان كل ارتفاع لأسعار النفط يجب ان تتلوه حروب تمتص عوائده، أرى ان الحروب الأهلية وعمليات التفتيت والتشطير والتدمير القائمة ستستمر هذه المرة الى أجل غير مسمى مصاحبة لانخفاض حاد قادم لأسعار النفط، لذا لن تكون هناك مستقبلا فوائض مالية قادمة من بيع النفط وهذا هو أحد أسباب «المخامط» الحالي على الأموال العامة.

2 ـ نرجو أن تلتزم الدول المانحة بدفع المبالغ التي أعلنت عنها في مؤتمرها الأخير، كما نرجو من الأمم المتحدة ان تصل الأموال عبرها لمستحقيها كاملة بعيدا عن تحميلها مصاريف إدارية وغيرها من نفقات تشتكي منها كثير من منظمات الشفافية الدولية والتي تسببت في السابق بفضائح فساد أشهرها عمليات النفط مقابل الغذاء في العراق.

احمد الصراف

عندما لا نقرأ بعضنا لبعض

“>لا شك في أن نسبة من يتفق من القراء مع آرائي، على قلتهم، أكبر من نسبة المخالفين لآرائي، وسبب ذلك لا يعود لجودة ما أكتب، بل لأن من لا يتفق معي لا يشغل نفسه بقراءة ما أكتب. فقلة تقرأ ما لا يتفق مع أفكارها. ولكن هذا الصد عن معرفة طريقة تفكير الآخر يخلق فجوة وجفوة في المجتمع، وهذا جزء من مشاكلنا. وقد قمت لفترة بمتابعة ما ينشر ويبث على آلة الأحزاب الدينية الإعلامية، وما أكثرها، في محاولة لفهم طريقة تفكيرهم! وكنت في جميع الأحوال أشعر بأنني أقرأ أو استمع لبشر ينتمون لعالم غير الذي ينتمي اليه الآخرون. فبرامجهم وحواراتهم لا تخرج عن قضايا الزواج والطلاق والحلال والحرام، والنكاح والإرث والجهاد والقتال والجنة والنار والعبادات، وكل ما يتعلق بالجنس، والعلاقة بالمرأة، وغيرها من المواضيع التي قتلت بحثا، وهي، في عمومها، لا تختلف عما سبق أن سمعته في مدرسة الصباح الابتدائية، وإن بكثافة أقل، وما أعدت سماعه، وبتركيز أعلى، في الصديق المتوسطة، وما تكرر سماعي له، وإن بتوسع، في كيفان الثانوية، نفس المواضيع ونفس القضايا ونفس المشاكل ونفس الحلول تتكرر من شيخ لآخر ومن رجل دين لملا! وبالتالي نجد أن قضايا البيئة والمجاعة والحروب الأهلية وانتشار الأسلحة والأوبئة والأمراض المعدية ونقص الأدوية، وكيفية توقع الكوارث قبل وقوعها، والاحتباس الحراري، وحرق الغابات، وشح مياه الشفة، وغياب الديموقراطية وكيفية التخلص من الانظمة التسلطية، وحتى من جبال القمامة وغيرها من القضايا المصيرية،
لا تعني شيئا لقنوات هؤلاء وصحفهم، وليست بأهمية كيفية توزيع الإرث وصحة ختان الإناث من عدمه! وبالتالي تكمن مشكلتي، عبر هذه الزاوية، في عجزي عن توصيل أفكاري لمن أريد، فغالبية من يقرأ ما أكتب متفق معي تقريبا، ولكن من أريد الوصول اليه لا يقرأ لي، ولا يريد أن يسمع أن زمن الجهاد بالسيف قد ولى، وقتل الآخر لأنه كافر قد مضى، وأن الجهاد هو في المعمل والحقل والمصنع والمختبر، وهي أماكن لا وجود لها في فكرهم الديني. كما أن هؤلاء لايودون معرفة حقيقة أن من يحثونهم على الجهاد لا يرغبون فيه، ولا يترددون في ارتياد أفضل المشافي إن مرضوا! وان من يطلبونهم بإرسال أبنائهم الى الجهاد يقومون بإلحاق أبنائهم بأفضل الجامعات الغربية، فهناك الحوريات، وليس في ازقة حلب وحواري الفلوجة!
ألم نر العريفي كيف امتطى ظهر جواده على الحدود التركية، مطالبا بقتال نظام الأسد، وما ان ترجل عنه حتى ركب الطائرة إلى لندن؟ وما ينطبق على هذا ينطبق على ابناء كبار الإخوان المسلمين، وأماكن عيش ابناء وأحفاد أمثال القرضاوي. وقد رأيت قصور الكثير من هؤلاء الدعاة في الرياض وجدة والكويت، ولا أعتقد أنهم سيتركون رغد العيش فيها ليذهبوا، أو أبناؤهم، للجهاد في جحور الأنبار او حواري حمص.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

نعم.. شكراً عجيل النشمي

عندما يظن الجاهل انه مثقف فقد أهلك نفسه، وعندما يظن التافه انه ذو قيمة فقد ضيع نفسه، وقد اخبرنا رسول الله (ص) ان مما يهلك الانسان اعجاب المرء بنفسه! لانه سيظن عندها انه يفهم في كل شيء، ويبدأ ينتقد كل شيء، ويقيم ما يعرف وما لايعرف! وهذا ما يحدث عند بعض من يدعي العلم والثقافة في مجتمعاتنا اليوم، حيث اصبح الكل يكتب والكل ينتقد والجميع يفتي! متابعة قراءة نعم.. شكراً عجيل النشمي

محمد الوشيحي

صدقت يا فيصل

السيد الرقيق (من الرقة أو من الرق، اختر إحداهما) فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أبكانا وهو يسوق حجته الخالدة: “أوَكلما قُتل كلب في لبنان اتهمتم سورية؟”. كانت جملة، وكانت بعدها نوبة بكاء عالمية اهتزت لها الأرض… كم ظلمناك يا بشار. متابعة قراءة صدقت يا فيصل

سامي النصف

مواصفات النجاح في البلد

ماذا لو توقفت للحظة ونظرت في شؤون ابنك ثم تبينت ان المحروس متفوق في دراسته على الآخرين، نزيه، ملتزم بمكارم الأخلاق، وحسن العقيدة، لا يكذب فيتغيب عن مدرسته او عمله بحجة المرض وهو ليس مريضا، فهل ستفرح وتتوقع له مستقبلا باهرا في البلد؟!

***

قبل الإجابة عليك معرفة ان ظاهر الأمور لدينا غير بواطنها، وما ينفع لدى الجيران قد لا ينفع عندنا، فالصفات السابقة التي فرحت بها هي وصفة أكيدة للفشل الوظيفي مستقبلا ودعوة صارخة للتقاعد المبكر، كما انها بذرة لأمراض السكر والقلب والضغط التي سيتعرض لها ابنك بسبب ما سيواجهه من إحباطات ومصائب، لذا أطلب منك النظر مرة أخرى الى أبنائك وتحسس أسس النجاح المستقبلي فيهم.

***

فإذا رأيت احدهم قد غالبه الكسل والخمول والكذب وساد على دراسته وعمله الفشل والسقوط، لا يفهم المعنى إلا بعد تكراره مرات ومرات، وزانه فوق هذا الحقد والحسد، فلا تطري أحدا أمامه إلا ذمه ولا تذكر نعمة إلا تمنى زوالها، يتمارى بالكذب، ولا يخجل من الجبن، متلون كالسحلية، عاق لأهله، ظالم لمن حوله، فاعلم ان ابنك قد حاز اهم سبل النجاح والتفوق المستقبلي في بلدنا العزيز، وان الكراسي والمناصب ستسخر له، والأمراض ستبتعد عنه!

***

لا يتبقى عليك إلا أن تضع لفلذة كبدك الاختبار الأخير زيادة في التأكد ان الطرق ستصبح سالكة أمامه وان الخير معقود في ناصيته، الاختبار بمختصره ان تضع محفظتك أو بعض مالك في مكان قريب منه وترقبه بطرف عينك، فإذا رأيت ان عينه قد جحظت، ويده قد ارتعشت، وسال لعابه، ثم اختفى المال بأسرع مما وضع، فاعلم- أصلحك الله- ان ابنك قد وصل الى رتبة مهمة في الدولة!

***

آخر محطة: (1)يقول غوبلز ثاني أكذب وزير في التاريخ: «اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس»، هناك من أخذ بمساره وطوره الى: اكذب.. اكذب حتى تصدق نفسك، فليس مهما ان يصدقك الناس.. ولا حول ولا قوة الا بالله!

(2) نحل الليلة الساعة العاشرة مساء ضيوفا على برنامج «اللوبي» في قناة العدالة الذي يقدمه الإعلامي اللامع الزميل أحمد الفضلي في مشاهدة ممتعة ومفيدة.

حسن العيسى

فوق القانون

تفضلوا خبر جريدة الآن الإلكترونية، "شيخ المعاملات أغرق البلد بـ139 ألف وافد"! خلال سنتين فقط أدخل ذلك القيادي الشيخ مع بعض المشاركين من الضباط في وزارة الداخلية هذا الرقم الرهيب من الوافدين للدولة، بطريقة غير قانونية، يعني عبر استغلال الوظيفة العامة، واستلام "المعلوم" من بؤساء أجانب يبحثون عن لقمة العيش، قام ذلك القيادي بارتكاب الأفعال التي يفترض أن تحقق فيها النيابة العامة الآن. خلال سنتين فقط من عمر الفساد المزمن أنجز البطل بهمة عظيمة 139 ألف معاملة غير قانونية، وهذا الرقم هو القدر المتيقن حتى الآن.
ماذا عن السنوات الطويلة قبل السنتين الماضيتين؟ ماذا عن جرائم التزوير والاحتيال والرشا لأكثر من عشرين سنة مضت ومنذ لحظة التحرير حتى اليوم؟ كم عدد الذين تم إدخالهم بصورة غير مشروعة؟ الله أعلم، وكم عدد تجار الإقامات؟ أيضاً الله أعلم! لمن لا يتذكر، نذكره بأنه في بداية التسعينيات، وبعد التحرير مباشرة ازدحمت الأخبار عن "تجار الإقامات" الذين قاموا بمثل ما قام به ذلك القيادي اليوم، وربما أكثر منه، ولم يحاسب أحد، فلم تقيد قضايا ضد مجهول لأنه لم تكن هناك قضايا أساساً، لكن الفاعلين كانوا معروفين عند الناس، كانوا من الكبار جداً، حسب الإشاعات، التي تعد مصدراً يتيماً للمعلومات في جرائم غير قابلة للمساءلة، لأن أبطالها بشر "فوق القانون".
اليوم، وتحسب لوزير الداخلية، وأيضاً للإعلام الخاص، تمت إحالة ذلك القيادي والمشاركين معه إلى النيابة، يبقى سؤال اليوم: كيف يمكن منع مثل هذه الجرائم مستقبلاً، أو الحد منها، هي ليست جريمة بحق البلد فقط، بل بحق الوافدين أيضاً الذين دخلوا البلاد عبر تلك الطرق غير المشروعة، بالتأكيد هم دفعوا مدخرات حياتهم للحصول على الإقامة، وليكسب "الموظف العام الكبير" ملايين أخرى من قوت الفقراء، هل هناك وسيلة لطمر مستنقعات الفساد في الدولة، سواء في الداخلية، أو الشؤون، أو معظم مؤسسات الدولة دون استثناء غير العمل بمبدأ حكم القانون؟ وكيف يمكن العمل بحكم القانون وهناك بشر فوق القانون؟ بعد كل ذلك تسألون أين منابع الفساد؟!

احمد الصراف

حكوماتنا وتقنية النانو

“>1 – مقياس النانو هو واحد من المليار من المتر الطولي، أي لو قسّمنا المتر إلى ألف قسم لحصلنا على المليمتر، ولو قسّمنا المليمتر إلى ألف جزء لحصلنا على المايكرومتر. ولو قسّمنا المايكرومتر إلى ألف جزء، فسنحصل على النانومتر، وهذا يشبه قيام إنسان بأخذ شعرة من رأسه والنظر إليها وتخيل أنه بإمكانه تقليص قطرها ثمانين ألف مرة، فهذا هو مقياس النانومتر! ولو نظر العالم إلينا، وإلى ما نفعله بأنفسنا من قتل وتشريد وتخريب للممتلكات وتدمير للآثار وسحل للجثث وتقطيع للوطن وتبديد لثرواته، وإعادة طريقة حياته إلى ما كانت عليه قبل مائة عام، وإصرارنا على أن نبقى متخلفين في عالم يموج بالتقدم والحركة إلى الأمام، لعلم أن معرفة حجم عقولنا تتطلب استخدام تقنية النانو.
2 – تقاعد الفريق غازي العمر من الحياة العسكرية، وكانت آخر مناصبه وكيلاً للداخلية. لم نثن على مناقب الرجل المهنية، وخصاله الطيبة عندما كان على رأس عمله، لكي لا نتهم بمحاباته لغرض ما، ولكن اليوم يستحق منا كلمة شكر، فقد كان مثال العسكري النظيف اليد، الكريم الخلق، ولم تشب سيرته العسكرية الطويلة شائبة واحدة. تحية لأمثاله من رجال ونساء، الذين أصبح وجودهم نادراً، وسيتطلب الأمر قريباً جداً استخدام تقنية النانو من خلال منظار مكبر، أو «دربيل»، مطور للبحث عنهم واكتشافهم وتحديد مواقعهم.
3 – توصل علماء روس إلى اختراع مواد تفوق متانة الفولاذ مرتين في الوقت الذي تقل عن وزنه أربع مرات، وذلك باستخدام تقنية النانو. وتمكن باحثون في جامعة كورية في سيئول العاصمة من إدخال نانو الفضة للمضادات الحيوية. ومن المعروف أن الفضة قادرة على قتل نحو 650 جرثومة دون أن تؤذي الجسم البشري. ولكن عندنا يكفي وجود نائب «طائفي، أو قبلي» سيئ في مجلس الأمة، للقضاء على وطنية 650 «مواطناً» في وقت واحد، وتخريبهم في لحظات، من خلال ما يقوم به من تأجيج طائفي وقبلي، أو لما يبذله من وعود مالية يسيل لها لعاب المؤمنين بالدولة المؤقتة.
4 – كما ورد في مجلة الايكونوميست البريطانية، ان مختبرات الأبحاث بصدد صنع مادة جديدة مصنوعة من نانو جزيئات تدعى Quasam تضاف إلى البلاستيك والسيراميك والمعادن فتجعلها قوية كالفولاذ خفيفة كالعظام وستكون لها استعمالات كثيرة، خصوصاً في صناعة هياكل الطائرات وأجنحتها، فهي مضادة للجليد ومقاومة للحرارة حتى 900 درجة مئوية. ونقترح أن تقوم معظم حكومات الدول العربية بجلب هذه المادة ودهن سياسيها بها لكي تصبح لديهم مناعة ضد سيل الاتهامات، الصحيحة والملفقة، والاستجوابات، والأهم من ذلك الانتقادات والانقلابات!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com