احمد الصراف

حكوماتنا وتقنية النانو

“>1 – مقياس النانو هو واحد من المليار من المتر الطولي، أي لو قسّمنا المتر إلى ألف قسم لحصلنا على المليمتر، ولو قسّمنا المليمتر إلى ألف جزء لحصلنا على المايكرومتر. ولو قسّمنا المايكرومتر إلى ألف جزء، فسنحصل على النانومتر، وهذا يشبه قيام إنسان بأخذ شعرة من رأسه والنظر إليها وتخيل أنه بإمكانه تقليص قطرها ثمانين ألف مرة، فهذا هو مقياس النانومتر! ولو نظر العالم إلينا، وإلى ما نفعله بأنفسنا من قتل وتشريد وتخريب للممتلكات وتدمير للآثار وسحل للجثث وتقطيع للوطن وتبديد لثرواته، وإعادة طريقة حياته إلى ما كانت عليه قبل مائة عام، وإصرارنا على أن نبقى متخلفين في عالم يموج بالتقدم والحركة إلى الأمام، لعلم أن معرفة حجم عقولنا تتطلب استخدام تقنية النانو.
2 – تقاعد الفريق غازي العمر من الحياة العسكرية، وكانت آخر مناصبه وكيلاً للداخلية. لم نثن على مناقب الرجل المهنية، وخصاله الطيبة عندما كان على رأس عمله، لكي لا نتهم بمحاباته لغرض ما، ولكن اليوم يستحق منا كلمة شكر، فقد كان مثال العسكري النظيف اليد، الكريم الخلق، ولم تشب سيرته العسكرية الطويلة شائبة واحدة. تحية لأمثاله من رجال ونساء، الذين أصبح وجودهم نادراً، وسيتطلب الأمر قريباً جداً استخدام تقنية النانو من خلال منظار مكبر، أو «دربيل»، مطور للبحث عنهم واكتشافهم وتحديد مواقعهم.
3 – توصل علماء روس إلى اختراع مواد تفوق متانة الفولاذ مرتين في الوقت الذي تقل عن وزنه أربع مرات، وذلك باستخدام تقنية النانو. وتمكن باحثون في جامعة كورية في سيئول العاصمة من إدخال نانو الفضة للمضادات الحيوية. ومن المعروف أن الفضة قادرة على قتل نحو 650 جرثومة دون أن تؤذي الجسم البشري. ولكن عندنا يكفي وجود نائب «طائفي، أو قبلي» سيئ في مجلس الأمة، للقضاء على وطنية 650 «مواطناً» في وقت واحد، وتخريبهم في لحظات، من خلال ما يقوم به من تأجيج طائفي وقبلي، أو لما يبذله من وعود مالية يسيل لها لعاب المؤمنين بالدولة المؤقتة.
4 – كما ورد في مجلة الايكونوميست البريطانية، ان مختبرات الأبحاث بصدد صنع مادة جديدة مصنوعة من نانو جزيئات تدعى Quasam تضاف إلى البلاستيك والسيراميك والمعادن فتجعلها قوية كالفولاذ خفيفة كالعظام وستكون لها استعمالات كثيرة، خصوصاً في صناعة هياكل الطائرات وأجنحتها، فهي مضادة للجليد ومقاومة للحرارة حتى 900 درجة مئوية. ونقترح أن تقوم معظم حكومات الدول العربية بجلب هذه المادة ودهن سياسيها بها لكي تصبح لديهم مناعة ضد سيل الاتهامات، الصحيحة والملفقة، والاستجوابات، والأهم من ذلك الانتقادات والانقلابات!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *