مبارك الدويلة

نعم.. شكراً عجيل النشمي

عندما يظن الجاهل انه مثقف فقد أهلك نفسه، وعندما يظن التافه انه ذو قيمة فقد ضيع نفسه، وقد اخبرنا رسول الله (ص) ان مما يهلك الانسان اعجاب المرء بنفسه! لانه سيظن عندها انه يفهم في كل شيء، ويبدأ ينتقد كل شيء، ويقيم ما يعرف وما لايعرف! وهذا ما يحدث عند بعض من يدعي العلم والثقافة في مجتمعاتنا اليوم، حيث اصبح الكل يكتب والكل ينتقد والجميع يفتي!

كتب أحد الزملاء مقالاً انتقد فيه فتوى الشيخ الفاضل د. عجيل النشمي، واعترض عليه ان يفتي بقتل السيسي! وبالمقابل امتدح السيسي وامتدح ما فعله في شعب مصر!

النفس البشرية – ايها القراء الكرام – لها قيمة في الاسلام، ومن اجل المحافظة عليها ارسل الله الرسل وشرع الشرائع وقال تعالى: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (النساء – 93)، وكذلك قال الرسول الكريم: «لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق».

والسؤال الان: ماذا فعل السيسي في مصر حتى يفتي الشيخ بضرب عنقه؟!

كلنا شاهدنا بالصوت والصورة ما فعله الاجرام في شعب مصر! قُتِلَ في يوم واحد الالاف من المسالمين المعتصمين لعدة شهور في ميدان رابعة للمطالبة بعودة الديموقراطية في اروع تظاهرة انسانية شهدتها البشرية، وفي اسلوب راق للاعتراض، لم تعرفه ميادين العرب من قبل، ولم يفهمه من يدعي الثقافة من أشباه المثقفين! ولم يتوقف الاجرام عند هذا الحد، بل مال على المستشفى الميداني وحرقه بمن فيه! هذا جرى وفقا لما شاهدناه ونشاهده كل يوم من مطاردة وسجن وقتل وتقييد للحريات وجميع انواع الجرائم المعروضة اليوم على المحاكم الدولية!

الشيخ عجيل سُئل عن هذا الذي يفعله، فأفتى بما نص عليه القران وأكدته السنة النبوية المطهرة بان من قتل يُقتل!

صاحبنا اعترض على قتل السيسي من دون محاكمته، ولم يعترض على قتل السيسي للالاف من دون محاكمتهم! صاحبنا اعترض على قتل السيسي بالسيف! وليس بالرصاص! ولو اعطانا الله واياكم عمراً لسمعناه غدا يعترض لماذا نذبح البقرة بالسكين وليس بالرصاص! ولماذا الاستغراب؟! ألم يكتب متباكيا ومتحسرا على جريمة حرق أماكن العبادة للديانات الأخرى؟! ولم نقرأ له يوماً تباكيه على ما يفعله الهندوس بالمسلمين بالهند ولا ما فعله الصرب بالمسلمين بالبوسنة، وما يقع للمسلمين في افريقيا واوروبا وجميع بؤر التوتر؟! ثم يأتي صاحبنا لينتقد الفكر الاسلامي المقيد للحريات وحق التعبير! سبحان الله! هكذا يريد ان يستخف بعقول القراء الذين شاهدوا ما فعلته سلطة الانقلاب في مصر في اول يوم، عندما اغلقت جميع محطات التلفزيون غير المؤيدة للانقلاب وجميع الصحف المعارضة له، دون ان نسمع لا منه ولا من غيره اعتراضا او شجباً او استنكاراً، ثم يأتي ينتقد الفكر الاسلامي المقيد للحريات!

انه الفكر الليبرالي ايها الاخوة.. والفكر اللاديني الذي يريد ان يسقط جميع ثوابت الامة وقضاياها، ويريد ان يغير طبيعة المظلة التي نستظل بها، ويأتي بلافتات غربية بحجة التحرر والتقدم وهو في حقيقته خضوع وانهزامية وتبعية ضيعت الامة سنين طويلة، وعندما ارادت ان تنتفض على الباطل والفساد المالي والاخلاقي انتفضت قوى الظلام وتجمعت وتوحدت لقمع هذه الانتفاضة وتشويهها! انتظروا قليلا وستسمعون من ادعياء الثقافة من يطالب بالتطبيع مع اسرائيل، وبمسح حماس من الوجود وبالغاء النظام الديموقراطي واستبداله بنظام دكتاتوري يجيد تزوير ارادة الامة كما يفعل السيسي اليوم، وسيسجل التاريخ لهذا الفكر انه دعم وأيد اكبر جريمة في التاريخ!

***

الاحد المقبل سنسلط الضوء باذن الله على حقيقة الازمة ودوافعها،

ويا غافلين لكم الله!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *