محمد الوشيحي

سعود الناصر… غيمة أزاحتها الرياح

كانت الكويت في سنة جدب، سنة قحط، أو كما يسميها البدو “دَهَر”، وكانت في حاجة إلى قطرة ماء عام 1990، فأمطرت سحابة الشيخ سعود الناصر الصباح، سفير الكويت في واشنطن، فأحيت الأرض، وتراقص “النوّير” على إيقاع الخزامى والنفل والشيح بروائحه العطرية. وبعد التحرير عادت غيمة “أبي فواز” إلى صحراء الكويت، وواصلت “همّالها” بلا برق ولا رعد، تسقي بصمت، فامتلأ قلب السراب حقداً وغيرة، فأرسل إلى الريح “أزيحي هذه الغيمة” فأزاحتها، فتبسم الخريف، وتجهم الربيع. هاتفته ذات صباح: “أين أنت؟”، فأجاب: “في البيت، تعال لنشرب القهوة”… وعلى رائحة الهيل بادرته: “اكشف لي مخازن صدرك وحدثني عن أحداث الغزو”، فتبسم قبل أن يعتدل في جلسته ويشرع في سرد الوقائع دون أن ينسى أن يتمنى علي أن تبقى الأمور في الصدور والأسرار في مخازنها، فعاهدته، فتحدث… قال وقال وقال، وكان يذكر أخطاءه وأخطاء الحكومة في الغزو قبل أن يذكر المحاسن، كان صادقاً، كما أحسست. الحديث عن أبي فواز برائحة الشيح، لكن الموقف يتطلب الصمت. رحمك الله يا سعود الناصر، وألهم الأسرة الحاكمة وعائلتك الصغيرة ومحبيك الصبر والسلوان، وعظم الله أجركم جميعاً.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *