سامي النصف

حريق آخر يُطفَأ وما أكثر حرائقنا!

كان لبادرة قائد سفينة الوطن ووالد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بالنظر في زيادة عامة للأجور تعم كل قطاعات الدولة أثر الماء البارد الملقى على نيران الاضرابات التي بدأت تضطرم في أساسات الدولة، والتي لو تركت لكان أولى ضحاياها المواطن والوطن الذي سيبتعد عنه الزائر والسائح والمستثمر لما في الاضرابات من أثر سيئ على المقيمين والزائرين، اضافة الى كلفتها المالية الباهظة على الاقتصاد الوطني.

إن علينا الاتفاق على أننا شركاء في وطن واحد يجب أن نفكر في مصلحته العامة قبل مصالحنا الخاصة، ومن ثم فإن اشكالية اقرار زيادة لبعض قطاعات الدولة ستخلق – كما يعلم أي مبتدئ اقتصاد – حركة تضخم وغلاء فوق الغلاء القائم سيعاني منه اخوة آخرون لنا لم يحصلوا على تلك الزيادات، وإن كانوا سيحصدون سلبياتها، لذا فإن قرار النظر في رواتب الجميع هو قرار حكيم ومنصف لكل العاملين في الدولة.

هل يمكن لنا في زمن بعيد أن نربط جزءا من أي زيادات قادمة بالانتاجية التي يسهل قياسها في كل المهن؟ ومن ذلك هل من العدل أن يتساوى في الزيادة الموظف الذي يخلّص مائة معاملة في اليوم للمواطنين مع الموظف المعرقل الذي بالكاد يخلّص معاملة واحدة؟! أمر كهذا معمول به في كندا حيث يدفع للطبيب في القطاع الحكومي بناء على عدد المرضى وعدد العمليات… إلخ.

وفي جميع أنحاء العالم هناك دائما فارق عمودي «ثابت» بين أبناء قطاع العمل الواحد كالفارق بين الطبيب والصيدلي والممرض أو المهندس ومساعد المهندس والعامل، والحال كذلك مع الفارق الافقي الثابت بين أصحاب المهن المختلفة، تلك الفوارق هي أشبه بالاعمدة التي يقوم عليها هيكل الدولة الوظيفي، لذا فما ان يستفرد قطاع بزيادات ضخمة تخصه حتى يختل التوازن ويهتز البنيان، لذا يجب النظر دائما قبل أي زيادات في تأثيراتها الافقية والرأسية في البلد.

ويقال في المثل الانجليزي الشهير «ان التفاح لا يقارن الا بالتفاح»، أي أمر متطابق معه في المواصفات والظروف، لكن عندنا اصبح من الامور الشائعة من يقارن تفاحنا ببطيخ الآخرين بدلا من المقارنة بتفاحهم، أي هناك من يختار أسوأ الظروف لدينا كحال صاحب المهنة المبتدئ ويقارنها براتب استشاري هناك ثم يشكو من الظلم، في الختام الكويت ليست بقرة حلوبا بل هي وطن يجب رفعه عن المصالح الذاتية والاطماع المادية.

آخر محطة:
تحية من القلب لوزير المواصلات والاوقاف الاخ عبدالله المحيلبي على توجهه بالنداء لوطنية المضربين ومناشدتهم عدم الاضرار بسمعة بلدهم. لو استُخدم هذا النهج الحكيم منذ البدء لما تفشت على الاطلاق عمليات التهديد بالاضراب، وكفو يا بوفهد.

سعيد محمد سعيد

محركات «الفتن الطائفية»

 

لو قدر لنا أن نرصد التصريحات الصحافية الصادرة عن القيادة، وتوجيهاتها بشأن الحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي للممارسات الطائفية، لوجدناها تملأ الكثير من السجلات والملفات! ولو قدر لنا أن نجمع ونحفظ المقالات والأبحاث والدراسات والإصدارات التي تحذر من الخطر الطائفي، وتشدد تأكيد «التحصين» باعتباره مانعا قويا ضد أي انفجار يدمر المجتمع… لوجدناها أكثر من أن تحصى.

لكن لو قدر لنا أن نتحدث عن مفعول كل ذلك في نفوس البعض، لوجدناه لا يتجاوز الصفر!

في البحرين، هناك محركات للفتن الطائفية لا تستند إلى قيم دينية أو أخلاقية أو وطنية، وإنما تستند إلى متطلبات «أجندة» سرية هنا، وتخطيط سري هناك، والأخطر من ذلك، أن هناك من أصبح يعبث بفتيل الطائفية على مستوى الطائفتين الكريمتين في البلاد! لكن المشكلة الأكبر، والخطر الأكبر، والكارثة الكبرى هي استمرار الممارسات المغلفة بالدين!

القصص في المجتمع البحريني كثيرة، وهي ليست بعيدة عن المدارس! ولهذا، كان تأكيدنا أن البيئة المدرسية، بكل مضامينها ومجاميعها البشرية من هيئات إدارية وتعليمية وطلبة، يجب أن تكون في منأى عن هذا النوع من الممارسات، حتى لا يتأثر كل المجتمع. لايزال في المدارس معلمون ومعلمون يشعلون فتيل الفتنة من خلال إصرارهم على إعادة الخلافات التاريخية بين الطائفتين… لايزال هناك من الطلاب والطالبات من يؤدي دوره المدفوع من جانب بعض «المدسوسين» ليبث السموم في المدارس بين زملائه… لايزال من يستخدم المدارس ذاتها منابر للتحريض بمساريه: مسار التحريض ضد الدولة، ومسار التحريض ضد الطائفة!

وهناك من يعلم أن ما يقوم به من عمل يعرضه للمساءلة القانونية لكنه «يفعل» لأنه مطمئن تمام الاطمئنان من أن (لا أحد يستطيع إسكاته).

وعلى أية حال، مازلنا نسمع ونرى ونشاهد أفعال «محركات الفتنة» في المجتمع، لكن من وجهة نظري المتواضعة، فإنني أرى أن الوقت ملائم جدا لأن يكون للقانون دوره في ردع كل من بدأ وواصل مسيره في شحن المجتمع ضد بعضه بعضا، ونقصد بالقانون، تلك النصوص التي تنظم العلاقات بين الناس… والناس هم أهل المجتمع الذين يجب أن يستعينوا بالقانون لردع أصحاب الفتنة، فهؤلاء لا يصلح معهم التهادن أو الكلام اللين، ولا تصلح معهم لا مسيرات ولا يحزنون

سامي النصف

حتى لا نتحول لبلد إضرابات

من عاش في بريطانيا قبل الحقبة التاتشرية يعلم كم كان الوضع مؤلما هناك حيث تفاجأ كل صباح بإضراب موظفي السكة الحديد أو الباصات أو عمال النظافة أو شركات الطيران أو حتى القائمين على خدمات الكهرباء والماء والبريد وعادةما تمتد تلك الاضرابات المدمرة لأشهرأو سنوات عدة.

لذا لم ينطلق الاقتصادان البريطاني والأوروبي ولم يتحررا ويتطورا، ومثلهما اقتصاد الولايات المتحدة ابان عهد الرئيس ريغان، إلا بعد حل مشكلة الاضرابات، التي كان من أشهرها اضراب المراقبين الجويين، من جذورها والتأكد من أن عمليات التفاوض بين الجهات المعنية تتم بعيدا عن منهاجية الاضراب التي تشل البلاد وتزعج المواطنين وتضر بمصالح الطرفين المتفاوضين.

في الكويت بقيت اشكالية الاضرابات محدودة والحكمة سائدة حتى تغيرت المعطيات قبل مدة عندما قام البعض بتشجيع مبدأ «اضربْ تُجَب» أي عليك أن تلجأ للاضراب حتى نستمع لك ونحقق لك كل طلباتك، وهو ما جعل شرارة الاضراب تنتشر كالنار في الهشيم في البلاد، ولم يوقف أكثر من 22 نقابة عن الاضراب، كما أتى في بعض الصحف، الا دخول الشهر الفضيل.

ان الواجب الوطني ومصلحة البلاد والعباد يقتضيان من الجانب التنفيذي أن ينجز الطلبات المحقة للموظفين والعمال عبر التفاوض الجدي والودي، ودون الحاجة لدفعهم للاضراب للحصول على حقوقهم كاملة، كما ان على الجانب النقابي ان يتفهم ضرورة طرح المطالب العقلانية والقبول بالتدرج للحصول على ما يتم طرحه، فما لا يحصّل كله لا يترك جله.

ان كل قطاعات الدولة مهمة، وأي اضراب أيا كانت مهنة منتسبيه سيتسبب في أفدح الضرر للبلاد ولا حكمة من الحج لطرق ووسائل تركتها الدول المتقدمة خلفها لما تتسبب فيه من خسائر فادحة للاقتصاد الوطني وتعطيلها لمصالح المواطنين، لذا نرجو ان نرقب في المرحلة المقبلة تعزيز نهج مفاوضات الغرف المغلقة التي يقوم بها الحكماء من كل الاطراف والتي تؤدي الى النتائج الطيبة، فإضراب يلد اضرابا سيجعلنا نتحسر بشدة على عصر أزمة سياسية تلد أخرى.

آخر محطة:
المقال السابق نشرته في 1/10/2007 واتبعته بمقال آخر في 17/10/2007 اسميته «الإضراب والحكومة الناطقة» والحقيقة ان سبب الإضرابات ليس زيادة أسعار النفط كما يقال فتلك الزيادة حدثت مرارا وتكرارا في الماضي دون مطالبات او اضرابات، الاشكال المدمر سببه الحقيقي إعلان متكرر لاحد المسؤولين في الصحف بأنه سيخرج كادر هذا القطاع أو ذاك من مجلس الخدمة المدنية مما ارسل اشارة وشرارة عاجلة لاصحاب الكوادر المختلفة التي ينتظر اغلبها اقرار كوادرها منذ سنوات طوال بأن السبيل الامثل لتحقيق المراد هو الإضراب ومن ثم حضور الوزير المعني الذي سيضع على عاتقه ضمان موافقة مجلس الخدمة المدنية وبهذا النهج «غير المسؤول» بدأت الشرارة التي كادت ان تشعل البلد.

سامي النصف

لبنان وديموقراطية الكسور المتكسرة

هناك طرف أخطأ للأسف الاجتهاد في المعادلة اللبنانية الحالية وأرى شخصيا ان قوى المعارضة هي المتسبب ليس بالإشكال الحالي بل ما سينتج عنه من إشكالات مستقبلية مدمرة حيث يمكن وبسهولة ان تفوز المعارضة في الانتخابات المقبلة، إلا أن الثقافة السياسية التي خلقتها ستبقي لبنان على صفيح ساخن الى الأبد، حيث أعطت قوى 8 مارس الضوء الأخضر لقوى 14 مارس لتكرار ما تقوم به هي هذه الأيام من احتلال العاصمة وتعطيل أعمال الحكومة ومنع انتخابات الرئاسة.

في ديموقراطيات العالم أجمع تفوز احدى القوى بالأكثرية فتحكم ويصبح لديها ضوء أخضر فيما تقوم به وتفعله دون عرقلة، وتتيح لها المعارضة بالمقابل عمل ما تريد انتظارا للانتخابات اللاحقة التي يقرر فيها الشعب إما الرضا عن مسار الحكومة ومن ثم التجديد لها أو إسقاطها واعطاء الدور والحرية الكاملة للمعارضة كي تحكم وتقوم بما تراه صائبا.

سؤال: هل تبرر حرب الـ 33 يوما الصيف الماضي تشكيل حكومة وحدة وطنية بالإرغام؟!

الجواب: بالقطع لا فجميع دول العالم كأميركا وروسيا والصين واليابان وغيرها دخلت حروبا عالمية أكبر وأخطر واستمرت سنوات عدة بقي فيها الحزب الحاكم في الحكم والمعارضة في المعارضة، فواضح ان مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية ابان الحرب أو السلم يتم «برضا» الطرفين وليس بالإرغام واحتلال العواصم.

هل يحق للأقلية ان تفرض مبدأ الثلث المعطل على الأكثرية؟! في البدء الثلث المعطل خاص فقط بالموارنة في لبنان ولا يوجد له مثيل في العالم أجمع وقد وضع كترضية لهم كي يتخلوا عن بعض صلاحيات رئيس الجمهورية التي دارت حولها حرب لبنان وكضمانة بأن مجلس الوزراء الذي انتقلت اليه الصلاحيات لن يساهم بالاضرار بهم وتذويبهم عبر طلب الوحدة مع سورية أو إعلان جمهورية إسلامية.. الخ، ان الثلث المعطل، أو حتى 1% المعطل لا فرق، يلغي بالكامل أهم أسس الديموقراطية ولا يصبح للأغلبية الانتخابية حتى لو كانت 99% أي دور وواضح ان قوى 14 مارس عندما تصبح في المعارضة ستطالب بالمثل وستصبح ديموقراطية لبنان العريقة ديموقراطية عبث وتعطيل دائم حيث لن يتفق أبدا الثلث مع الثلثين والا لما كانت هناك توجهات أغلبية ومعارضة متباينة.

هل تصح المطالبة بتوافر نصاب الثلثين لاختيار الرئيس وما الخطأ في طلب المعارضة الحصول على رئيس «توافقي» ينتخبه جميع النواب بدلا من نصفهم؟! في البدء شرط الثلثين سيعطل جميع انتخابات الرئاسة المقبلة حتى الأزل، حيث ستكون هناك دائما أقلية معارضة تزيد على الثلث في لبنان ستحرم الأغلبية من اختيار الرئيس عبر بدعة مقاطعة الجلسات التي لم تحدث قط في تاريخ لبنان.

وكلمة رئيس توافقي هي كلمة خيالية وشرط استحالة إن لم تكن هذه المرة ففي المرات المقبلة، فلو قال طرف اختار توني لقال الطرف الآخر اختار جوني والعكس صحيح، ولم نسمع قط على سبيل المثال ان الأقلية في أميركا تقول لماذا ننتخب رئيسا ديموقراطيا أو جمهوريا بنصف الأصوات، فلنبحث عن رئيس «توافقي» يمثل الجميع وننتخبه بكل الأصوات.

آخر محطة:
1 – نأسف ان تتحول أقدم وأعرق ديموقراطية عربية وإسلامية وشرق أوسطية الى ثقافة الكسور أي الثلث والثلثين والنصف + 1 وننتهي بكسر يكسر الآخر.

2 – حقيقة الإشكال في لبنان هي ان احدى القوى الإقليمية تريد إيصال رسالة واضحة للفرقاء وهي ان بوابة الرئاسة اللبنانية مازالت تمر عبرها.

سامي النصف

حوار ساخن حول القضية الفلسطينية

استضافنا قبل أمس الزميل حمدي قنديل في برنامجه «قلم رصاص» على قناة دبي للحديث عن مؤتمر انابوليس القادم الرامي لحل القضية الفلسطينية، وكان على الطرف الآخر دكتور مقيم في فرنسا، وقد علا صوته فور حديثه مطالبا بالنضال وكسر النصال على النصال – من باريس بالطبع – حتى خشيت على حباله الصوتية الغليظة من الانقطاع ولوزه الحمراء – التي بانت جلية للمشاهدين – من الانفجار.

ومما قاله الدكتور الهمام: ان كنا غير قادرين على الحرب هذه الأيام فلنُرحّل تلك القضية الدموية لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا أو على الأصح لأبناء وأحفاد الفلسطينيين، حيث انه وكحال زملائه الأبطال البكري والمسفر وعطوان لا يمانعون النضال من قصورهم الآمنة لآخر قطرة دم تسري في شريان آخر طفل فلسطيني ولا يكتفون بتدمير حاضر من يدّعون الدفاع عنهم بل يفخرون بأنهم سيُرحّلون الحروب المدمرة لأجيالهم القادمة – تطبيقا لمقولة «وراهم وراهم» – بدلا من توريثهم البنيان العامر والمستقبل الزاهر.

وكان ردنا على ذلك النهج الغوغائي الساخن ومطالبات المقاطعة – المعتادة – بأننا قد جربناه مرارا وتكرارا ومنذ اليوم الأول لوعد بلفور الذي صدر في نوفمبر 1917 أي قبل 90 عاما، وان الدولة الفلسطينية التي نستجديها اليوم على جزء صغير من التراب الفلسطيني هي نفسها الدولة «المستقلة» التي منحتنا إياها لجنة بيل في نوفمبر 1937 على 90% من أرض فلسطين وكان يُفترض ان تكون إحدى أُوليات – لا أُخريات – الدول العربية المستقلة، لولا أصحاب الحناجر النحاسية الساخنة صاحبة المطالبات بمقاطعة تقرير اللجنة، وتسير المظاهرات ضدها حتى ألغاها الوزير البريطاني الصهيوني ماكدونالد في كتابه الأبيض ليس بطلب من الحكيم حاييم وايزمن بل من المفتي أمين الحسيني الذي طار بعدها للقاء وتقبيل هتلر وموسليني.

وعودة الى اليوم، وفي الوقت الذي ينصر فيه اليمين الاسرائيلي أولمرت قبل المفاوضات عبر تعديل تشريع التخلي عن القدس لمزيد من التشدد يجتمع المجلس التشريعي الفلسطيني بدعوة من الرئيس هنية لالغاء جميع المراسيم والصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس حتى يتم إضعافه في المفاوضات القادمة واظهار انه رئيس بلا سلطة يمكن لاسرائيل بالتالي ان تأخذ منه دون ان تعطيه.

آخر محطة:
لو صورت قرب الاهرامات هذه الأيام فلا خصوصية لهذا الفعل، حيث سيصور مثلك وعبر السنين الملايين من السائحين، لكن ماذا لو أتيحت لك فرصة تصوير الأهرامات أو سور الصين أثناء البناء، لا شك ان صورة مثل تلك ستكون نادرة ولن يستطيع أحد تصوير مثلها، بالمثل انصح باصطحاب الكاميرات وتصوير المعجزات اثناء بنائها هذه الأيام في دبي مثل مشاريع: دبي لاند والنخيل وبرج دبي.. الخ، فكمّ البناء ونوعه وسرعة انجازه (وجميع المعجزات هي في النهاية بناء) لا مثيل لها في التاريخ بعيدا عن أي آراء مؤيدة أو معارضة لما يجري.

سامي النصف

حرب ثالثة؟ قنبلة ثالثة؟

رغم ان مصطلح الحرب «العالمية» لايزال يكتنفه الغموض حول ما هو عالمي وما هو غير ذلك، الا ان الرئيس جورج بوش صرح الشهر الماضي في لقاء مع قادة الدول الكبرى بأن منع الحرب العالمية الثالثة يتطلب منع ايران من حيازة السلاح النووي، وفي الوقت ذاته ذكر الرئيس بوتين ان تزويد حلف الناتو پولندا والتشيك بصواريخ نووية دفاعية سيعني مواجهة نووية قريبة مما جرى عام 62 في كوبا.

وفي الافق غيوم حرب داكنة تتجمع فوق منطقة الخليج، وهناك من يرشح تلك الحرب لأن تصبح بداية للحرب العالمية الثالثة، ويحتاج الامر من احدى دول المنطقة لأن ترتكب حماقة كبرى في العراق او على ارض الخليج كي تعطي العالم المبرر لاستخدام اسلحة الدمار الشامل التكتيكية ضد بعض مواقعها العسكرية، وهو ما لا نتمناه او نترجاه، الا ان ظننا يخيب في كل مرة نراهن فيها على حكمة وعقلانية الانظمة الثورية، لقد اصبح مصطلح الحرب الكونية الثالثة مرتبطا بشكل مخيف باستخدام اسلحة الدمار الشامل.

في عام 98 اصدر د.زبينغييف بريجنسكي وزير الخارجية الاميركي الأسبق كتابه «الفوضى» قال فيه ان منطقة «البلقان العالمي» الممتدة من غرب الصين الى تخوم اوروبا والتي تشمل 400 مليون نسمة يعيشون في 25 دولة ستشهد انشطارات وانقسامات وحروبا اهلية وعالمية قد تستخدم بها اسلحة الدمار الشامل. وقد كرر ذلك في كتابيه اللاحقين «رقعة الشطرنج العظمى» و««الفرصة الثانية» الذي صدر قبل اشهر قليلة.

ويعرض هذه الايام في دور السينما الكويتية الفيلم السياسي «أُسود لأجل الخرفان»، وفيه تكتشف صحافية ليبرالية ان الجناح المتشدد في السياسة الاميركية يعتزم ضرب ايران بالاسلحة النووية، لكن الصحيفة التي تعمل بها تمتنع عن نشر تلك المعلومة، وقبل ذلك في عام 81 تنبأ العبقري ارسون ويلز في فيلمه «الرجل الذي رأى الغد» ان الحرب العالمية ستنشب في منطقة الشرق الاوسط وستستخدم بها اسلحة الدمار الشامل في كل الاتجاهات.

آخر محطة:
1 – وجدت على محرك البحث في غوغل 458 مليون سؤال عن الحرب العالمية الثالثة ولا اعتقد ان احدها قد اتى من منطقتنا المرشحة لمثل تلك الحرب.

2 – يقول العالم الشهير اينشتاين «لا اعلم نوع الاسلحة التي ستستخدم في الحرب العالمية الثالثة، لكني على يقين ان اسلحة الحرب الكونية الرابعة لن تزيد على العصيّ ورمي الحجارة».

سعيد محمد سعيد

يحدث في المدارس

 

طبقا لتجربة شخصية، في عضوية مجالس الآباء بالمدارس، أدركت أن هناك مشكلة في التواصل بين إدارات المدارس وبين الكثير من أولياء الأمور! والأكثر إثارة للقلق في هذا الأمر، هو افتراض سوء النية من جانب شريحة من أولياء الأمور في نوايا المعلمين والمعلمات، حين يتعلق الأمر بتطبيق لوائح الانضباط على الطلبة ومتابعة تحصيلهم الدراسي واستدعاء أولياء الأمور في حالات يجب فيها وجود الطرفين: المعلم وولي الأمر وجها لوجه لمناقشة موضوع مهم يتعلق بالطالب أو الطالبة.

ويبدو أن هذه المشكلة ليست خافية على الكثيرين… فبين فترة وأخرى، يكون السبب في الشجار بين إدارة المدرسة وولي أمر، إصرار الأخير على أن الإجراء المتخذ ضد ابنه أو ابنته هو إجراء «كيدي» لا علاقة له بالخوف على مصلحة الطلبة! واذا ما تشعب هذا الاعتقاد وترسخ وتعقد، يصبح من الصعب شرح أهم رابط بين المدرسة والبيت، وهو التواصل من أجل التشاور والتباحث بخصوص مسيرة الطلبة في التحصيل.

وإذا سلمنا بأن هناك أولياء أمور يدركون صدقية واخلاص إدارة المدرسة في الهدف من التواصل مع ولي الأمر من أجل مصلحة الطلبة، فإن هناك شريحة، ومع شديد الأسف، ترفض هذا التواصل باعتباره لا ينبع من دافع الحرص على تحصيل الطلبة، بل يعود إلى دوافع انتقامية مخفية في نفس المعلم أو المعلمة تجاه الطالب أو الطالبة، ومن أمثلة ذلك الكثير، ففي بعض الحالات، يتحول الاجتماع بين ولي الأمر والمعلم إلى صراخ وشجار واتهامات من طرف ضد الآخر… فولي الأمر يشدد على عدم اكتراث المدرس بوظيفته، والمعلم يلقي باللائمة على ولي الأمر في أنه مهمل ولا يهمه أبدا متابعة مستوى ابنه أو ابنته في الدراسة.

من المشاهد المؤسفة، التي يمكن أن نراها بين الحين والآخر، هي تلك التي تتسم بالاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وحدث أن استدعى مربي الفصل ولي أمر طالب يتلفظ بألفاظ سوقية وشتائم وسباب، ويستخدم عبارات غير لائقة مع زملائه، ويقوم ببعض الحركات والسلوكيات المشينة، وبدلا من أن يجلس ولي الأمر ليستوضح الأمر تشاجر مع المعلم متهما إياه بأنه يحاول تشويه صورته كونه ولي أمر لم يحسن تربية ابنه المهذب الذي من المستحيل أن يقول كلمة جارحة أو يتلفظ بلفظ خادش للحياء أو يأتي بحركة فيها من قلة الأدب ما يوجب عقابه!

في المقابل، قد يكون هناك من المعلمين والمعلمات من يتقصد الإساءة إلى طالب أو طالبة، لكني لا أعتقد أبدا أن نسبة هؤلاء كبيرة حتى تؤثر على سلامة العلاقة بين البيت والمدرسة. المهم، هو أن يكون لمجالس الآباء نشاط لا يقتصر على اجتماعات دورية داخل المدرسة ولا نرى لها من أثر في تعزيز تلك العلاقة، فالمطلوب من وجهة نظري المتواضعة، هو تنشيط الفعاليات واللقاءات الصريحة، وبصورة أكبر بين الطرفين، تتعدى أسوار المدرسة لتشمل النادي الرياضي والجمعية والمركز الشبابي والمسجد، في لقاءات وندوات تحذر من مخاطر اضطراب العلاقة، وتقدم حسن النوايا لمصلحة التحصيل الدراسي لأبنائنا.

احمد الصراف

استراحة قصيرة من المجلس

1 – نظر الرجل الى عيني زوجته وهو على فراش المرض وامسك بيدها وضغط عليها وقال: يبدو ان ساعتي قد دنت يا عزيزتي ويا روحي، وقبل ان اموت اود ان اخبرك شيئا عرفته الآن فقط، لقد كنت بجانبي عندما سقط والدي من السطح ودقت عنقه، ووقفت بجانبي عندما اصبت بذلك المرض الخطير ونجوت منه بأعجوبة. وكانت يدك على كتفي تربت عليه بحنان عندما تعرضت للافلاس الاول، وكنت الى جانبي عندما تعرضت للافلاس الثاني والاخير، وكنت تقفين الى جانبي عندما طردت من عملي الاول، وكنت معي عندما انقلبت بنا السيارة.. والآن، وانا اموت، انت بجانبي وهذا يعني انك كنت معي خلال كل مصائبي.. وبالتالي انت السبب فيها جميعا!
2 – أخذت الزوجة تمرر يدها بحنان على جبين زوجها طريح فراش المرض، وهنا امسك الزوج بيدها وقبلها بامتنان، وقال لها وهو يقاوم الآلام الشديدة التي كانت تنتابه بين اللحظة والاخرى وقال لها: يا عزيزتي كم احببتك دائما، وكم كنت مثال الزوجة الطيبة والمخلصة والوفية، انني اشعر بدنو اجلي، وبأنني ميت لا محالة، ولكن قبل ان يحدث ذلك اشعر بأن من واجبي ان اعترف لك بأنني لم اكن وفيا معك طوال زواجنا، فقد خنتك مع اعز صديقاتك، الواحدة تلو الاخرى، كما راودت سكرتيرتي عن نفسها، ولا اعلم عدد المرات التي لم اكن وفيا فيها لك، انا اسف جدا يا عزيزتي فقد كنت زوجا شقيا وسيئا وخائنا واشعر بذنب كبير فاغفري لي قبل ان اموت لترتاح نفسي فإنني اتعذب كثيرا واشعر باضطراب شديد بعد ان اعترفت لك.
وهنا قاطعته الزوجة، التي لم يبدر منها ما يوحي بشعورها بالصدمة لما سمعت، وخلصت يدها من يده ومررتها على جبهته المرة تلو الاخرى وقالت له بصوت يقطر حنانا: لا تقلق يا عزيزي ولا تتعب نفسك بالتفكير ولا تتكدر فهذا لن يساعدك كثيرا، واسترخ قدر المستطاع ودع السم الذي وضعته في طعامك يفعل مفعوله معك.. بهدوء!!
3 – قررت مصانع سيارات تابعة لايران وماليزيا، ويقال ان تركيا انضمت إليهما، انتاج سيارة اسلامية!! وسيكون اهم ما سيجعلها كذلك امور حيوية ثلاثة: سيكون فيها مكان خاص لوضع القرآن، ومكان آخر لوضع الحجاب، وآخر بوصلة تبين اتجاه الكعبة.
4 – قررت الحكومة الليبية عدم السماح لغير العرب بدخول جنتها ما لم تكن جوازات سفرهم مترجمة الى اللغة العربية!!
(نقلا عن البي. بي سي)
أحمد الصراف

سامي النصف

لأجل الكويت هذه اللاءات الثلاث

الديموقراطية هي الرأي والرأي الآخر، كنا قد حذرنا في الماضي من التحول إلى منهاجية الدوائر الخمس وقلنا ان علاج أمراض الوضع الانتخابي السابق من واسطات وشراء أصوات وفرعيات هو بمواجهتها بالتشريعات الرادعة والوعي الوطني والابلاغ عنها بدلا من تخبئتها تحت السجادة عبر القفز إلى خيار تغيير الدوائر الذي سيتسبب كما ذكرنا آنذاك في استفحال وانتشار تلك السلبيات وبالمقابل فقدان كثير من الوجوه الخيّرة في المجلس لكراسيها النيابية وقد أتى تحقيق الزميلة «الوسط» امس الأربعاء ليثبت صحة توقعنا الذي كان أقرب للبديهية بنظرنا.

يخبرني صديق من أهل الكويت عمل لمدة ربع قرن في احدى الوزارات التي تولى أمورها ذات مرة وزير شعبي بقصته المأسوية فيقول: تركت عملي يوم الاربعاء وأنا مسؤول كبير في الوزارة ومكتبي عليه صوري وشهاداتي وداومت يوم السبت لاجد احد مفاتيح الوزير الانتخابية ممن يعملون في الوزارة يجلس على مكتبي وبيده قرار تعيينه السريع في ذلك المنصب مما جعلني اطلب احالتي للتقاعد ثم اجلس في البيت، التحول إلى منهاجية الحكومة الشعبية سيعني ضرب تلك التجربة المرة بعدد الوزارات ومن ثم الاستباحة التامة للميزانية العامة للدولة وتفشي المظالم من قبل اتباع التوجه السياسي لرئيس مجلس الوزراء الشعبي لذا «لا» لذلك الخيار بنظرنا.

خطآن لا يعملان صوابا واحدا، اذا كان التحول الى منهاجية الدوائر الخمس خطأ جسيما فان التحول الى خيار الدائرة الواحدة غير المعمول به في جميع الديموقراطيات الأخرى في العالم هو خطيئة كبرى ما بعدها خطيئة، فالديموقراطية في البدء والمنتهى هي تمثيل عادل لجميع ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلد، مهما صغر وهو ما يحققه بكفاءة وجدارة تعدد الدوائر الانتخابية وتنوعها، اما الدائرة الواحدة فستظهر لونا أو لونين سياسيين متحالفين فقط، في مجتمع لا يحترم حقوق الاقليات، وسيلغي ويعادي ويقمع 51% منه الـ 49% الباقين، لذا «لا» لخيار الدائرة الواحدة.

وتجربة الاحزاب التي دمرت واحرقت لبنان والصومال والعراق (أكثر من مائة حزب طائفي وعنصري والخير لقدام) وفلسطين وافغانستان الخ، يراد لنا وبسذاجة بالغة ان نقبل بها حتى نمهد الارض لحروب أهلية قادمة بين الاحزاب، ان الوقت المناسب لانشاء الاحزاب هو ذلك الزمن البعيد الذي نلحظ فيه بالعين المجردة اختفاء التخندقات الطائفية والفئوية والقبلية القائمة وارتفاع الوعي السياسي والوطني الى درجة نعلم بها ان النفوس قبل النصوص لن تقبل بتكوين الاحزاب على معطى تلك التخندقات الحادة القائمة، ان السماح بتكوين الاحزاب هذه الايام ونحن في عز بروز التخندقات غير الوطنية القائمة سيعني اعطاء تلك الامراض الطارئة صفة الشرعية وبقاءها للابد، لذا فاللاء الثالثة هي ضد انشاء الاحزاب المشتتة للمجتمعات، خاصة في ظل عدم وجود تكافؤ وعدالة بين التجمعات والتكتلات القائمة، حيث يمتلك البعض منها الثروات والملايين والمقرات والآلاف من الاتباع ولم يبق له إلا اللوحة والاشهار ومنافسون لا يملكون شيئا.

آخر محطة:
قلت في برنامج حواري ضمني والدكتور عبدالمحسن جمال وبث من بيروت في 7/11 ان اشكالات الديموقراطية في المنطقة العربية وليس في الكويت فقط تكمن في مفاهيم عدم التسامح المتجذرة في ثقافتنا السائدة التي تغلب عليها مقولة الشاعر «لنا الصدر دون العالمين أو القبر» وقارنت ذلك بديموقراطية الهند ذات الـ 1.2 مليار نسمة التي تقل ازماتها السياسية عن ازمات الكويت ذات المليون نسمة بسبب ثقافة التسامح التي تطغى على المجتمع الهندي، في 11/11 كتب الكاتب الاميركي الاشهر توماس فريدمان مقالا في «الهيرالد تريبيون» وجريدة الشرق الأوسط تطابق تماما مع ما قلناه حيث ذكر ان الديموقراطية العربية يسيطر عليها مفهوم «Rule Or Die» وهو ما يخلق اشكاليتها وقارن ذلك بالديموقراطية الهندية، وقد اثنى على مقالته «لا مقولتي» الزميل د.وائل الحساوي في زاويته بالامس.

الجانب الايجابي فيما حدث انني سبقته بالفكرة ولم يسبقني والا لادخلني الزميل المبدع بدر الكويت ضمن منتداه الالكتروني المختص بمن يقتبس افكار غيره!

سعيد محمد سعيد

رأس «الهمبايه»!

 

هذه فسحة للذهاب إلى الوراء، إذ أيام الطفولة ومراتعها وبراءتها وجمالها، سأصطحب معي فيها القراء الأعزاء، علنا نخفف على أنفسنا قليلا من العناء الذي تمثله الصحافة وكتابات الصحافة وأرق الصحافة وبلاويها!

ولا أجد الفرق بين ما كنا نعيشه أنا وأندادي في قرانا الصغيرة، وبين قصة «توم سوير» الشهيرة التي تحولت إلى مسلسل كارتوني بريطاني شهير، إنما الفارق الوحيد بيننا هو أن شعرهم أشقر وبشرتهم بيضاء، بينما شعرنا في الغالب «ليفة» وبشرتنا «جلحة ملحة»!

لماذا أريد العودة إلى ذلك الشريط؟ وسأقولها بصراحة: أريد أن أقنع عقلي بأننا في ذلك الوقت، ما كنا نعيش أو نفهم أو نشعر بالطامة الكبرى التي سقطت على رؤوس أهل البحرين من طائفية وتمييز ورغبة في الاقتتال والاحتراب على أمور دينية ودنيوية… الأمر سيان! ولست هنا أريد العودة إلى سن الثامنة أو العاشرة باستخدام «ساعة الزمن»، ولكنني أريد أن أقول شيئا قد يكون خطيرا بالنسبة إلى كل المواطنين: «لا تتوقعوا للطائفية نهاية في بلادنا، ولا تحلموا بأن تسير الأمور على ما يرام، ولن يحدث ذلك إلا حينما تقرر الحكومة أن تكون قبضتها حديد، لتحطيم كل طائفي، وكل حرامي، وكل مشارك في التقارير والتنظيمات، وكل عميل داخليا كان أم خارجيا، وكل فرد تمتلك عيناه وأذناه ويداه ورجلاه القدرة على توجيه الفعل الموجع للبلد».

أعود إلى أيام الطفولة أحسن…

في قرية «البلاد القديم» كانت هناك عين ماء صافية تسمى عين «أم الرمل»، وكانت هذه العين بمثابة العشق الأسطوري لكل من يعرفها، وليس لأهالي القرية فقط، وكنت من بين مجموعة من الصبية الذين لا تطلع شمس يوم إجازة إلا ونحن في حضن العين، أو متجهين إلى العين بعد العودة من البحر الجميل «سابقا»، خليج توبلي «حاليا»! فالمرور على عين «أم الرمل» يعني البقاء أحياء حافظين للعهد الوثيق مع هذه العين التي تمثل الارتباط بالأرض بالنسبة إلينا… ويا لها من أرض، إذ كنا نحفر على ارتفاع قدم واحد، فنجد تلك الحفرة الصغيرة وقد امتلأت بالماء بعد لحظات قصيرة… الأرض كانت يومئذ زاخرة بالحياة!

فجأة، وجدنا «راس الهمبايه» يباغتنا فجأة! وكنا نشعر أنه يصر على إبعادنا عن عشقنا لهذه الأرض ولهذه العين… عين أم الرمل! «راس الهمبايه» كان شخصا أملس الرأس، ويبدو من هيئته المائلة إلى الحمرة أنه ليس من أهل البحرين إطلاقا، ولم نسمعه قط يتحدث… إنما «يحمر عينيه» ويزمجر بقوة مثل زئير الأسد، فيكفينا هذا لكي نهرب بعيدا كوننا أطفالا وهو شاب ضخم وطويل.

لم نعرف اسمه، إذ كان غريبا، لكنه لم يكن أديبا، لذلك أطلقنا عليه أنا وأصدقائي من أهل القرية «راس الهمبايه» للشبه الكبير بين رأسه وحبة المانجو، وعلى رغم أننا كنا ومازلنا نحب الهمبة، لكن «راس الهمبايه»، سنظل نكرهه إلى الأبد لأنه لايزال يلوث عين «أم الرمل»!