سامي النصف

الوجه الآخر للكويت

تشغلنا في بعض أو معظم الأحيان المانشيتات الإعلامية الصاخبة العاكسة للتباينات السياسية في البلد عن النظر للوجه المضيء للكويت والجهود الخيرة لرجالاتها، فقد اطلعت في زيارتي الأخيرة لديوان رجل الخير عبدالعزيز البابطين على العديد من الجهود المبذولة التي يقوم بها لخدمة الإسلام والتي يعكسها بشكل جميل تنوع وجوه وجنسيات الزائرين للديوان العامر.

وقد لحظت أثناء الزيارة وصول رسالة تنبئ بتخرج دفعة جديدة من الطلبة المسلمين الآسيويين ممن تكفلت «بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا» بنفقة دراستهم في جامعة الأزهر، وقد ارفق مع الرسالة كتابان قام الباحثون والخريجون بتأليفهما، أحدهما يترجم السيرة النبوية العطرة الى لغتهم والثاني عن فوائد العبادات.

كما اطلعت على رسالة مؤثرة من طلبة بعثة سابقة ممن تخرجوا وعادوا لجمهورية قيرقيزستان وفيها يبشرون السيد البابطين بإنشاء وقف إسلامي يسمى «ادب باشاتي» من اهم نشاطاته انشاء المدارس والمساجد وطباعة الكتب الدينية والقاء المحاضرات في المساجد والجامعات في مختلف الولايات.

من ناحية أخرى كشف المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره الصادر قبل أيام عن أن الكويت قد احتلت المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط – متقدمة من المركز الرابع العام الماضي – في مجالي قوة واستقرار الاقتصاد والقدرة على التنافسية العالمية متقدمة بذلك على دول كقطر والإمارات والسعودية وتونس ومصر وغيرها من دول عربية، و…

تقوم شركة مايكروسوفت بإطلاق برامج ويندوز المختلفة كل عدة أعوام كحال اصدار ويندوز 95 و98 و2000 وXP، وقد قررت تلك الشركة العملاقة ان تطلق هذا العام برنامج ويندوز فيستا الجديد الذي سيشهد انطلاقته مليارات البشر، وقد اختارت ان تكون خلفية ذلك البرنامج صورة باللون البرتقالي لساحل بحر وصخر وقد ابتدع تلك الصورة المصور الكويتي الشاب حمد درويش الذي يعمل في وزارة الصحة، ولك ان تزور موقعه على WWW.HAMADDARWISH.COM وتشاهد الإبداع على أصوله.

وتشارك المهندسة منار الحشاش – وهي مجموعة انجازات كويتية رائعة تمشي على الأرض – هذه الأيام في تقديم وتحكيم منظمة الجائزة المعلوماتية العالمية التي تضم 170 خبيرا دوليا والمقامة أنشطتها في مدينة ڤينيسيا الايطالية الساحرة، ومعروف ان المهندسة منار هي العربية الوحيدة من الشرق الأوسط في تلك المنظمة، كما تم اختيارها للمرة الثانية للمشاركة في تقديم جوائز تلك المنظومة المهمة، وهي للعلم اصغر المحكمين والخبراء سنا.

وبعيدا عن الضوضاء الإعلامية الناتجة عن ايقاف الفيفا لاتحاد كرة القدم دوليا فقد توج بالأمس المنتخب الكويتي للرماية بطلا على آسيا بعد حصوله على المركز الأول وحيازته الميدالية الذهبية في مسابقة البطولة الآسيوية لرماية الأطباق المقامة في الفلبين، كما توجت غرفة التجارة كأفضل غرفة تجارية في العالم في مجال تقنية المعلومات على اكثر من 10 آلاف غرفة تجارية في العالم، والكويت مازالت بخير.

آخر محطة:
ولدي سجل طويل – حصلت عليه بعملية بحث سريعة في الانترنت وسأنشره في مقال «تفاؤلي» لاحق – بالانجاز الكويتي للأشهر القليلة الماضية التي شغلنا فيها بالأزمات المختلفة في البلاد، وقد فوجئت بان الأغلبية العظمى من تلك الإنجازات الباهرة والمفرحة بحق الكويت قد تمت على يد افراد من الشباب الكويتي وبجهود ذاتية مخلصة مما يثبت اننا وبعكس باقي الأمم، أقوياء كأفراد، ضعفاء كمجموع لكثرة خلافاتنا التي يلغي عبرها بعضنا جهد البعض الآخر، فننتهي دائما بمحصلة الصفر أو شيء قريب منه.

سعيد محمد سعيد

ولكن… «الوفاق» قالت!

 

لن يتوصل كائنٌ من كان بعد قراءة هذا الموضوع، إلى طرف خيط يكشف له علاقتي بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية؛ فلست عضوا فيها؛ ولست من يهتفون باسمها في كل شاردة وواردة؛ ولست ابنا لها أو لغيرها – باستثناء والدي رحمه الله ووالدتي أطال الله عمرها – ولن أكون أبدا صوتا من أصواتها، نشازا أو تناغما!

ولكني – بعد كل ما أسلفت – لا أخفي التشرف أن تكون جزئية واحدة منها تنطبق عليّ… فتجاوزا عن بضع هفوات سواء أكبرت أم صغرت، لا أشك أبدا في صدق وطنية هذه الجمعية، وهذا كلام «الشيوخ» قبل أن يكون كلام محدثكم العبدلله!

ولا يحتاج «الشيوخ» إلى صحافة الولاءات الرخيصة ليصدقوا كلاما مرسلا! هم يحتاجون إلى صحافة الصدق الراقية، ذات المسئولية الوطنية في الحفاظ على السلم الاجتماعي، لا صحافة الأحقاد وإشفاء الغليل!

والآن، ألم تنتهِ مقدمتك يا هذا؟

بلى انتهت، ولكنها بدأت انطلاقا من لقاء بين واحد من «أقطاب» الصحافة في البلاد مع عدد من الصحافيين البريطانيين، ولم يقصر أستاذنا الكبير في تقديم الحقائق وأمهات الحقائق إلى ذلك الوفد الذي لم يصدق ما قاله محدثهم؛ لأنهم كانوا يقولون : «ولكن (الوفاق) تقول غير ذلك؟»!

أسألكم بالله: أنا بصفتي قارئا، ما الذي يدريني ما قالته (الوفاق) لذلك الوفد؟ وما الذي قاله الوفد للصحافي الكبير؟! موضوعيا، ومهنيا أيضا، أفترض أن الصحافي الكبير قد تحرك قيد أنملة ليتصل هاتفيا بالطرف الآخر (الوفاق)، أو يكلف أحد الصحافيين بفتح تحقيق عميق فيما قالته «الوفاق» للوفد البريطاني ويقدم الحقائق كاملة غير منقوصة إلى الناس، وهذا عمل بدهي يتقنه المبتدئون في الصحافة، فكيف بأقطابها!

لتقل «الوفاق» ما تقول، ولتنقل الصحافة ما قالت بصدق!

ثم إن «الوفاق» ليست المحور الذي تدور عليه البلاد بحكومتها وشعبها وأنظمتها؛ «الوفاق» جزء من الحراك السياسي في البلاد وليست «معارضة» من نوع خارق تنتظر ساعة الصفر لتحقيق أغراضها الخفية «كما يروج البعض في صحف ومنتديات ومقالات»، وليست «بيت المظالم» التي يصدقها الصحافيون من كل بقاع العالم ليسيئوا إلى بلادنا!

إن على «الوفاق» البقاء على صدقيتها لمصلحة الوطن طالما أن القيادة تثق بنواياها. ولا بأس في مراجعة نقاط الإخفاق التي وقعت فيها، ولتمضِ، وما في الموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد «مغرضا»!