سامي النصف

حرب ثالثة؟ قنبلة ثالثة؟

رغم ان مصطلح الحرب «العالمية» لايزال يكتنفه الغموض حول ما هو عالمي وما هو غير ذلك، الا ان الرئيس جورج بوش صرح الشهر الماضي في لقاء مع قادة الدول الكبرى بأن منع الحرب العالمية الثالثة يتطلب منع ايران من حيازة السلاح النووي، وفي الوقت ذاته ذكر الرئيس بوتين ان تزويد حلف الناتو پولندا والتشيك بصواريخ نووية دفاعية سيعني مواجهة نووية قريبة مما جرى عام 62 في كوبا.

وفي الافق غيوم حرب داكنة تتجمع فوق منطقة الخليج، وهناك من يرشح تلك الحرب لأن تصبح بداية للحرب العالمية الثالثة، ويحتاج الامر من احدى دول المنطقة لأن ترتكب حماقة كبرى في العراق او على ارض الخليج كي تعطي العالم المبرر لاستخدام اسلحة الدمار الشامل التكتيكية ضد بعض مواقعها العسكرية، وهو ما لا نتمناه او نترجاه، الا ان ظننا يخيب في كل مرة نراهن فيها على حكمة وعقلانية الانظمة الثورية، لقد اصبح مصطلح الحرب الكونية الثالثة مرتبطا بشكل مخيف باستخدام اسلحة الدمار الشامل.

في عام 98 اصدر د.زبينغييف بريجنسكي وزير الخارجية الاميركي الأسبق كتابه «الفوضى» قال فيه ان منطقة «البلقان العالمي» الممتدة من غرب الصين الى تخوم اوروبا والتي تشمل 400 مليون نسمة يعيشون في 25 دولة ستشهد انشطارات وانقسامات وحروبا اهلية وعالمية قد تستخدم بها اسلحة الدمار الشامل. وقد كرر ذلك في كتابيه اللاحقين «رقعة الشطرنج العظمى» و««الفرصة الثانية» الذي صدر قبل اشهر قليلة.

ويعرض هذه الايام في دور السينما الكويتية الفيلم السياسي «أُسود لأجل الخرفان»، وفيه تكتشف صحافية ليبرالية ان الجناح المتشدد في السياسة الاميركية يعتزم ضرب ايران بالاسلحة النووية، لكن الصحيفة التي تعمل بها تمتنع عن نشر تلك المعلومة، وقبل ذلك في عام 81 تنبأ العبقري ارسون ويلز في فيلمه «الرجل الذي رأى الغد» ان الحرب العالمية ستنشب في منطقة الشرق الاوسط وستستخدم بها اسلحة الدمار الشامل في كل الاتجاهات.

آخر محطة:
1 – وجدت على محرك البحث في غوغل 458 مليون سؤال عن الحرب العالمية الثالثة ولا اعتقد ان احدها قد اتى من منطقتنا المرشحة لمثل تلك الحرب.

2 – يقول العالم الشهير اينشتاين «لا اعلم نوع الاسلحة التي ستستخدم في الحرب العالمية الثالثة، لكني على يقين ان اسلحة الحرب الكونية الرابعة لن تزيد على العصيّ ورمي الحجارة».

سعيد محمد سعيد

يحدث في المدارس

 

طبقا لتجربة شخصية، في عضوية مجالس الآباء بالمدارس، أدركت أن هناك مشكلة في التواصل بين إدارات المدارس وبين الكثير من أولياء الأمور! والأكثر إثارة للقلق في هذا الأمر، هو افتراض سوء النية من جانب شريحة من أولياء الأمور في نوايا المعلمين والمعلمات، حين يتعلق الأمر بتطبيق لوائح الانضباط على الطلبة ومتابعة تحصيلهم الدراسي واستدعاء أولياء الأمور في حالات يجب فيها وجود الطرفين: المعلم وولي الأمر وجها لوجه لمناقشة موضوع مهم يتعلق بالطالب أو الطالبة.

ويبدو أن هذه المشكلة ليست خافية على الكثيرين… فبين فترة وأخرى، يكون السبب في الشجار بين إدارة المدرسة وولي أمر، إصرار الأخير على أن الإجراء المتخذ ضد ابنه أو ابنته هو إجراء «كيدي» لا علاقة له بالخوف على مصلحة الطلبة! واذا ما تشعب هذا الاعتقاد وترسخ وتعقد، يصبح من الصعب شرح أهم رابط بين المدرسة والبيت، وهو التواصل من أجل التشاور والتباحث بخصوص مسيرة الطلبة في التحصيل.

وإذا سلمنا بأن هناك أولياء أمور يدركون صدقية واخلاص إدارة المدرسة في الهدف من التواصل مع ولي الأمر من أجل مصلحة الطلبة، فإن هناك شريحة، ومع شديد الأسف، ترفض هذا التواصل باعتباره لا ينبع من دافع الحرص على تحصيل الطلبة، بل يعود إلى دوافع انتقامية مخفية في نفس المعلم أو المعلمة تجاه الطالب أو الطالبة، ومن أمثلة ذلك الكثير، ففي بعض الحالات، يتحول الاجتماع بين ولي الأمر والمعلم إلى صراخ وشجار واتهامات من طرف ضد الآخر… فولي الأمر يشدد على عدم اكتراث المدرس بوظيفته، والمعلم يلقي باللائمة على ولي الأمر في أنه مهمل ولا يهمه أبدا متابعة مستوى ابنه أو ابنته في الدراسة.

من المشاهد المؤسفة، التي يمكن أن نراها بين الحين والآخر، هي تلك التي تتسم بالاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وحدث أن استدعى مربي الفصل ولي أمر طالب يتلفظ بألفاظ سوقية وشتائم وسباب، ويستخدم عبارات غير لائقة مع زملائه، ويقوم ببعض الحركات والسلوكيات المشينة، وبدلا من أن يجلس ولي الأمر ليستوضح الأمر تشاجر مع المعلم متهما إياه بأنه يحاول تشويه صورته كونه ولي أمر لم يحسن تربية ابنه المهذب الذي من المستحيل أن يقول كلمة جارحة أو يتلفظ بلفظ خادش للحياء أو يأتي بحركة فيها من قلة الأدب ما يوجب عقابه!

في المقابل، قد يكون هناك من المعلمين والمعلمات من يتقصد الإساءة إلى طالب أو طالبة، لكني لا أعتقد أبدا أن نسبة هؤلاء كبيرة حتى تؤثر على سلامة العلاقة بين البيت والمدرسة. المهم، هو أن يكون لمجالس الآباء نشاط لا يقتصر على اجتماعات دورية داخل المدرسة ولا نرى لها من أثر في تعزيز تلك العلاقة، فالمطلوب من وجهة نظري المتواضعة، هو تنشيط الفعاليات واللقاءات الصريحة، وبصورة أكبر بين الطرفين، تتعدى أسوار المدرسة لتشمل النادي الرياضي والجمعية والمركز الشبابي والمسجد، في لقاءات وندوات تحذر من مخاطر اضطراب العلاقة، وتقدم حسن النوايا لمصلحة التحصيل الدراسي لأبنائنا.