لقاح الانفلونزا، هو لقاح يؤخذ مرة في السنة يفترض أنه يحمي من الإصابة من نوبات الرشح، وهو الطريقة الأفضل حتى الآن للحماية من هذا المرض الواسع الانتشار.
معروف علميا أن عدد مرات الإصابة بنوبات البرد، وما يتطلبه الأمر من تناول ادوية، وشعور بالخمول والكسل، يضعف تدريجيا من مناعة الجسد وقوته، ويقلل بذلك من فرص إطالة العمر. كما يضطر بعض المصابين بالانفلونزا الى دخول المستشفى. وتودي الإصابة به احيانا الى وفاة البعض، وقد فقد عشرات الملايين حياتهم في أوروبا نتيجة الإصابة بهذا الوباء.
ما لا يعرفه الكثيرون أن لكل موسم لقاحه المختلف. وبالتالي من الضروري الحصول على التلقيح سنويا. كما أن ردة فعل الإصابة بالإنفلونزا تختلف من شخص الى آخر، وحتى الأشخاص الذي يتمتعون بمناعة جيدة يصابون بها، وينقلونها للآخرين. كما ان كبار السن اكثر عرضة للوفاة نتيجة الإصابة به. يمتد موسم الإصابة بالإنفلونزا من اكتوبر وحتى مايو من السنة التالية، وتقوم مصانع إنتاج لقاح الإنفلونزا بتوزيع اللقاح قبل شهر أكتوبر بقليل، وبالتالي يفضل أخذ اللقاح في هذا الوقت، خاصة أنه يحتاج الى فترة لكي يعطي مفعوله.
يمكن أن يؤخذ اللقاح كحقنة في الوريد أو من خلال بخاخ عن طريق الأنف. وكلما زاد عدد من يقومون بتلقي اللقاح، قلت إصابة غيرهم بالمرض، وسهلت السيطرة عليه.
تقوم لقاحات الانفلونزا بتطوير الأجسام المضادة داخل الجسم بعد حوالي اسبوعين من تلقي التطعيم، وتحميه من نوعية معنية من فيروسات الانفلونزا التي يتوقع العلماء انتشارها في ذلك الموسم. وينصح الأطباء خلال موسم الانفلونزا الحالي 2017/2016، تجنب استخدام لقاح الانفلونزا البخاخ من خلال الأنف. كما تنصح الهيئة الطبية الاستشارية الأميركية للوقاية، الجميع، من سن ستة اشهر وما فوق، بأخذ اللقاح سنويا. وينصح به بشكل كبير لأولئك الذين يشكون من مضاعفات خطيرة عند الإصابة بالانفلونزا، من اصحاب المناعة الضعيفة، ولكن يجب على المصابين بأمراض نادرة، ومن لديهم حساسية ضد البيض، أو ضد اللقاح نفسه تجنب أخذ اللقاح، واستشارة طبيب مختص.
التطعيم السنوي مطلوب لسببين، الأول أن مناعة الجسم تتناقص مع الوقت، حيث تكون في أوجها بعد اسبوعين من أخذ اللقاح، وبعدها تبدأ المناعة بالتنازل. والسبب الثاني يعود إلى ان فيروسات الإنفلونزا تتغير من عام لآخر، وأحيانا في فترة اقل من ذلك، وبالتالي يتطلب الأمر حماية إضافية. ومعروف أن تلقي اللقاح لا يعني الضمان الكامل من الإصابة بالإنفلونزا، ولا يعني طبعا أن تلقي اللقاح فكرة غير سلمية، بل يعتمد الأمر على عوامل عدة، منها السن والصحة العامة وظروف البيئة. وإصابة من سبق ان أخذ اللقاح بانفلونزا لا يعني أن الفكرة غير صائبة، فخطأ طبيب لا يلغي الطب.
تبين جميع مؤشرات المستشفيات في العالم أن عدد من يقومون بمراجعتها من المصابين بالإنفلونزا في تناقص مستمر منذ 2010. كما يساعد تطعيم النساء الحوامل وأجنتهن، وبعد الولادة من الإصابة بالإنفلونزا.
من المهم التوضيح هنا أن هذا المقال لا يشكل رأياً طبياً، بل هو محاولة لحث الجميع على تناول اللقاح، مع عدم التردد في استشارة الطبيب المختص.