كتب الباحث الباكستاني والأكاديمي فاروق سليم مقالا قبل سبع سنوات، ذكر فيه أن الناتج المحلي الإجمالي السنوي لـ 57 بلدا إسلاميا مجتمعاً هو أقل من 2 تريليون دولار، بينما أميركا وحدها تنتج من السلع والخدمات ما يزيد على ذلك بخمس مرات، والصين تنتج 5.7 تريليونات دولار واليابان 3.5 تريليونات، وحتى ألمانيا منفردة تنتج أكثر من كل المسلمين.
وقال إن دول مجلس التعاون تنتج من النفط نحو 430 مليار دولار، علما أن هولندا وحدها تنتج أعلى من ذلك، وتايلند البوذية، يساوي إنتاجها السنوي كل إنتاج دول الخليج.
وذكر أن المسلمين يشكلون 22 %من سكان العالم، ومع هذا ينتجون أقل من 5 % من الناتج الإجمالي العالمي، وهو في تراجع مستمر. وهذه الأرقام تعود لما قبل 7 سنوات، وعليك تخيل الوضع حاليا!
وفي مجال التنمية، فإن العرب، على ما يبدو، هم الأسوأ في ذلك، وفقا لتقرير الأمم المتحدة للتنمية العربية: فـ «نصف النساء العربيات لا يستطعن القراءة والكتابة، وواحد من كل 5 مواطنين عرب يعيش على أقل من 2 دولار يوميا؛ وان نسبة السكان العرب الذين يمتلكون أجهزة الكمبيوتر الشخصية ويستخدمون شبكة الانترنت هي نسبة قليلة جدا، وان %15 من القوى العاملة العربية عاطلة عن العمل، وهذا العدد سيتضاعف حتما مع نهاية العقد الحالي.
كما معروف ان البلدان الأكثر فقرا في العالم هي اثيوبيا وسيراليون وأفغانستان وكمبوديا والصومال ونيجيريا وباكستان وموزمبيق، والغالبية مسلمة.
كما أن 57 دولة ذات أغلبية مسلمة لديها في المتوسط عشر جامعات، أي ما مجموعه 600 جامعة لـ 1.4 مليار نسمة، في الوقت الذي توجد في الهند أكثر من 8400 جامعة والولايات المتحدة لديها 5758 جامعة. ولم يفز من المسلمين إلا 2 بجائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء، وهذان العالمان لا يعتبران اصلا مسلمين في وطنهما!
وخلال الـ 105 سنوات الماضية، أنتج 1.4 مليار مسلم ثمانية حائزين لجائزة نوبل، في حين أن 14 مليون يهودي أنتجوا 167 من الحائزين لنفس الجائزة. ومن بين 1.4 مليار مسلم هناك أقل من 300 الف يمكن وصفهم بأنهم علماء محترفون، اي بمعنى 230 عالما لكل مليون من المسلمين، الولايات المتحدة الأميركية لديها 1.1 مليون من العلماء (4099 لكل مليون)، اليابان لديها 700 الف عالم بمعنى (5095 لكل مليون).
والمخيف حقا أن بين 1.4 مليار مسلم هناك 800 مليون أميّ وغير متعلم، لا يستطيعون القراءة والكتابة، وتبلغ النسبة في العالم المسيحي %78.
ويعتقد الباحث ان السبب يعود إلى ابتعادنا عن الدين! وهذا رأيه! ولكن اليابان لا دين لها وهي الأعلى في معدلات الأمانة والإنتاج والشفافية والأقل في الإجرام والتهرب الضريبي. ونزيد على كلام الباحث بالقول: إنه في الوقت الذي يعتبر فيه العرب، والمسلمون الأكثر تخلفا وفقرا في العالم، فإن الأقليات الموجودة بين ظهرانيهم، والتي هي منهم وفيهم، وغير مسلمة، هي اكثر تطورا وتقدما وتعليما. أما الأقليات المسلمة في الدول ذات الغالبية غير المسلمة، كالصين والفلبين واوروبا، وعشرات الدول الأخرى، فهي الأكثر تخلفا عن الأغلبية وعن باقي الأقليات!