متى نصنع ما نقول؟!.. سؤال للأمانة استوقفني في محطة التفكير عندما سمعته ينطلق من قبل احد المرشحين بعد ترشيح نفسه لانتخابات ٢٠١٦ في ادارة الانتخابات.
* قال المرشح الذي لا اعرف اسمه والذي اول مرة اشاهده على الشاشة في المؤتمر الصحافي: دائما نتذمر ونتحلطم من وجود الفساد الإداري والمالي في وزارات ومؤسسات الدولة، ودائما نعيب على اداء النواب ونتوعدهم بالمحاسبة اثناء صناديق الاقتراح وقت الانتخابات، وعندما تأتي الفرصة للتغير للأصلح نرى «حليمة عادت لعادتها القديمة» وتظهر ملامحنا الحقيقية المرسومة بريشة الفساد.
* نرى القبلي يجري خلف ابن قبيلته يبحث عن ترشيحه بالفرعيات متناسيا وعوده بالإصلاح والمحاسبة، وهذا يثبت ان النائب الذي يصل للبرلمان سيمثل قبيلته وليس الأمة لأن قرار ترشحه من عدمه بيد قبيلته وليس كل فئات المجتمع، وهكذا الحال مع الناخب الطائفي الذي كثيرا ما يتغنى على حب الوطن ووقت التصويت نجده يجري خلف كل طائفي يسعى لشق وتمزيق الوحدة الوطنية من خلال دفاعه عن دول اخرى متجاهلا مصلحة بلده العليا في ظل ظروف اقليمية ملتهبة بالطائفية وللأسف نجد من يصفق له، اما اذا تحدثنا عن الفئة الاكثر هجوما على النواب من فئة التجار نجدهم وقت الحملات الانتخابية يهرولون ويعرضون اصواتهم مقابل خدمة مادية.
* وأكد المرشح اثناء كلامه أن مشاكلنا يتحملها الناخبون من الشعب فهم من يختارون من يمثلهم، فإذا اختاروا المخادعين واللصوص والمنتفعين، فلماذا يطالبون بالإصلاح، فهؤلاء اهل الدجل السياسي؟!
* وقال إن هناك اكثر من ٤٧% لا يشاركون في الانتخابات وباقي الـ ٥٣% معظمهم محسوبون على توجه قبلي وطائفي وفئوي ومجاميع تعرض مقابل خدمات وقلة ترى مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ولكن القلة تضيع امام الأغلبية، وهذا يؤكد أن عدم المشاركين بالانتخابات ليس لهم لا ناقة ولا جمل في اللعبة الانتخابية لأسباب تخصهم وقد يكون اهمالا منهم وليس اكثر، لكن امتناعهم عن المشاركة يعتبر بمنزلة جريمة تمارس بحق الوطن لأن مشاركتهم سوف تقلب الكفة في حال اتجهت اصواتهم لمكانها الصحيح خاصة للمرشح الوطني مقابل الناخبين الموجهين لمصالح فئات مستفيدة من الوضع السيئ.
* رأيي بعد سماع كلام هذا المرشح اقول نعم إن لم تحسنوا الاختيار فليس من حقنا ان ننتقد ونهاجم الآخرين مادامت هذه هي اختياراتنا والتي يجب ان نتحمل مسؤوليتها ما دام نهج التصويت تقليديا واصبح من عاداتنا، فالوضع السيئ نحن كشعب من نصنعه والعكس صحيح، فمخرجات المجلس المقبل هي توجهاتنا الحقيقية سوا كانت جيدة او سيئة!