في فترة الانتخابات يتفتت هذا البلد إلى كانتونات صغيرة تجاوزت القبيلة والطائفة والفخذ ووصلت إلى حتى العائلة الواحدة.
ماذا يحدث لهذا الوطن الجميل، وأين يذهب في هذه الانتخابات؟ وطن كريم معطاء وفر غطاء سخيا للمواطن من كل النواحي تعليمية صحية وإسكانية بل حتى في حالة الوفاة يتكفل بنقله ودفنه.
لماذا تختفي كلمة هي أغلى من الدرر وأثمن من كنوز الأرض كلها؟ «الكويت» متى آخر مرة سمعتموها يلعلع بها أحد المرشحين في مقره الانتخابي.
اختزلنا أنفسنا في كيان صغير جدا اسمه القبيلة والطائفة ونسينا بيتنا الكبير الذي احتوانا كلنا.
تعالوا نعيد وطننا الكويت إلى برامجنا الانتخابية. تكلموا عن الصحة عن التعليم عن الإسكان عن الهم الحياتي الذي يجمعنا كلنا. تكلموا عن زحمة الشوارع عن النظافة العامة عن الأمن القومي. دعونا نحس بأننا في الوطن نفسه شركاء في المسؤولية والحقوق. وإذا أردت أن تخدم ابن عمك أو ابن طائفتك فاخدم وطنك أولا. فما فائدة معاملة علاج في الخارج وهو سيرجع للنظام الصحي السيئ نفسه؟ وما فائدة ترقية وظيفية غير مستحقة تدمر فيها مكان العمل بعدم كفاءتك؟
الوضع حاليا كأننا في قارب واحد لكن كل عضو يجدف باتجاه مختلف، لذلك فالنتيجة المنطقية هي أن القارب يدور على نفسه في حلقه مفرغة لا نهاية لها. مطلوب حد أدنى من التوافق الوطني على أولويات عاجلة ومستحقة للوطن بعمل الجميع على تحقيقها.
إذا لم يفعلها المرشحون فهو دور واجب على الناخبين ذكروهم.. اسألوهم ..حاوروهم.. أو حتى أضعف الإيمان ابعثوا برسالة SMS إلى أرقام الهواتف النقالة الموضوعة في إعلاناتهم الانتخابية. صدقوني ستصل لهم وإذا كانت بأعداد كثيرة ستؤثر بهم وتجعلهم يلتفتون إلى تلك المواضيع ويضطرون إلى إصدار تصريحات عنها ترضي الناخب (العزيز الغالي) في هذا الوقت حتى إذا وصل المجلس نذكره ونلزمه بموقفه هذا.
اسألوهم وحاوروهم عن رؤيتهم لحل مشاكل التعليم والصحة والإسكان والتوظيف والأمن العام وكل ما يؤثر عليك من همومك الحياتية.
فترة الانتخابات هي الفرصة الذهبية للناخب، هو في الوضع الأقوى وطلباته شبه أوامر للمرشح. استغلوها لطرح مواضيع رئيسية وأساسية وملحة للمواطن الكويتي. نعم نحن لدينا عادات وقيم اجتماعية تحكمنا في طرق التواصل مع المرشحين الذين هم أصدقاؤنا وبني عمنا وإخواننا. لكن انظر أيضا إلى هذا الشخص أنه سيشرع قوانين تمس صميم حياتك وستتأثر بكل ما يقوله أو يفعله في المجلس. بعد الترحيب وواجب الكرم فقط وجه له سؤالا «بوفلان شنو رأيك في التعليم بالكويت».
وأطرح عليه بعض الأمور التي تعتقد انها ستصلح التعليم في الكويت. لا تعلم لعلها ترسخ في عقله ويتبناها على شكل اقتراح برلماني.
نقطة أخيرة: تعالوا نضع الحملات الانتخابية للمرشحين على المسار الصحيح. تعالوا نفرض أولوياتنا عليهم. لا تتحرج في السؤال لا تتردد في المناقشة. الأسبوعان أو الثلاثة القادمة هي فرصتك الذهبية لطرح وضع عام سيئ على طاولة النقاش العام، ولتكن البداية بشلال هادر من رسائل الـ SMS على الهواتف النقالة للنواب. ادفنوهم بمشاكلكم وهمومكم وأجبروهم على اتخاذ مواقف علنية تجاهها تلزمونهم بها حين ينجحون.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً