توصل وزراء دول منظمة اوبك يوم الأربعاء الماضي في الجزائر الى مسودة اتفاق بخفض انتاج النفط ما بين 250 الى 700 الف برميل في اليوم، في اجتماعهم الرسمي المقبل في نهاية الشهر المقبل في فينيا. لكي يناقشوا آليات وتفاصيل الخفض وحصة كل دولة من الانتاج وتاريخ التنفيذ.
الاتفاق كان مفاجأة للجميع، خاصة ان تتوافق السعودية وايران على معدلات الخفض لكل من الدولتين، خصوصا ان ايران تريد ان تثبت على الرقم 4 ملايين برميل كأدنى معدل للانتاج. ولم يتم الاتفاق على هذا، وقد يصلون الى اقل من هذا العدد في فيينا ما بين 3.600 و3.800 ملايين، ولأن عمليا من الصعب ان تصل ايران الى أكثر من 3.7 ملايين مع نهاية العام الحالي.
لكن الأهم هو ان بعد 8 سنوات اتفق أعضاء المنظمة على ان لا خيار سوى في خفض الانتاج، وان تقود المملكة العربية السعودية اوبك الى بر الأمان، وهو الخيار الوحيد لترتيب البيت النفطي واعادة استقرار النفط، ولكن ايضا بحذر خوفا من استيقاظ البعبع الصخري مرة أخرى.
والمسودة أو الاتفاق بحاجة الى تفاصيل دقيقة أكثر، منها وأهمها موعد تنفيذ الاتفاقية وكيفية توزيع الحصص مع بقية أعضاء المنظمة، خاصة ان العراق سيفاوض على رقم أكبر من معدل انتاجه الحالي، حيث سيطالب بحصة 4.700، في حين المصادر النفطية أغلبها ترى معدل العراق الحالي لا يتجاوز 4.300.
وهذه التفاصيل الدقيقة هي التي ستربك المفاوضات وتؤدي الى خلافات عميقة. ولهذا السبب، الفترة المقبلة ستكون حرجة للوصول الى اتفاق وتنفيذ نهائي. ولهذا السبب ايضا تردد الأسواق النفطية لعدم وصول البرميل الى 50 دولارا.
لكن الأهم هو التوصل الى تفاهم حول خفض الانتاج واستعداد المملكة العربية لان تخفض انتاجها واعادة مكانتها وبتوزيع حصص جديدة. وقد يصل معدل الخفض الى مليون برميل اذا اصبح الجو العام ملائما مع تفاهم أكبر ما بين الأعضاء.
ولهذا، مسودة الاتفاق الجزائري بحاجة الى النسخة النهائية مذيلة بتواقيع جميع اعضاء منظمة أوبك لتصبح سارية المفعول.