ان يعيش الوطن محنة الضياع، حالة مؤلمة، وان يكون مصدر محنته أبناؤه فتلك محنة مضاعفة ومحزنة، فلله درك يا وطني الكويت، فقد اتخذك بعض ابنائك بضاعة للمتاجرة بك، يبيعونك في اول مزاد وأول صفقة وأول سوق للفساد السياسي او المصلحة.. البعض تجردوا من الوطنية وانسلخوا عن الولاء ومات حسهم بالمصلحة العامة وأعمتهم تكسباتهم. فقد مرت عليك أربعة عقود منذ ١٩٨١ وأنت تعيش الغربة بين بعض أبنائك فهم يتربصون بك الفرص ليقتاتوا عليك ويتقاسموك، لا يعنيهم مستقبلك ولا حتى بقاؤك فأنت لهم مشروع مؤقت لا وطن يعيشون له ويضحون من أجله.
التاريخ لا يظلم أحدا لأنه يسجل وقائع وحقائق، وبتقليب صفحات الخمسين سنة الماضية ماذا عسانا سنجد وماذا سنكتشف ما دونه التاريخ..
– انسياق بعض ابناء الأسرة للصراع السياسي والتجاري والرياضي والحكومي كسبا لولاءات او شرائها فاخلوا من حيث يعلمون أو لا يعلمون بواحدة من المبادئ الضامنة لحياد الأسرة ومرجعيتها، وهو وضع لا مفر من صيانته.
– وبعض التجار وأصحاب النفوذ تمادوا في ممارسة الفساد ورعايته وتقف رؤاهم في رؤية مصلحة الوطن بتحقق مصالحهم وكسب صفقاته وإلا مارسوا التحريض والهدم وعطلوا حياة الوطن ومقدراته، ووجدوا في الصراع ضالتهم، وبعضهم قناصو فرص آلام الوطن، فبدلا من إسعافه يقدمون حلولهم التي ظاهرها الرحمة وحقيقتها نهب لثروات الوطن.
– وبعض رموز السياسة وتجمعاتها لا تبصر غير مصلحتها بزعامات مكذوبة أو بمصالح حزبية ضيقة، ولذا فقدت مصداقتيها وصارت وسيلة للمغامرين للتسلق وتحقيق غايات الوصول، وتحكمت فيهم عصبية إقصاء الآخرين، التهوا بالصراع بدل البناء، ولذا فالمعارضة كانت دائما هشة لا مشروع وطنيا لها، يسهل اختراقها، وعند تقلدهم المسؤولية لا يقدمون جديدا، بل مزيدا من التراجع وقبول الواقع.
– القبلية والطائفية المقيتة والفئات الاجتماعية غالبيتها صارت ملتقى للاستقطاب الفئوي وتفتيت الولاء ومطية لبعض المتسلقين على أطلال وطن يتمزق، وأهدرت الوطنية وضاعت المصداقية.
الوطن يئن والفساد يتعاظم والإصلاح يتلاشى وكل يوم يمر تزداد محنة الوطن وعلته، ولو كان لدينا حكومات جادة وبمصداقية أو مجالس أمة تعيش هم الوطن وتعمل لأجله لما كانت العقود الأربعة الماضية من فشل لآخر ومن تراجع لآخر،،
هل هذا يعني تشاؤما ويأسا من نهضة وطن، الجواب لا، لكن دروب الإصلاح وعرة ومعوقاتها كثيرة تحتاج مجموعة متجردة من مصالحها وتصمد أمام المغريات والضغوطات والمساومات، وهو ما أتمنى أن نتداعى لتكوينها من مجموعة من النواب لإنقاذ الوطن ولعله (٥) أو أكثر قليلا تكون بداية مشروع إنقاذ الوطن، وصفاتهم هي:
– من غير الطبقة السياسية الحالية بتناقضاتها وممارساتها المعلولة.
– لا ينتمون لمجاميع سياسية أو اجتماعية تفقدهم استقلاليتهم وحرية الاختيار.
– مشهود لهم بنظافة اليد والتاريخ ولديهم قصص نجاح أو مقومات ذلك.
– ألا يكونوا قد تروضوا في العمل الحكومي.
– أن تكون مصلحة الوطن غايتهم لا مجاميع مصلحية ولديهم شجاعة المجاهرة بالحق وجرأة الحياد لإنقاذ البلد ولا يخشون في الله لومة لائم.
أدعو كل من يتفق معي من أبناء وطني إن كان هذا التوجه يتوافق معه أن يشاركنا مسؤولية إنقاذ وطن ولنتواصل.