مرشحو هذه الايام يكسرون الخاطر. وفي الواقع مرشحو أغلب الانتخابات، التي مرت على الكويت، يثيرون الشفقة. فالجميع كان ولا يزال مرشحاً على البركة، بلا رؤية ولا تصور سياسي. وفي الغالب بلا حتى برنامج انتخابي واضح.
الكل يردد عموميات، ويطلق شعارات عامة أكل الدهر عليها وشرب، من دون ان يكلف نفسه عناء تحديد معانيها وماهيتها وكيفية تحقيقها بالدرجة الاولى. «الإصلاح» هذه صارت «علك بُو سهم» من كثرة ما تردد. لكن ولا أي مرشح، بمن في ذلك مرشحو الحركات والاتجاهات مدعية الفهامية والسياسة، لديه كيفية وطرق مشروحة واضحة لكيفية البدء في هذا الاصلاح، بل الاغلبية ليس لديها تحديداً لما يجب اصلاحه اصلا.
بعضهم يدعي انه سيصلح ما هو فاسد، لكن ما هو هذا الفاسد؟ وما هو فساده؟ وأين كلاهما؟ بالطبع لا احد من مرشحي هذه الايام لديه اجابة واضحة على ذلك! رفع راية الاصلاح امر مسلم به. فلن يجرؤ مرشح على اعلان عكس ذلك، او طرح بصدق نياته الحقيقية في الفوز بعضوية مجلس الامة. لهذا نريد ان نعلم ما الذي ينوي المرشح اصلاحه؟ وأين؟ وكيف؟
الى حد ما، وفي هذه الانتخابات، فان فلول المعارضة يختلفون عن ذلك. فهم لديهم «قضية»، ولكن ليس برامج او تصورات لحل أزمات وعقد الكويت الدائمة. لديهم مشروع الدفاع عن المملكة العربية السعودية او بالأحرى مهاجمة ايران. مع ان احداً منهم لم يجرؤ ويفسر لنا لماذا الدفاع عن المملكة حق مشروع بينما الدفاع عن ايران، التي يهاجمونها ليل نهار، باطل يستحق صاحبه ــ في دولة ديموقراطية ــ ضرب النعال، كما افتى بذلك إمام المعارضين في اول ظهور انتخابي له!
على ناخبي 2016 عدم التساهل، والكف عن مجاملة المرشحين والتساهل معهم. الكويت هذه الايام، وبعد هبوط اسعار النفط، في محن وامام تحديات. نحن نريد اجابة صريحة وواضحة عن كيفية عبور هذه المحن، وعن طرق وأساليب مواجهة تلك التحديات. لهذا فان المطلوب، اول ما يدخل المرشح وقبل ان يخرج، رجاء اسألوه: كيف سيعمل على معالجة انخفاض اسعار النفط؟ وأهم من هذا: كيف سيتعامل مع النمو المتزايد للانفاق؟ أي اسألوه «شلون».. حتى لو اكتفى بمضغ العلك «الإصلاح».. ايضا اسألوه «شلون»؟!