قد يكون الخبر الأهم هذا الأسبوع هو شن الجيش الأمريكي ضربات بصواريخ كروز، على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وذلك ردا على هجمات صاروخية فاشلة هذا الأسبوع على مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية. وتمثل الضربات التي أجاز الرئيس باراك أوباما تنفيذها، أول عمل عسكري مباشر تقوم به واشنطن ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون، وذلك بعد رصد صاروخ أطلق من منطقتهم قرب الحديدة على المدمرة الأمريكية “يو إس إس ماسون”، وقد استخدمت المدمرة المضادات الدفاعية ولم يصل الصاروخ إليها. وقد كثرت التكهنات حول تعليق القيادة الوسطى للبحرية الأمريكية، الإثنين الماضي بقولها “سنرد في الوقت المناسب”، لاسيما أنه قبل أيام من ذلك، تعرضت سفينة إماراتية لإطلاق صاروخ قبالة اليمن، في هجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.
وبتدخل القوات الأمريكية في الحرب وإن كان يبدو باستهداف مواقع محدودة قد تتضرر منها الملاحة الدولية بشكل عام ومن ضمنها سفن أمريكية قرب باب المندب، تكون الحرب في اليمن قد دخلت منعطفا جديدا. لكن ماذا تحمل محاولات ميليشيات الحوثيين وصالح المتكررة هذه في أيام متقاربة؟ أكثر الترجيحات ترى فيها محاولة من الحوثيين إلى “جرجرة” الحرب بإقحام دول كبرى لإطالة أمد الأزمة، لاسيما بعد اقتراب قوات الجيش والمقاومة من صنعاء، وذلك على غرار ما حدث في سورية حين اقتربت قوات المعارضة السورية من دمشق.
لذا فهي محاولة استفزاز للأمريكيين للرد خاصة في ظل إدارة أمريكية راهنة تحاول تجنب أي تدخلات عسكرية خارجية، في مقابل اندفاع روسيا. لذا فقد يسعى الحوثيون من ذلك إلى استدعاء تدخل خارجي روسي – إيراني يسهم في إنقاذهم من ورطتهم ويخرجهم من عنق الزجاجة بدعم مالي وعسكري.
وقد تبدو المحاولات الأخيرة محاولات يائسة لإيصال رسالة قوة للتحالف العربي والحكومة اليمنية والمجتمع الدولي، وبأنهم قادرون على فرض أي خيارات عسكرية قبل بدء المحادثات السياسية برعاية الأمم المتحدة المزمع عقدها قريبا، لاسيما أن أمر تحرير مدينة تعز والمخا بات محسوما، ومن ثم تهامة وموانئها وجزرها والجوف شمالا، أما صنعاء فستكون روتينا بعد ذلك، فهي تعتمد على ما تؤول إليه المواجهات في هذه المحافظات، وهذا هو المأمول.