شرق الخط السريع في محافظة جدة، غابة «أسمنتية» موحشة من العمائر الضخمة المتلاصقة، جمع سكانها بالكاد المال الكافي لشراء شقة هناك بعدما «التهبت» أسعار العقار خلال العقدين الأخيرين بـ»عروس البحر» غرب الخط السريع. كلها أحياء جديدة، ولكن من الواضح أنها بنيت على عجل، مع الحد الأدنى من التخطيط، ولكن برضا وتنازل الطرفين، البلدية والمواطن، ويمكن أن أضيف إليهما المطور العقاري، فغضّوا الطرف جميعاً عن جلّ ما يخص شروط البناء من مواقف سيارات وأرصفة وقواعد الفصل بين السكني والتجاري، ذلك لأنها كانت الحل السريع لضغط أزمة السكن. المهم سقف في الرؤوس ثم نفكر لاحقاً في تلك الآمال والأحلام.
في هذه العجلة بالطبع نسي الطرفان أو أهملا قصة «الحديقة المركزية»، التي درسها رئيس البلدية في مادة التخطيط العمراني عندما كان مبتعثاً في جامعة أميركية، وكان يحلو له ساعتها أن يراجع مادته المفضلة في الحديقة الهائلة التي تتوسط الجامعة، ولكن عندما تسلّم موقعه بإدارة التخطيط أو رئاسة البلدية الفرعية، تاهت عنه تلك الحديقة، التي يجب أن تتوسط الحي ليلعب بها الأبناء، ويتريّض الآباء، وتجتمع الأمهات تحت ظل شجرة يتبادلن آخر «الأسرار». متابعة قراءة رؤية مواطن 2030 .. حدائق عامة «نتنفس» فيها