المرشحون الذين سبق لهم ان قاطعوا الانتخابات بحجة عدم شرعية مرسوم الصوت الواحد، ويخوضون الانتخابات حاليا، من حق هؤلاء النواب العودة الى الحق واعادة الاختيار. ويجب ألا يجلدوا كما يحدث حاليا من قبل كثير من الشامتين. لو جلدنا وكفرنا كل من تراجع عن خطئه، وقرر العودة الى الصراط المستقيم، فإن أحداً لن «ينصلح»، وأحداً لن يتراجع عن خطئه.
لكن وفي واقع الامر، فإن بعض هؤلاء النواب، او اغلبهم على ما يبدو، يستحقون الجلد بالفعل. فبعضهم صرح بأنه لا يزال يعارض الانتخاب وفق الصوت الواحد، ويعتقد تبعاً لهذا بلامشروعيته او بعدم مشروعية الانتخابات بشكل عام! يعني الاخوان يناقضون انفسهم بانفسهم. ويدينون انفسهم وهم لا يعلمون. ويحق لنا ان نسألهم وبسخرية: إذاً لماذا انتم مرشحون؟!
هناك فرق بين ان يكون الانتخاب وفق الصوت الواحد غير ملائم من وجهة نظر، وتتبنى وجهة النظر هذه مسألة تغييره في المجلس القادم، وهو ما يؤمن به كثيرون، وأنا منهم، وفرق كبير بين رفضه واتهامه باللاشرعية من قبل مرشح يأمل ان ينجح بواسطته!
ان المرشح الذي يرفض مرسوم الصوت الواحد ويشكك بشرعيته، يشكك ايضا بشرعية انتخابه هو، وليس ذلك وحسب، بل يشكك ويلغي اي قوانين او تشريعات يصدرها المجلس القادم، الذي سيشارك به ــ هذا ان نجح ــ ومن حق اي كان بناء على معتقدات وتصريحات المرشح «الفلتة» ان يطعن في المجلس القادم، وفي جميع تشريعاته.
المؤسف ان المرشحين حاليا من المقاطعين سابقاً يحاولون الابقاء على ماء الوجه من خلال الاستمرار بلعب دور البطولة والريادة، عبر الاصرار على رفض مرسوم الصوت الواحد الذي يترشحون بموجبه! ما هكذا تورد الإبل.. انتم قاطعتم.. وناخبوكم او الشعب الكويتي زكى مرسوم الصوت الواحد من خلال قنواته الدستورية المتمثلة في المحكمة الدستورية، او من خلال مشاركة الاغلبية في الانتخابات. لو كان لـ«مقاطعتكم» جدوى لاستمررتم في المقاطعة، وفي رفض المرسوم الذي لا تزالون تعترضون عليه. لكن الناخب الكويتي ــ وليس السلطة كما يروج الشامتون ــ ارغمكم على الرضوخ للامر الواقع، والمشاركة في الانتخابات وفق المرسوم الذي اسبغ عليه الشرعية والقبول الشعبي المطلوب.
لهذا، فإن افضل ما يمكنكم فعله حاليا هو الاعتذار لهذا الناخب اولا. والاقرار بالامر الواقع ثانيا، ثم العمل ــ ان نجحتم ــ على اصدار التشريع الذي ترونه مناسبا.