تعتبر الرابطة أو الجمعية الأميركية لجراحي المخ، AANS الهيئة الأكثر احتراما في مجال جراحة المخ البشري، حيث يبلغ عدد أعضائها حول العالم أكثر من 8000 دكتور.
تأسست هذه الجمعية المرموقة عام 1931، في مدينة بوسطن الأميركية، على يد الدكتور كلين سبيرلنغ، والدكتور وليام واغينان، وأطلق عليها اسم «جمعية هارفي كوشينك» Harvey Cushing Society، تيمنا بجراح المخ الرائد والشهير، الذي حمل الاسم نفسه، والذي أصبحت صورته شعاراً للجمعية المعروفة، والذي شاركهم الفكرة بضرورة وجود جمعية تهتم بجراحي المخ الجدد وترعاهم وتقدم لهم الدعم الفني والخبرة، ولتكون الجمعية قناة لتبادل الأفكار والآراء.
وفي عام 1942 قامت الجمعية بتبني أنظمة ولوائح انتساب جديدة، بحيث أصبح بإمكانها إصدار شهادات اعتراف وزمالة من الجمعية لمن يعملون في هذا المجال الطبي الصعب، ومع الوقت كسبت هذه الشهادات أهميتها، وأصبح الحصول على زمالة الجمعية هدفا لأي جراح مخ، خاصة بعد أن قامت في اجتماع الجمعية السنوي في سان فرانسيسكو عام 1967 بتشديد شروط العضوية والزمالة، وهذا أدى في النهاية إلى تطور عمليات جراحة المخ وتقدمها على مستوى العالم.
وفي الكويت حصل مؤخرا استشاري جراحة المخ، الدكتور يوسف العوضي، على زمالة هذه الجمعية المرموقة، وهو يستحق هذا التكريم الذي يعتبر شرفا لكل الطاقم الطبي في الكويت، فالدكتور يوسف، الإنسان، برع في مجاله الطبي الصعب، وكادت الكويت تخسر خبرته وعلمه، عندما نقله وزير الصحية لتولي مسؤولية «إدارة العلاج بالخارج»، بعد رفع تسميته الإدارية، ولكن شاء حسن الحظ أن يعود الى مجاله الطبيعي والحيوي. وربما لم يكن في حينها سعيدا بقرار إعادته لوظيفته الطبية، و«خسارة» منصبه المرموق، ولكنه اليوم لا شك يبتسم بسعادة وهو يرى ما آلت إليه اوضاع تلك الإدارة، بعد أن تسببت «إدارتها المأمورة» في خسارة المال العام لأكثر من مليارين ونصف المليار دولار، صرفت على سياحة علاجية، وهي السياحة التي لم يكن برأيي، لـ %99 من الذين استفادوا منها حاجة، بل وساهم بعضهم، في «فسفستهم» وتصرفاتهم الخرقاء، في الإساءة الى الكويت وسمعتها، هذا غير تضييع اموال الدولة على التافه من الأمور.
إن الضجة المبررة والاحتجاج الأكثر من مبرر على خراب وزارة الصحة وما حدث ويحدث فيها من كوارث لا يحاسب عليها وزير الصحة، بل وقبل ذلك الحكومة والمجلس الساكت عن كل هذ الخراب الواضح، ولكن ما العمل والوضع العام في انحدار والأخلاق في تراجع مستمر، والسكوت شامل، وكأن لا شيء يستحق كلمة من الحكومة؟!