هذا ليس عنواناً لقصة جديدة أكتبها، وليس عنواناً لفيلم سينمائي، وليس مسلسلاً إذاعياً، بل هذا واقع ممل جاثم على قلوبنا وأرواحنا، فهذا العنوان استوحيته من واقع يتجسد جلياً في نوابنا، نواب الأمة، ودعوني أن أدع الطيب والفاسد جانبا اليوم لأتكلم عن هذا النائب الكئيب الذي يريد جنازة لا يتوقف فيها الغضب والاحتقان، هذا النائب الذي صعد من فوهة البركان السلفي الإخواني لينثر “اللافا” الملتهبة والأدخنة والغبار العكر على أرواحنا الصافية، لقد فوجئت بأحدهم يغرد على حسابه، ويقول إن المجلس الوطني للثقافة والفنون قام بعمل حفل شبه عارٍ، وهناك من يريد أن يطرح الثقة بوزير الإعلام بسبب استقدام المجلس الوطني للثقافة فرقاً ماجنة بما يخالف الشرع (كما يدعي)، فقلت ربما يكون المجلس الوطني فعل هذا ولأذهب لأرى ماذا حدث؟ لكنني وجدت صورة لمجموعة من الفتيات يرقصن رقصاً شعبياً كلاسيكياً محافظاً، وفناً جميلاً راقياً، فسألت نفسي: ما سر هذا الكئيب وذلك الغريب، هل هما من فصيلة الشخصية التي قدمها الكاتب محمود أبوزيد في روايته “الكيف”، فقد كان هناك شخصية عابسة لا تضحك أبداً إنها شخصية كئيبة، وعذراً لأن عقلي استدعى تلك الشخصية!
والحق أقول ياكرام: إن هؤلاء المبغضين للفن وللمرأة وعشاق السياسة الجافة والمآتم الجنائزية هم حملة رسالة تدمير وطني الجميل الذي لا يستطيع أن يصل إلى مصاف الدول الفاعلة على الساحة الدولية بسبب نشر هؤلاء ومن على طريقتهم لأفكارهم السامة، والضالة المضلة، كفانا غماً وكآبة وجهلاً وجهالة، لن يحكمنا جهلهم ولن يقبرنا فكرهم، ولن يقيدنا سوادهم، سننطلق نرقص ونغني، نفكر ونمرح، نبني ونزرع ونفكر، وننشد الحب أنى وجد، والأمل أنى ركع وسجد، والفراشات أنى تهادت، سنوقف جهلهم بعلمنا، وكراهيتهم بحبنا، لنبني كويتنا وتصبح عاصمة الثقافة، ويصبح المواطن الكويتي من أسعد شعوب الأرض، ملقياً تلك الكآبة إلى الأبد، لينتهي من حياتنا الفاسد والكئيب، ويبقى الطيب الجميل.
ظنكم لكم وحسن نيتي لي، ورب البيت كريم.