بعكس ما يعتقد، لا يمكن ان تكون الحكومة في ورطة بسبب الاستجوابين المقدمين كونهما متوقعين ومنذ زمن طويل ويفترض ان السيناريوهات المختــلفة قد رسمت منذ امــد لمواجهتهــما سواء عبر التدوير او المواجهة او تشكــيل حكومة جديــدة وغيرها من الخـيارات المختــلفة.
رغم كل ما يقال فراتب الوزير الكويتي مع مكافأته وبدلاته ومعاشه التقاعدي السخي هو الاعلى في العالم دون منازع، مما يؤهله للعيش بعزة وكرامة طوال عمره، لذا فعلى المسؤول ان يقدر الثقة الغالية التي منحته اياها القيادة السياسية والشـــعب الكويتـــي عبر ممثليه، وذلك عبر التعفف والحفاظ على اعلـــى مستويات النزاهة الشخــــصية والشفافية العامة كي تنعكس السمعة الطيبة منه على الحكومة المشارك بها فتحظى برضى الناس الذي يفرض بدوره على النواب الافاضل دعمها لا نقــدها والتصدي لها.
ومن ذلك فلا يوجد مبرر واحد لعمليات التجاوز والتكسب غير المشروع، التي تنقل السمعة السيئة من المسؤول الى زملائه، والتي نود ان تكون محاسبتها مستقبلا من داخل مجلس الوزراء قبل ان تأتي من خارجه وذلك عبر الاقالة او الاحالة لمحكمة الوزراء، فنهج كهذا ان طبق فسيعطي الحكومة السمعة العطرة التي تستحقها وسيوفر عليها عناء الازمات المتلاحقة مع مجلس الامة.
وتحتاج الحكومة في حقبتها الجديدة لبرنامج عمل حكومي واعد يظهر الاستغلال الامثل لموارد النفط المتزايدة لخلق مستقبل مشرق للأجيال القادمة حتى لو احتاج الامر الاستعانة بالخبرات الاجنبية شديدة الاختصاص مع كم اقل من الاخطاء وجرعة اكبر من الشفافية.
اضافة الى ضرورة الاخذ بسياسة الحكومة الناطقة التي يتوزع رجالها على الصحافة والفضـــائيات والديوانيـــات بشكل دائم لشــرح خطة عمل الحكومة وعدم القبول بانفراد الكتل السياسية بالشارع الكويتي واســـماعه خطـــابا احادي الجانب، فأمر كهـــذا غير مســبوق في العمل الديموقراطي او لدى الديموقراطـــيات الاخرى، ومثل ذلك الحاجة لإنشـاء هيــئة عامة لمكافحة الفساد لتحــسين صورة الكويت في الداخـــل والخارج بعد تراجع موقع الكــويت في مؤشــرات منظمة الشفــافية الدولية وألا نجـــزع من دفع اي اثمان للوصول لذلك الهدف.
ويجب الا يشغل هم الداخل الحكومة عن التوعية بمخاطر الخارج وضرورة المتابعة اللصيقة لما يدور حولنا وخلق السيناريوهات المختلفة لما قد يحدث وكيـــفية الحد من ضرره حتى لا يؤخذ الناس على غرة فيلومون الحكومة المســـؤولة عن الرعية، ان علينا الاحتياط للأســوأ والبعد عن المجاملة في القضايا الكبرى فقد بلغ الناس سن الرشد ولديهم كحال غيرهم من الشعوب القدرة على تحمل الاخبار المُرّة كحال تقبلهم للأخبار السارة.
آخر محطة:
التقينا في ديوان رجل الكرم وسفير الكويت المتنقـــل عبدالعـــزيز البابطين بضيفي الكويــــت الاميــرين سلطان بن عبدالعزيز وسلمان بن عبدالـــعزيز وبودنا ان نبعد هذا الرجل الكبــير عن تبايناتنا السياسيـــة، فقد بنى البابـــطين منارة للخـــير في الكويت لا يتســـلم منــها فلسا واحدا بل يصـــرف عليها، وهل هناك استخدام افضل لجــزء من الارض العامة من خلق المكتـــبات التي تعزز صـــورة الكويت الحضارية امام العالم؟!