سامي النصف

مطلوب 50 وزيراً على الأقل!

نعلم ان الانسان يبدأ طفلا في الحضانة او الروضة ثم يكبر ويدخل المراحل الدراسية ثم يتخرج في الجامعة ويعمل، وما ان يصل الى سن الاربعين حتى يقال انه وصل لسن الحكمة، لذا ما بال ديموقراطيتنا وقد قارب عمرها نصف القرن تتراجع سريعا الى الخلف حتى كادت ان تصل الى سنة اولى روضة ديموقراطية وهي في مثل هذه السن المتأخرة!

هل يعقل ان يتسابق بعض النواب الافاضل في اساءة استخدام آلية الاستجواب حتى وصلنا الى حد ان يسأل البعض منهم عن موعد خروج امين عام مجلس الامة من منزله كي يسبق غريمه في تقديم ملف الاستجواب، فهذا هو المهم، وليس ان تقوم بأمر يلهي الناس عما يحيط بهم من مخاطر او ان تعرقل عمليات التنمية المستدامة.

وهل يعقل في هذا السياق ان يستخدم الاستجواب او التهديد به لإزاحة او حتى محاولة ازاحة شخص اعلامي مخضرم كالسنعوسي عن وزارة الاعلام وشخص اقتصادي محترف كالحميضي عن وزارة المالية وشخصية تربوية عريقة كالصبيح عن وزارة التربية وشخصية دينية مختصة كالمعتوق عن وزارة الاوقاف وشخصيات كويتية شديدة الثقافة والكفاءة والتأهيل كالشيخين احمد العبدالله وعلي الجراح ود.معصومة المبارك عن مراكزهم القيادية ثم نسمع بعد ذلك عن ضرورة الاصلاح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب فإذا لم يكن هؤلاء مؤهلين في مجال عملهم فمن هو المؤهل؟ وما هي صفاته وقدراته؟!

ان من يدعي أن «الاستجواب» اداة موجودة في الدستور فلماذا تشتكي الحكومة او الناس منه او حتى من يسيء استخدامه، نقول له: وماذا لو استخدمت الحكومة بشكل متكرر اداة «الحل الدستوري» كرد على كل استجواب يقدم، هل ستلام حينئذ على اساءتها للأدوات الدستورية كحال من يستخدم الاستجواب كأداة للعبث والتدمير لا للإصلاح والتعمير؟

لقد اضحينا نحتاج في الكويت الى 50 وزيرا على الاقل مع كل تشكيل وزاري حتى يمكن لمن يريد التسلي بالاستجوابات تحقيق هدفه وابعاد من يريد دون إضرار بأعمال التنمية التي تتأثر سلبا وبشدة مع كل تغيير وزاري يتم حتى من يخضع منهم للتدوير في وقت نرى فيه التأثير الايجابي لاستقرار الوزراء والحكومات في المنطقة.

آخر محطة:
استقرار الاوضاع السياسية في الكويت والبعد عن خلق حالات تأزم سياسي للتكسب الانتخابي ومعها الحاجة لإبقاء الوزراء في اماكنهم لأطول مدة ممكنة كي يحققوا المراد منهم اصبحت جميعا مطلبا شعبيا لا جدال حوله، فمتى يتفهم بعض نواب الشعب مطالب الشعب؟

احمد الصراف

شم النسيم

كتبت قبل سنوات عدة مقالات عن الداعية عمرو خالد، ولقب داعية غريب دينيا. وقد اثار اخر تلك المقالات وقتها اعتراضا شديدا ممن نحترم بحيث امتنعنا عن الكتابة عنه، على الرغم من وجود الكثير الذي يستحق كشفه، فالرجل عملي Businessman ويبحث عن مصلحته ولقمة عيشه، ولا غضاضة، لكونه شخصية عامة ونجما تلفزيونيا معروفا، بالتالي من انتقاد اقواله وتصرفاته، وخاصة غير الوطنية او المنطقية منها!
ليس بيني وبين السيد عمرو خالد سابق معرفة، ولا اسعى بالطبع الى ذلك، ولكن سبق ان التقيت به مرتين مصادفة على الطائرة المتجهة الى لندن، وفي الدرجة الاولى! واعتقد انه كان في المرتين بحماية عدد من الحراس الشخصيين، ولا ادري فائدة هؤلاء وهناك مبدأ.. ولا يصيبنا؟ كما لا اعرف لماذا لم يختر السفر بدرجة اقل في رحلة طويلة لكي تتاح له فرصة الالتقاء وهداية عدد اكبر من الركاب بدلا من ذلك العدد القليل الذي كان في الاولى واغلبهم من كبار السن الذين سيخلدون للنوم حتما! ليس هذا موضوع مقالنا ولكنه يتعلق بالموقع الالكتروني لهذا الداعية:
forum.amrkhaled.net/showthread والذي كان يفترض انه موقع مخصص لنشر المحبة والسلام، خصوصا بين ابناء الوطن الواحد على الاقل وليس موقعا لنشر العكس . فمخاطبة غرائز الانسان المتواضع الفهم امر خطير، وتصرف غير سوي يحتاج الى الكثير من التقويم، فمع علمنا التام بحقيقة عمل هؤلاء الدعاة، وان المسألة بالنسبة للكثيرين منهم لا تعدو ان تكون تجارة في تجارة فان الحرص على مستوى ما ينشر على هذه المواقع امر مهم جدا، ولكن يبدو ان ما ينشر في هذه المواقع ما هو الا صدى لما في الانفس.
يعتبر عيد النيروز لدى الايرانيين، من فرس وعرب ومن اكراد سوريين ولبنانيين وعراقيين واتراك، ولدى شعوب جمهورية آذربيجان، من الاعياد المهمة واللصيقة بحياتهم والتي يجري الاحتفال بها يوم 21 مارس من كل عام. ولا يقتصر الاحتفال به على اتباع ديانة او جنس محدد، بل كان دائما عيدا بهيجا للجميع، ولم يؤثر احتفالهم به لاكثر من الفي عام على دين اي فئة منهم. وقد حاول السيد الخميني، زعيم الثورة الايرانية، في وقت مبكر تحريم الاحتفال بعيد النيروز، في ايران على الاقل. ولكنه مات دون ان ينجح في نزع حب الاحتفال به من صدور شعبه. وعاد اخيرا زخم الاحتفال به أقوى مما كان عليه في السنوات الاخيرة، ربما نكاية به.
عيد شم النسيم في مصر يعادل او يماثل في اهميته عيد النيروز فهو جزء من ثقافة شعبها منذ ايام الفراعنة، وكان المصريون، وحتى سنوات قليلة، يحتفلون به دون تفرقة. وايضا لم يؤثر احتفالهم به على اسلام احد او اضعاف ايمان غيره، ولكن مع بدء حركة الصحوة الدينية التي اكتسحتنا وغيرنا الى البغضاء ومعاداة الغير، اصبح العيد يتحول عاما بعد آخر الى عيد ذي طابع مسيحي، او قبطي بالتحديد، على الرغم من انه ليس بعيدهم دينيا ولا يمت لمعتقداتهم، كما ان احتفالهم به لم يؤثر ايضا على ايمانهم بدينهم.
لم يكتف الدعاة ومسيسو الدين لمصالحهم الشخصية بسلخ هذا العيد البهيج من حياة المصريين، بل سعوا في مرحلة تالية، من خلال ابواقهم ومنتدياتهم ومواقعهم الالكترونية، لترويج فكرة حرمة وفساد الاحتفال به، وهذا يعني حرمة الاتصال او تهنئة اصحابه، وهم جزء صميم من الشعب المصري!
نترككم لتصفح الموقع الالكتروني اعلاه الخاص بعمرو خالد لتعرفوا خطورة ما يرد فيه، فجله مكرس للهجوم على معتقدات الآخرين وتسفيه دينهم ورفض معتقدات اكثر من خمسة مليارات انسان، وكأن الجميع على خطأ وما من احد على صواب غيرنا!
أحمد الصراف