سامي النصف

قطر واستضافة كأس العالم

أذكر أنني كنت في جنوب أفريقيا أوائل عام 2010، وكانت هناك شكوك عكستها صحفهم وتصريحات مسؤوليهم حول بقاء مونديال كأس العالم عندهم أو إعطائه للدولة الاحتياط، والتي عادة ما تكون إحدى الدول ذات المنشآت الجاهزة والمستعدة مسبقا.

* * *

لذا يعلم الجميع أن هناك إشكالات متصلة بالطقس والمسافة وعدد السكان.. إلخ تشكل عقبات لا دخل لقطر في أغلبها قد تتسبب حتى في العام الأخير أي 2022 في نقل البطولة الى بلد آخر، وهو أمر تم في السابق، وهو أمر لا يغضب الدولة المستضيفة إن تم عبر قرار عادل غير منحاز، فالبطولة لا تقتصر على 90 دقيقة هي زمن المباريات، بل ان هناك متطلبات أخرى مثل ما هو متاح لقضاء المشجعين بقية أوقاتهم.

* * *

ومن البديهيات أن الشقيقة قطر قد استفادت وبذكاء شديد من خبر استضافتها لكأس العالم حتى الآن، كما أنها لن تخسر إن لم نقل إنها ستربح اقتصاديا من أي إلغاء لاستضافتها البطولة ـ إن نجحت الحملة المنظمة ضدها ـ كونها ستوفر عشرات المليارات التي كانت ستدفع للمنشآت (دفعت البرازيل 14 مليار دولار) دون عائد مقابل بالضرورة نظرا لقلة من سيستخدم تلك المنشآت لاحقا، كما سيبقى اقتصاد قطر قويا كونه قائما على ثرواتها الطبيعية وتحولها الى مركز سياحي ومالي وصناديقها الاستثمارية، وما مداخيل تلك البطولة إن تمت إلا قطرة في بحر عائداتها الأخرى.

* * *

تتبقى قضية مهمة هي الحملة الظالمة التي تشنها الصحف البريطانية على قطر أول دولة خليجية وعربية وإسلامية تستضيف كأس العالم، والواجب أن تقف الدول الخليجية والعربية والإسلامية معها ضد تلك الحملة غير المبررة، فمن يدعي أن هناك رشاوى تدفع «للفيفا» للحصول على الاستضافات، فعليه إثباتا للعدالة والإنصاف أن يشكك كذلك في الاستضافات السابقة واللاحقة، ويطالب بالتحقيق فيها، ولا يقتصر الأمر على قطر، فمن سيأكل الثور الأبيض سينتهي بأكل البقية، والتهمة المعلبة جاهزة!

* * *

آخر محطة: (1) استضافة قطر للمونديال بعد القادم إن تمت ستجعل حضور البطولة متيسرا لأول مرة في تاريخها لحضور شعوبنا الخليجية والعربية والإسلامية لقرب المسافة، كما كان متيسرا للشعوب الأوروبية واللاتينية والشرق آسيوية والأميركية.

(2) نرجو أن تكون استضافة قطر للمونديال عام 2022 قضية تلتف دولنا الخليجية حولها كي يكون ذلك الالتفاف بداية لتصفية الأجواء وحل الملفات الأخرى وإظهار حقيقة ان جلدك لن يحكه مثل ظفرك، والدم لا يصبح ماء!

(3) عندما كنت في البرازيل والأرجنتين الصيف الماضي وجدت أن الجميع يعرف قطر كون اسمها مكتوبا على ملابس لعب ميسي ونيمار لاعبي برشلونة معبودي جماهير الكرة في البرازيل والأرجنتين.

@salnesf

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *