طارق العلوي

شين.. وقواة عين!

سمعنا أنباء بأن الرئيس «الكومبارس» تنحى جانبا، ولسان حاله يقول: «اش لي بالطلايب..وبشت أطول منك..يعتّك»! وتأكد الخبر عندما دخل على الخط الرئيس «الصجي» جاسم الخرافي، بشكل «رسمي» وبعيدا عن تكتيكاته الدبلوماسية المعتادة خلف الكواليس.
أذكر أنه عقب استدعاء الشيخ أحمد الفهد الى النيابة، للمرة الأولى في قضية المغرد «الا الدستور»، كتبنا مقالا بعنوان «بو عبدالمحسن..شوف شغلك»، قلنا فيه: «اذا كنت ترضاها لنفسك يا معالي رئيس مجلس الأمة السابق، جاسم الخرافي، فنحن لا نرضى بحقك ان يذهب الفهد للنيابة، ويقول: وصلتني مقاطع تكشف عن تعاملات مالية مشبوهة، وقضايا خطيرة تمس الأسرة..وفي هذه المقاطع يظهر سمو الشيخ ناصر المحمد وجاسم الخرافي»!
وأكدنا في مقالنا أن «سمو الشيخ ناصر المحمد ومعاليك من رجالات الدولة المعروفين، وهذه الشهادة التي صدرت عن الفهد قد تسيء اليكما، وربما تبادر الى أذهان البعض، والعياذ بالله، ان لكما علاقة بالأفعال «المشبوهة» التي يؤكد الفهد وجودها في «مقاطع» الفيديو.. بالصوت والصورة!..لهذا فان واجبنا الوطني يحتم علينا ان ننصح أبا عبدالمحسن بأن «يشوف شغله»، ويستعين بـ«أجدع» محام لرفع قضية ضد الشيخ أحمد الفهد على هذا «الادعاء» الخطير»! متابعة قراءة شين.. وقواة عين!

علي محمود خاجه

الجودة لا المسمى

جودة المنتج هي ما يحدد السعر، هذا هو المعيار الأول المفترض ليأتي بعده بعض الاعتبارات الأخرى كجهة صنع المنتج والشركة المصنعة له، حتى هذه الاعتبارات التي قد ترفع من سعر المنتج بشكل أكبر من جودته لم تكن لتتحقق لو لم يكن هناك خلفية تاريخية معيارها الجودة بالمقام الأول، مكنت اسم الشركة أو جهة الصنع من رفع أسعارها.
على أي حال فما أقصده بالمنتج هنا ليس بالضرورة أن يكون سلعة معينة، بل قد يكون خدمة أيضاً، والتي من الطبيعي أن يرتفع سعرها، أي الخدمة، إن كانت تقدم جودة أفضل من غيرها، فعلى سبيل المثال لو قارنا خدمات الخطوط الجوية الكويتية مثلاً وجودتها وسرعتها بخدمات الخطوط الجوية القطرية، فإننا سنجد أن خدمات القطرية أفضل بكثير من حيث الجودة مقارنة بالخطوط الكويتية، وهو ما يجعلنا نفضل القطرية على الكويتية حتى إن كانت القطرية تكلفنا مبالغ أكبر.
مشكلتنا في الكويت أن القطاع الحكومي يتحمل تكاليف تشغيل جميع القطاعات الخدماتية الأساسية كالكهرباء والماء والصحة والتعليم، ولا تراعي الحكومة الجودة في الأداء في تحملها التكاليف، بل المسميات الوظيفية لمشغلي تلك القطاعات فقط.
وإن سألنا أي مواطن عن أفضل الجهات الحكومية في تقديم الخدمات من حيث الجودة والسرعة أعتقد أن كل الإجابات لن تخلو من ذكر مؤسسة التأمينات الاجتماعية في المراتب الأولى لتلك الخدمات، وعلى الرغم من جودة أداء هذه المؤسسة فإنها تعامل في سلم الرواتب كبقية الجهات الحكومية ذات الجودة الأقل، بل حسبما وصلني فإن الرواتب في التأمينات تعدّ من أقل الرواتب بين معظم القطاعات الحكومية، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية وليست على حالة موظفي التأمينات فقط، فالعمل الجاد والحرص على السرعة في إنجاز معاملات المواطنين في أي قطاع حكومي لا يؤخذان بعين الاعتبار من الحكومة، بل يتحصل العمل السيئ أو الأقل جودة، في أحيان كثيرة، على مميزات مالية أكبر، وهو ما يجعل الموظف أي موظف يبحث بالتأكيد عن الراحة والعمل القليل مقابل راتب أكبر، وهو ما يقتل روح العطاء لدى الموظفين ويجعلهم يسعون إلى المادة بغض النظر عن العمل.
وهذا ما يرجعنا إلى ما ذكرته في السطر الأول من المقال، جودة المنتج هي ما يحدد السعر، تلك هي القاعدة الأساسية التي تحدد عليها الأعمال دون سواها، فإني أتفهم أن توظيف المواطنين حق دستوري لكن ما لا أفهمه هو ألا يعامل الموظفون بناء على جودة أدائهم في القطاع الحكومي، بل فقط على المكان الذي يعملون فيه، كما أني أتفهم أيضا خشية الحكومة الحالية من تلبية بعض المطالب المنطقية لموظفي التأمينات المضربين عن العمل منذ أسابيع من أن تحذو بعض الجهات الأخرى نفس السبيل للضغط على الحكومة، وهو ما يتطلب حلاً جذرياً للمسألة بدلاً من أسلوب العلاج الحالي؛ مطالبة فإضراب فتلبية، بل يكون المعيار الوظيفي في الرواتب مبنياً على الجودة لا المسمى أو الموقع.
 فلا مانع من أن يتحصل قطاع في المواصلات مثلا على أعلى الرواتب إن كانت جودة ذلك القطاع تفوق أي قطاع آخر في الدولة، وبهذه الحالة يتنافس الجميع على جودة الخدمة للحصول على مزايا مالية أكبر، على أن تنخفض تلك المزايا في حال تردي الخدمات، بهذه الحالة ستضمن الحكومة أن أموال الدولة تصرف في اتجاه واحد وهو الجودة، فإن قلت انخفضت الرواتب، وبذلك يحدد المواطنون أو الموظفون مقدار الأموال التي يستحقونها بناء على ما يقدمونه من خدمات.

خارج نطاق التغطية:
لكل مواطن يملك دليلاً أو شكاً في ما أثير حول التحويلات المالية أن يتجه إلى ديوان المحاسبة خلال شهر مدعماً بأوراقه التي يستند إليها، ويختار الجهة التي يريدها محلية أو دولية للبحث عن حقيقة ما يثار بخصوص التحويلات.

سامي النصف

العراق على مفترق طرق!

إشكال العراق الحقيقي خلال السنوات العشر الأخيرة قائم على أن كل طرف يريد الانتصار المستحيل على الطرف الآخر، والخاسر والمنهزم في تلك المعادلة هو الوطن. إن الخارطة الزرقاء التي عمل بها العراق منذ سقوط صدام قائمة على معادلة «الخسارة – الخسارة»، والواجب تعديلها الى خارطة طريق جديدة يتفق عليها تقوم على مبدأ «الربح- الربح- الربح»، أي ربح كل الأطراف وربح العراق معهم.

***

وأول ما يجب عمله للعراق الجديد القادم هو معرفة أن الديموقراطية في صلبها هي تداول وتغيير متواصل للسلطة، وتبادل الأدوار بين الحكم والمعارضة، لذا لا يصح التمسك بالزعامات التي قسمت العراق ودمرته، ومن ذلك ضرورة إبعاد المالكي والنجيفي، وأن يستبدلا بوجوه جديدة تعزز الصلة بين السلطتين الثانية والثالثة، وإيقاف صراع الديكة القائم بينهما.

***

كما لا يجوز منطقا استبدال ظلم وتهميش وقمع الشيعة القائم إبان حكم ما قبل 2003 بظلم وتهميش وقمع السنّة في حقبة ما بعدها، فالظلم إن قبل من حكم ديكتاتوري قمعي فإنه لا يقبل قط من حكم ديموقراطي تعددي، إن الديموقراطية هي المحاسبة والإعفاء والإبعاد، ولو لم يكن هناك خطأ للسيد المالكي إلا الانهيار السريع للجيش العراقي في الشمال لكفى ذلك سببا لإبعاده، ودون ذلك الإبعاد سيكتشف الشعب العراقي أنه يُحكم بصدامية دون صدام، حيث حلول الكوارث الكبرى بالبلد وبقاء القيادات في مراكزها لا يهتز لها جفن.

***

والعراق في أمسّ الحاجة للتعلم من تجربتي رواندا وجنوب أفريقيا في كيفية مواجهة الماضي الأليم، وخلق مصالحة وطنية حقيقية بين أطياف الشعب، والعمل بمستلزمات تلك المصالحة عبر النظر في المناهج المدرسية والدينية، والتعامل بشدة مع وسائل الإعلام كالصحف والفضائيات التي تبث خطاب الكراهية المؤجج نحو الأطياف الأخرى.

***

آخر محطة: (1) العراق على مفترق طرق خطير، فإما الاستمرار في المسار الانتقامي السابق و الانتهاء بحروب أهلية تسيل فيها الدماء أنهارا لتصل بالعراق الى التقسيم والانشطار، أو العمل على بداية جديدة تحقن الدماء وترفع الغبن، وتبتعد عن مسار الغالب والمغلوب لتبدأ عجلة التنمية في التحرك، وليسعد العراق وشعبه بمستقبل مشرق طال انتظاره.

(2) بودنا لو تُرجم ودُرس في مدارس العراق كتاب «THE BOOK OF FORGIVING» أو «كتاب المغفرة» الذي كتبه الحائز على جائزة نوبل الأب ديزموند توتو وابنته موفو حول كيفية حلهم لإشكالات جنوب أفريقيا المليء تاريخها بإشكالات الدم والكراهية عبر خطوات عملية، منها اخبار ما حدث، وتحديد المؤلم فيما جرى، ومنح المغفرة والنسيان، وإعادة الصلات، ثم التقدم إلى الأمام.    

@salnesf

احمد الصراف

فلسفة المشي

“>أستمتع شخصياً بالمشي وأعتبره رياضتي المفضلة، أو ربما الوحيدة. وأقضي أحيانا فترات طويلة وأنا أمشي، وغالبا بمفردي، وبغير الاستعانة بجهاز الموسيقى أو برفيق درب أو هاتف نقال، وأتوقف لدقائق بين الفترة والأخرى، لتناول فنجان قهوة أو كأس ماء. ولكن تقريرا في الـ«بي بي سي» ونقدا صحافيا لكتاب «فلسفة المشي» لمدرس الفلسفة الفرنسي فردريك كروFrederic Gros أضافا الكثير للقليل الذي أعرفه عن المشي.
يقول كرو إن المشي ليس رياضة بل ممارسة، فالرياضة تتطلب الالتزام بقواعد أخلاقية معينة وتتطلب بذل جهد محدد، ولكن ممارسة المشي أمر مختلف فهي الطريقة الافضل لأن نبطئ من تسارع حياتنا العصرية، التي على من يود مجاراتها الانشغال مثلا بقيادة سيارة سريعة أو طائرة، وليس المشي.
يقول كرو ان المشي هو هروب من الهوية ونوع من الصفاء النفسي الذي يأتي من أتباع درب ما، وانه نوع من العيش لساعات مع النفس، وان كثيرا من الفلاسفة كانوا مشاة عظاما وجادين، وان المشي يوميا ليس فقط عاملا للابتعاد عن موقع أو مكان العمل، بل وايضا أمر جوهري لأنه يقوم بتحريرنا من فضاء أو مكان العمل ومن تسارع نبض الحياة. كما أن التكرار في المشي يعطي الدافع لأن ننسى أمورا غير مهمة ولكنها تشغلنا، والأفضل نسيانها والانشغال عنها بالتفكير الإيجابي. ويقول ان سكان المدن الكبيرة، وفي الغرب بالذات، يُعتبر المشي بالنسبة لهم نوعا من الترف الذي ليس بمتناول الكثيرين منهم، وهذا يعني أننا في الكويت مثلا محظوظون أكثر من غيرنا في وجود هذا الخيار بمتناولنا جميعا تقريبا، ولكن قلة فقط تستفيد من هذا الأمر. كما أن بضع خطوات لا ينتج عنها طريق فإن التفكير القصير لا يخلق فكرة، وبالتالي نحن بحاجة الى أن نسير مسافة أطول لنفكر لفترة أطول. ويورد المؤلف روايات عدة عن شخصيات خلاقة شهيرة توصلت للكثير أثناء سيرها، وهي تفكر. وأن النحات الشهير Constantin Brancusi سار لمسافات طويلة. كما أنPatrick Leigh Fermor كتب عدة مجلدات عن الترحال، عندما كون أفكارها وهو يقطع المسافة بين مدينته الصغيرة في هولندا ومدينة اسطنبول التركية. كما أن الكاتب البريطاني الشهير جورج أورويل George Orwel، والاقتصادي نسيم طالب هما ممن استلهما الكثير من أفكارهما أثناء مشيهما. ويقول اننا لسنا بحاجة لأن نكون عباقرة أو مؤلفين كبارا لكي نمشي، فالسعي لأن نمشي لغير هدف أمر مهم جدا. كما أثبتت تجارب علمية أنه حتى المشي على الآلة treadmill يمكن أن يحسن التفكير الخلاق. وأن كثيرين يعتقدون أن بقاءهم خلف مكاتبهم سوف يمكنهم من حل ما قد يواجههم من معضلات، ولكن الحقيقة ان الخروج من محيط المكتب والسير لغير هدف يساعدان أكثر في إيجاد الحل لما يشغلنا.
كما أن ممارسة المشي على انفراد أو مع شخص آخر أفضل من المشي في مجموعات، فالضوضاء التي يخلقها الجمع الكبير تكون آثارها سلبية على التفكير عادة.
والآن هل نحتاج الى أدلة أكثر لأن نتحرك ونمارس المشي، يوميا؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com