د. شفيق ناظم الغبرا

ما الذي تغير منذ ثورات الربيع العربي؟

الفارق بين ثورة الشريف حسين بن علي (الثورة العربية الكبرى) في ١٩١٦ والثورة العربية التي بدأت بحرق محمد بو عزيزي لجسده احتجاجاً على الإهانة والبؤس عام ٢٠١٠ أن الثورات العربية الجديدة حركتها مجموعات صغيرة وأفراد من الشبان والشابات العرب ممن تميزوا بالنقاوة والحس المستقبلي. فمنذ الثورات والحركات الإصلاحية العربية الممتدة في الإقليم العربي نلاحظ أن مصادر القوة لم تعد، كما كانت في السابق، بيد النخب المتنفذة رغم قدراتها وإمكانياتها المالية والأمنية. بل هناك قوى جديدة لا زالت في طور النمو، لا تنتمي الى النخب والقادة ولا الى الأحزاب، قادرة على التأثير في المجتمعات في مسائل تمس مصيرها وحقوقها ورغباتها وتطلعاتها. لقد تغير العالم العربي. ففي السابق كانت مصادر القوة والنفوذ بيد الجيوش والفئات المتنفذة وأجهزة الأمن والقادة، أما اليوم فمصادر القوة في البلدان العربية بدأت تميل ببطء نحو قوى اجتماعية تتوالد خارج الأطر السلطوية وتعيش في قاع المجتمعات وبين طبقاتها الوسطى. متابعة قراءة ما الذي تغير منذ ثورات الربيع العربي؟

محمد الوشيحي

ايدك ع جيبتك

لماذا لا تعيّن وزارة الإعلام موظفاً لها في كل مخفر من مخافر الدولة، اختصاراً للوقت والدورة المستندية؟
وزارة الإعلام تحولت إلى “وزارة البلاغات الكيدية”. ما إن ينتهي برنامج تلفزيوني، أو ما إن يكتب مغرد تغريدة في “تويتر”، وقبل أن يجف حبرها، يأتيه اتصال من المباحث: “أنت مطلوب للتحقيق”، ليش؟ لأنك متهم بالسعي لزعزعة الأمن الوطني وضرب الاقتصاد وتشويه صورة جمعية الفحيحيل التعاونية في أعين العرب والفرنجة. متابعة قراءة ايدك ع جيبتك

احمد الصراف

قمتان فنيتان

يعتبر الملحن اللبناني الكبير زكي ناصيف (1918ـــ 2004) واحدا من أفضل الملحنين العرب، ولكنه لم يلق ما يستحق من تكريم، بالرغم من تأثيره الكبير في الموسيقى الشعبية اللبنانية، وما قدمه من ألحان جاوزت الخمسمئة، شدا بها أشهر المطربين. ولد ناصيف في قرية مشغرة البقاعية، التي غنت فيروز لقمرها. وكان مولعا بالزجل، «المعنّا والعتابا وابو الزلف». وكان يتعاون مع الملحنين الكبار، أمثال الأخوين رحباني وحليم الرومي وتوفيق الباشا وفيلمون وهبي، وكان لهم جميعا فضل في انطلاق «الليالي اللبنانية» الأولى في «مهرجانات بعلبك الدولية».
درس ناصيف الموسيقى في الجامعة الأميركية في بيروت، وبخلاف الرحابنة، لم يرغب في دمج الموسيقى الغربية أو الكلاسيكية بالشعبية اللبنانية، بل أصر على إبقاء روح الضيعة في موسيقاه. ومن اشهر أعماله «راجع راجع يتعمر»، التي غناها خلال الحرب الأهلية. ولكني شخصيا اعتقد أن أغنيته «يا عاشقة الورد» هي من اجمل ما لحن، والتي تقول كلماتها: يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد/ حيران أينتظر؟ والقلب به ضجر، ما التلة ما القمر ما النشوة ما السهر، ان عدت. الى القلق هائمة في الافق سابحة في الشفق فهيامك لن يجدي، يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد.
أما الفنان والملحن والشاعر السوري صباح فخري، فقد ولد في حلب عام 1933، انه قد تجاوز الثمانين، وأبدع، على مدى نصف قرن، في غناء الموشحات الأندلسية. وقد لحن وصاغ كلمات واحدة من أجمل أغاني الغزل، وهي أغنية «يا ربة الوجه الصبوح»، التي يقول فيها: خمرة الحب اسقنيها.. هم قلبي تنس.ني.. عيشة لا حب فيها.. جدول لا ماء فيه. يا ربة الوجه الصبوح.. انت عنوان الامل.. اسكريني بلثم روحي.. خمرة الروح القبل.. ان تجودي فصليني.. اسوة بالعاشقين.. او تضني فاندبيني.. في ظلال الياسمين.
وهي من أغاني الفولكلور، مقام نهاوند، وغناها قبل أكثر من 40 عاما.
إن أمثال هؤلاء العمالقة هم من يجب أن نسعد بهم ونفخر، وليس كل هذا القبح والتعصب اللذين نراهما حولنا.

أحمد الصراف