حمد التركيت

الغاز العراقي أو الإيراني.. والاستثمار

مفاوضات استيراد الغاز الإيراني بدأت منذ عقد كامل وامتدت الى الأسبوع الماضي دون جدوى وعلى نفس المنوال، مباحثات الكويت مع العراق حول الاستفادة من أنابيب الغاز المنشأة من قبل  1990 ورغبة الكويت في استيراد الغاز العراقي لم تجد لها استجابة فما العمل؟

في كلتا الدولتين يعتبر الغاز ورقة تفاوض سياسية ومرهون بمصالح سيادية قبل ان تكون اقتصادية، لذا تجد الغاز الإيراني متوافرا للتصدير الى تركيا والى عمان والغاز العراقي ليست له أولوية لدى العراق لرغبة العراق في زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط واستعادة مركزه في السوق النفطي الى مستوى 3 الى 4 ملايين برميل خصوصا في ظل عدم وجود سقف من «أوپيك» يحدد إنتاجه اليومي. متابعة قراءة الغاز العراقي أو الإيراني.. والاستثمار

محمد الوشيحي

التفاتة خارج العشة!

يحدث أحياناً أن يحك الكاتب رأسه بحثاً عن موضوع يستحق الكتابة عنه، ويحدث أحياناً أن تمطر السماء فوق رأسه مواضيع لا حصر لها، فيحك رأسه ورقبته حيرة.
وتفلت منك التفاتة إلى الشأن السوري، وانتخابات الرئاسة التي جرت فوق جثث الأطفال، فتعيد التفاتتك إلى مجاريها، أو إلى الشأن الكويتي، فتفلت التفاتة أخرى إلى مصر، وعدد ناخبي حمدين صباحي، فتضحك وتبكي، وتنهر التفاتتك وتعيدها إلى موطنها، فتفلت ثالثة إلى الشأن الليبي وحفتر الذي طالبه أحدهم بتفجير قطر، ورابعة إلى الشأن التونسي، وخامسة إلى الشأن اليمني، وسادسة إلى الشأن الجزائري، وسابعة إلى الشأن الإيراني، وتابعيه الشأن العراقي والشأن اللبناني، فتطارد التفاتاتك لتمنعها من الخروج من الكويت، كما تطارد الدجاج الهارب من عشته. متابعة قراءة التفاتة خارج العشة!

سامي النصف

67.. الكارثة ليست باحتلال الأراضي!

كانت إسرائيل قد بدأت استعدادها لحرب صيف 1967 منذ انتهاء حرب السويس عبر التمرن على ضرب الطائرات المصرية على الأرض في تكرار طبق الأصل لما حدث عام 1956، فتحويل العدوان الثلاثي الى انتصار منع محاسبة قائد سلاح الجو صدقي محمود وزمرته على قصورهم، وقام الاسرائيليون بتجارب على كمية المياه التي يحتاج إليها الجندي في أجواء سيناء الصيفية، فاكتشفوا انها 5 ليترات لا ليترا واحدا كما هو الحال لدى الجانب العربي، لذا يقال ان من استشهد في تلك الحرب من العطش اكثر ممن قُتل بالرصاص، كما تم تطوير الدبابات الانجليزية التي تملكها اسرائيل وقدراتها وعززت اسرائيل جنازيرها واحضرت رمالا من سيناء لمعرفة ضغط العجلات المناسب لسيارات النقل والجيب كي تبقى متحركة عندما تتوقف مركبات الخصوم بسبب التغريز في رمال سيناء الناعمة.

***

في صباح 5/6/1967 كان في سيناء جيشان متواجدان فقط هما الجيش المصري والجيش الكويتي الذي حدد له الخط الاول للمواجهة مع اسرائيل في غزة، وقدم الجيش الكويتي على العريش حيث استقبلته الجماهير كما يذكر د.ظافر العجمي بهتافات «يا صباح يا حبيب موعدنا في تل ابيب» وكان هذا توقع العرب جميعا، ويقصد بصباح أمير الكويت آنذاك، وكانت تحلق فوق سيناء في تلك الأثناء طائرة رئيس الوزراء العراقي برفقة المشير عبدالحكيم عامر، ما أدى الى ايقاف عمل الدفاعات الجوية وتسهيل عمل الطائرات المغيرة.

وبعد الهزيمة أبقت الكويت جيشها على الجبهة المصرية، حيث شارك في حربي الاستنزاف و73 المجيدة، وسقط منه عشرات الشهداء، كما تم ارسال جيش كويتي آخر الى الجبهة السورية اضافة الى الدعم المالي الذي تكفلت به الكويت طبقا لقرارات قمة الخرطوم 1967. وفي هذا السياق بدلا من ان يقدر ويثمن القومجي الزائف صدام حسين ذلك الموقف المشرف للكويت وجيشها المحتشد على جبهتين، قام بخسة بالغة في 20/3/1973 بهجوم غادر على الجيش الكويتي في موقعة «الصامتة» مستغلا التسهيلات التي قدمتها الكويت لجيشه منذ عام 1969 لحماية ميناء أم قصر العراقي من أي هجوم، وهو بهذا يدعو الكويت الى سحب جيشها من الجبهتين المصرية والسورية لمجابهة جيشه، وكأن هذه هي القومية الحقة وإلا فلا..

***

آخر محطة: (1) الكارثة الكبرى لحرب 1967 ليست احتلال أراضي 3 دول عربية، بل في استغلال حالة الاحباط العامة للقيام بسلسلة انقلابات في العراق 1968 وليبيا 1969 والسودان 1969 وسورية 1970 والتي كان لها الاثر المدمر على الأمة العربية.

(2) إحدى فضائح حرب 1967 كشف اسرائيل لشريط صوتي بين عبدالناصر والملك حسين، يطلب فيه الاول من الثاني اصدار بيان مشترك كاذب عن مشاركة أميركية ـ بريطانية في العدوان على مصر، ويظهر من خلال المكالمة جهل عبدالناصر الشديد بالتواجد العسكري الغربي في شرق المتوسط.

(3) وكانت كذبة أخرى في خطاب التنحي الشهير قد ذكرت أن العدوان على مصر أتى من الغرب، أي من القاعدة الاميركية في ليبيا وليس من الشرق، ما تسبب في النهاية في اسقاط حكم الملك التقي النقي ادريس السنوسي واستبداله بإبليس البشر.. معمر بومنيار!

احمد الصراف

نعمة الحرية الإسرائيلية

ورد في موقع جريدة هآرتس الإسرائيلية، وعلى لسان جدعون ليفي بتاريخ 20 مارس 2014، وبعد أن ألحقت روسيا القرم بها، النص التالي: يبدو أن ضم القرم لروسيا مشكلة، ولكنها اخف وطأة من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية!
هذه القدرة على قول أي شيء، من دون خوف، وهذه المساحة من حرية النشر والمعرفة، هي التي تفصلنا حضاريا عن إسرائيل.

***
تضرب الجذور التاريخية لغالبية الدول العربية عميقا، وبشكل مثير. كما تمتلك غالبيتها بترولا ومعادن ثمينة ومواقع سياحية مهمة وشواطئ جميلة وآثارا وكل ما يغري بالسياحة والاستثمار والتقدم والازدهار، ولكن جميعها فشلت في تحقيق شيء ملموس على أرض الواقع، لا في الصناعة ولا في التجارة ولا حتى في مجال الحلويات، باستثناء شركة واحدة! كما لا توجد، مثلا، شركات عربية مدرجة في بورصة نيويورك، فكل ما كسبه العرب من تريليونات سهلة وشبه مجانية من بيع البترول لم تساهم في خلق ورشة عمل واحدة، أو مختبر عالمي أو شيء ملموس، غير «الأرب أيديل» مثلا! في الوقت الذي توجد فيه شركات إسرائيلية عدة مدرجة في البورصات العالمية، وهو أمر فشلت في تحقيقه 22 دولة يزيد عدد سكانها على 300 مليون بكثير، ومجموع سنوات «حضاراتهم» يتجاوز 20 ألف سنة.
قامت شركة «إنتل» الأميركية العملاقة للكمبيوتر، كما تردد اعلاميا، بشراء كامل تقنيات شركة «جنجر سوفتوير» الإسرائيلية مؤخرا بمبلغ كبير، علما بان الشركة الإسرائيلية ليس لديها مال ولا جمال ولا عمارات ولا أصول، بل مجرد حسب ونسب في تقنيات ونظم الاتصال الهاتفي.
إن التقدم والازدهار لا يمكن أن يحدثا هكذا، فمناخ الحرية هو الذي يشجع عليها، ولكن طالما أن غالبية الحكومات العربية معنية أولا وأخيرا بالمحافظة على «استقرارها» وبقائها في الحكم، وليس من بين اولويتها، إن وجدت اصلا، تطوير أوطانها، فإن فجر الحضارة والتقدم في بلادنا لن يأتي أبدا!
ملاحظة: حكم على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (ايهود أولمرت) بالسجن وتم تنفيذ الحكم به، فكم رئيس وزراء في دولنا العربية سيسجن لو طبقت عليهم المعايير الأخلاقية نفسها؟

أحمد الصراف