طارق العلوي

«فزّاعة».. أحمد!

ا يخفى على أحد العلاقة «المميزة» التي تجمع ناصر المحمد بأحمد الفهد، ومقدار «المودة» التي يكنها كل منهما لابن عمه.لذا، لم يكن غريبا ان يقرأ الناس الأحداث الحالية في هذا السياق.
وأيا كانت الأسباب التي دفعت بالفهد لانذار رئيس مجلس الوزراء، فاننا لن نقف مع طرف ضد آخر، حتى تتبين لنا، بالأدلة القاطعة، الجرائم التي تم ارتكابها أو التخطيط لها، سواء فيما يتعلق بالمساس بنظام الحكم، أو «نهب» المال العام، أو الرشاوى.. أو ما ذكرته صحيفة موالية لناصر وجاسم، عن «معلومات مؤكدة» ان هناك من سيحاول تشويه سمعة بعض «خيرة القضاة» في الكويت، بأنهم قد تلقوا حوالات مالية ضخمة، تم ايداعها لدى بنوك أجنبية خارج الكويت، وبالأخص في بريطانيا وسويسرا. متابعة قراءة «فزّاعة».. أحمد!

مبارك الدويلة

التنمية والمايوهات

سأبدأ أولاً بالاعتذار للقارئ الكريم عن الخطأ المطبعي الذي ورد في مقالتي الأخيرة عندما ذكرت «الرئيس المصري محمد مرسي» فتمت طباعتها «الرئيس المصري السابق محمد مرسي»! فأضيفت «السابق» بخطأ غير مقصود من المراجع، وأنا اليوم أشير إلى ذلك لأن كلمة السابق تعني أنني أعترف بالانتخابات الأخيرة، وبالتالي بالانقلاب الدموي، وهذا لم ولن يحدث بإذن الله!

* * *

كتب زميل «مليان ثقافة» مقالته بالأمس، محتجاً على تكذيبي لمعلومات نشرها في زاويته في وقت سابق ورأيت فيها تضليلاً للقراء! وكنت أتمنى أن أقرأ رداً منطقياً على المعلومات التي أشرت إليها والتي بيّنت فيها حجم التضليل في مقالته، ولكنني وجدت أمراً غريباً لم نتعود عليه بين الزملاء، فقد أعلن تحديه لي بأن يضع هو كل حلاله عند مكتب الشال «بالذات»، وأن أقوم أنا بوضع كل بياناتي المالية عند نفس المكتب بالذات! لكي يعرف القراء «من أين لك هذا»؟! متابعة قراءة التنمية والمايوهات

سامي النصف

وتحطمت الطائرات عند الفجر!

لم يكن الرئيس عبدالناصر في حاجة لتأميم قناة السويس عام 56 لتمويل مشروع السد العالي حيث قام الاتحاد السوفييتي بتوفير مبلغ مماثل للذي سحبه البنك الدولي وبشروط افضل وفوائد أقل، فالتأميم لم يكن قانونيا ولا يبرره ان القناة اقيمت بايد مصرية على أرض مصرية كحال عدم جواز تأميم محلات «هارودز» ونزعها من يد مالكها المصري محمد الفايد بحجة انها اقيمت بايد انجليزية على أرض انجليزية، وقد نتج عن هزيمة (لا نصر) حرب 56 فتح مضائق تيران للملاحة الاسرائيلية وبقي الأمر سرا على الأمة العربية حتى بدأت الاذاعة السورية عام 67 بمعايرة القيادة المصرية به فقرر ناصر، بانفعالية شديدة اشتهر بها، اغلاق مضائق تيران وسحب القوات الدولية بمخالفة صارخة لقرارات واتفاقيات الأمم المتحدة.

***

رصد رادار عجلون الأردني صباح يوم 5/6/67 اقلاع اسراب من الطائرات الاسرائيلية متجهة غربا فارسل بالشفرة «عنب.. عنب» للقاهرة الا ان تغيير رموز الشفرة الليلة الماضية منع استقبالها، في الوقت ذاته ارسلت اسرائيل للملك حسين الا يدخل الحرب ولن يصيبه ضرر وقد قام الملك بالاتصال بمصر حيث اجابه وخدعه المشير عامر بالقول: ان الطائرات المغيرة قد تم اسقاطها وان الطائرات المصرية تهاجم تل أبيب وان عليه ان يعلن الحرب على اسرائيل كي يحصد عنب الانتصار وهو ما تم، ثم بادر الملك حسين بالاتصال بالقيادة السورية طالبا منهم القيام بطلعات مشتركة لضرب الطائرات الاسرائيلية العائدة من مصر دون وقود أو سلاح بالجو أو على أرض المطارات الاسرائيلية وكانت الاجابة ان الطائرات السورية تتدرب استعدادا لحرب الكرامة ضد اسرائيل واستمرت تلك الاجابة كما يذكر الملك في لقاء مع صحافيين فرنسيين حتى مساء ذلك اليوم عندما انتهت اسرائيل من ضرب وتدمير جميع المطارات المصرية.

***

وكانت المخابرات المصرية ومعها اكذوبة رأفت الهجان قد اخفت حقيقة ان اسرائيل اضافت خزانات وقود لطائراتها الميراج قصيرة المدى مما مكنها من ضرب ابعد المطارات المصرية في الغرب والجنوب ولم يتم كذلك الابلاغ عن حيازة اسرائيل لقنابل انشطارية تدمر الممرات الجوية وتجعل الطائرات كالبط الجالس ينتظر قتله ما جعل القيادة المصرية تقبل بمبدأ تلقي الضربة الأولى خاصة بعد ان ابلغها وزير الحربية شمس بدران اكذوبة اخرى بأن وزير الدفاع السوفييتي تعهد بدخول السوفييت الحرب مع مصر ان لم تكن هي البادئة، وايقاظ السفير الروسي عبدالناصر فجر ليلة الهزيمة ليأخذ منه تعهدا بألا يكون البادئ بالحرب وجميعها خيوط في المؤامرة الكبرى على مصر.

***

وبعكس ما يقال لم يكن ضرب الطائرات المصرية هو سبب الهزيمة النكراء، فقد بقي 600 طيار مصري دون اذى، وكان بالامكان تعويض الطائرات المحطمة سريعا من الاتحاد السوفييتي ودول شرق اوروبا والجزائر والعراق لو بقيت القوات المصرية صامدة في سيناء ولم يصدر قرار الانسحاب غير المبرر في ثاني يوم للحرب الذي نسب كذبا للمشير عامر وهو من لا يملك تلك الصلاحية حيث ان الرئيس عبدالناصر هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو رجل عسكري وقد قُتل عامر لاخفاء حقيقة ان الأمر اتى من عبدالناصر بعد نصيحة مسمومة له من مستشاره الأوحد هيكل الذي ادعى ان جنرالا فرنسيا صديقا قال له: «ان الصحراء مقبرة لمن يدافع عنها» وما اكذب ذلك القول الذي اعاده لاحقا هيكل في مقاله «بصراحة» ليقنع به الشعب بعد ان اقنع قيادته، فسيناء هي جبال شماء وليست صحراء قاحلة كما ان الجنرال مونتغمري انتصر قبل سنوات قليلة في دفاعه عن الصحراء الغربية لمصر في موقعة «العلمين» ولم يول الادبار او يتسبب في انهيار جيشه بتلك المقولة الساقطة التي هي ـ لا ضرب الطائرات ـ سبب الكارثة.

***

آخر محطة: (1) يقول العميل الاسرائيلي باروخ نادل في كتابه الشهير «وتحطمت الطائرات عند الفجر» انه زود القواعد الجوية المصرية ليلة ضرب المطارات بالخمور والفتيات والراقصات وانه بقي ساهرا مع قائد سلاح الجو صدقي محمود حتى الخامسة فجرا وكانت بصحبتهم الراقصة سهير زكي وفتاة اخرى اسمها سميرة.. وامجاد!

(2) يظهر فيلم وثائقي شقيقي الجاسوس ايلي كوهين وهما يزوران مرتفعات الجولان ويوضحان كيف اقترح كوهين وعمل بنصيحته وزير الدفاع السوري لزرع اشجار عند كل موقع دفاعي وخندق في المرتفعات بحجة حماية الجنود من الشمس وبالطبع كبرت الاشجار عام 67 واصبحت دلالة لا تخطئ للقوات الاسرائيلية لمعرفة اماكن تواجد خطوط الدفاع السورية و.. امجاد!

(3) في ظهر يوم 8/6/1967 قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب سفينة التجسس الاميركية «ليبرتي» لالتقاطها اشارات تسليم الجولان واصدر الرئيس جونسون امرا لاحقا بانقاذ ما تبقى من جنودها واغراقها و.. امجاد يا عرب امجاد!

سعيد محمد سعيد

مكافحة… مناهضة… محاربة: ماذا بعد؟

 

كان المشهد فعلًا مفرحاً ومؤنساً ورائعاً بالنسبة للكثير من البحرينيين الكرماء الذين ترتبط جذورهم بهذه الأرض الطيبة! وفي الوقت ذاته، كان بالفعل، مؤذياً كريهاً موجعاً ومثيراً للحنق والأحقاد بالنسبة لأصحاب القلوب والنفوس التي تشرَّبت بالطائفية البغيضة والجراثيم العنصرية الفتاكة… لكن، أي مشهد ينتظر القارئ الكريم معرفته؟

قبل أمد قصير من الزمن، وجدت فرصةً سانحة لحضور مهرجان الخيل العربية الأصيلة الذي رعاه محافظ الشمالية علي العصفور بالتعاون مع اسطبلات المها في قرية الشاخورة، وبالطبع، بمشاركة مجموعة من اسطبلات الخيل في البحرين… لك أن تتخيل، أن تجد بحرينيين من الطائفتين الكريمتين… من كل مناطق البحرين إن لم أكن مبالغاً حسبما التقيتهم من أصدقاء ومعارف… بل، وبمشاركة مقيمين من جنسيات مختلفة.. كلهم التقوا في مهرجان للخيل العربية، وفي قلب قرية الشاخورة.

تلك العروض التراثية التاريخية الوطنية العربية الأصيلة، يمكن أن تختصر كل الإسقاطات المتهاوية أصلًا ونحن نشاهد هذه الجماهير المحتشدة وهي تتابع العروض وتشجع وتصفق للفرسان والخيالة والمشاركين… ليس عصيّاً معرفة المشاركين من أسماء وألقاب عوائلهم لكي يقف ذلك المعاند المملوء بالغيظ والحنق ليظهر ما في قلبه من ألم ووجع حين يرى جمهوراً من الطائفتين الكريمتين… فرساناً من الطائفتين.. ومنظمين من الطائفتين… وهو الذي – كان ولايزال – يريد سوءاً بالبلد الكريم وبالطائفتين، ويسعى لأن يشعل النار باستحضار الخلافات التاريخية من قبيل منظمة (الشتم واللعن)، أومن قبيل المفردات المستحدثة للأذناب والخونة… عموماً، لم يكن مكانه هناك بين الطيبين حقاً… فمكانه الطبيعي هو في الغرف المظلمة المعفنة بأنفاس الحقد والطائفية ليبثها في وسائل إعلام قذرة وشبكات مأجورة ويخلص إلى نتيجة: هو حامي الحمى والمدافع عن الأوطان والإنسان؟ أليس هذه هي اسطوانة المتاجرين بالوطنية عشاق الطائفية؟

على أية حال، ذلك المشهد جال في بالي وأنا أترقب ما إذا كانت لجنة مناهضة الكراهية والطائفية ستضع في اعتبارها أولًا بأول، أن الانشطار أو الانشقاق أو الانفطار أو التشظي الطائفي القائم في البلد، يقوم عليه من يقوم شاهراً ظاهراً بلا مبالاة لا بقوانين ولا بقيم دينية ولا إنسانية ولا أخلاقية لطالما سيجد من يحميه ويسنده ويدافع عنه ويأويه؟ فهل ستنجح في دورها؟ وهل في مقدورها، ولو بما تيسر من القوانين، أن تحاكمني كمواطن لأنني أسأت لمكون أو طائفة عبر أي وسيلة وبأي شكل من الأشكال؟ أو ستجعلني حرّاً طليقاً أفعل ما أشاء مادام أنني مسنود الظهر ومن الـ «هوامير»؟

لاشك أن المسئولية على هذه اللجنة جسيمة وثقيلة ومعقدة لكنها ممكنة التطبيق بلا ريب… من حسن الحظ أن هذه اللجنة لن تكون وحدها، بل – إن أرادت – لها أن تستعين بالشخصيات البحرينية الكريمة التي قدمت المبادرات تلو المبادرات: وطن يجمعنا، بحرينيون ضد الطائفية، لا سني لا شيعي بس بحريني، فهذه الأصوات الصادقة هي من يجب أن تستفيد منها اللجنة إن أرادت أن تضع لنفسها تصوراً حقيقياً يتصدى للطائفية وللطائفيين ولمن يدعمهم ويحميهم.

سأعود أيها الأعزاء إلى يوم «الثلثاء 28 فبراير/ شباط 2006 الذي وافق التاسع والعشرين من شهر محرم للعام 1427» حينما طرحت في هذه الزاوية مقالًا بعنوان :»هيئة وطنية لمكافحة الطائفية»، وصفت فيها الأماني الكبيرة، والطموحات الخالصة، أن تتشكل لدينا في البلاد – وعلى المستويين الشعبي والحكومي – هيئة وطنية تمتلك القوة للتصدي لكل أشكال الطائفية وممارساتها في البلاد.

كانت تلك الفكرة، وغيرها الكثير من الأفكار التي راودت محدثكم على مدى سنوات، لكن مجرد طرح الفكرة على بعض الناس كان يقود إلى حال من الترهيب اللامحدود: «أنت بذلك تريد أن تقول إن البلد غارق في الطائفية أليس كذلك؟ قف عند حدك؟» أو من قائل: «الكل في بلادنا يحارب الطائفية… الكل جند مجندة ضد الطائفية، فلم هذه الهيئة وما أدراك ما الهيئات؟ ثم مجرد الفكرة تعني أنك… طائفي».

يومها قلت إنه لا يمكننا أن ننكر حقائق نعايشها بشكل يومي… الطائفية التي لا تريد الحكومة أن تضربها (بيد من حديد)، ولا يريد المواطنون مواجهتها بمواقف حقيقية نابعة من المسئولية الوطنية، ولا يريد أحد كائناً من يكون، أن يعترف بها لكي يتخذ منها موقفاً يرضاه ضميره… بل على العكس من ذلك، هناك من يتبنى النفَس الطائفي البغيض وبصورة تخلو من الإحساس بالمسئولية.

ليس مهماً أن يكون كاتباً أو كاتبة صحافية معروفة ومرموقة لكي يتفق الناس على أنهما عبقريَّا زمانهما، وأنهما يقولان القول الفصل حين يتحدثان عن قضية لها صبغة طائفية بحتة! وليس صحيحاً أن يخرج علينا نائب أطلق المجال للحيته، ولأنه تعلم بعض أصول تجويد قراءة القرآن الكريم، وصلى بالناس جماعة أو جمعة وخطب فيهم خطبتين، فإنه بذلك ولي الله الصالح الذي تنزَّه عن الأخطاء وعصم نفسه عن الوقوع في الزلل! وأنه حقيقة، ذلك الإنسان الذي يمتلك صكوكاً خاصة ليُدخل هذا الجنة ويرمي بالآخر على وجهه في النار وبئس المصير!

مشكلتنا في بلادنا أن الكل (يتفلسف) في المكافحة والمحاربة والمناهضة… نعم، بمن فيهم محدثكم نفسه؟! ولماذا ننكر ذلك؟

فليتفلسف من يشاء، ولكن، لننظر إلى ما ستؤول إليه أوضاع الأجيال القادمة إن بقي أصحاب الجراثيم الطائفية يدمرون بيت الأسرة الواحدة بطائفتيه الكريمتين… لن ينفع الندم… صدقوني، «الله لا يجيب ذاك اليوم»… أسمع البعض وكأنه يقول (لقد أتى يا رجل!).. عساه بعيداً.