طارق العلوي

ما الذي تخفونه؟

في لقاء مع مجلة «بزنس انسايدر»، كشف ضابط تحقيقات أمريكي عن مؤشرات تُستخدم لمعرفة ان كان المتصل على رقم الطوارئ (911) مشتبها به ويحاول التغطية على آثار جريمته أم لا.فكان من المؤشرات التي عددها الضابط:
– ان تكون ردة فعل المتصل ونبرة صوته لا تتناسب مع الحدث الذي يتصل من أجله.
– اذا ما سئل عن مشاركته بالجريمة، لا يجيب الأسئلة بـ«نعم» أو «لا»، بل يستخدم اجابة مطولة مثل: «وصلاة أمي وابوي.. ودفنة عيالي.. وراسك الغالي، مالي أي علاقة بالجريمة لا من قريب ولا من بعيد».
– الاتصال المبكر بطريقة «يزهب الدوا قبل الفلعة»، كأن يتصل زوج ويبلغ عن فقدان زوجته التي خرجت من البيت.. قبل ساعتين!
– اعطاء الكثير من التفاصيل الجانبية عن نفسه لابعاد الشبهة مثل: «أنا وزوجتي نحب بعضنا منذ أكثر من 30 سنة، ولم تحصل بيننا مشاكل الا ما ندر».
– الكذب في تفاصيل صغيرة، يظن المشتبه أنه بهذه التفاصيل يحبك القصة.
ونحن بدورنا كمواطنين، لا نملك سوى ان نستعرض الأحداث التي جرت على الساحة المحلية، ونستخدم ذكاءنا في الربط بينها للتوصل الى نتيجة معينة. متابعة قراءة ما الذي تخفونه؟

مبارك الدويلة

قلوب بلا رحمة

ابتداء نتمنى أن تكون زيارة سمو أمير البلاد – حفظه الله – إلى إيران قد تكللت بالنجاح كما كان يرجو سموه، وكما كان يتمنى معظم سكان الكويت والخليج الذين يسعون إلى رؤية خليج آمن ومستقر وخالٍ من خلايا التجسس ونوايا تصدير الثورات.

أقول: أتمنى ونتمنى، لأنني أظن أن «بو طبيع ما يخلي طبعه»، لكن السياسة لها مستلزماتها، وظروف المنطقة لها أحكامها. وهذه الزيارة الميمونة ذكّرتني بسياسة الرئيس المصري (السابق) محمد مرسي عندما قرر فتح صفحة حذرة وإنهاء القطيعة السياسية مع إيران، وكيف تم انتقاده من الطارئين على العمل السياسي، الذين رأوا في هذا الانفتاح الشكلي تشييعاً كاملاً للشعب المصري، مع أنه هو من ترضّى على الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في طهران، وغفل هؤلاء أن السياسة أحياناً قد تستلزم انفتاحاً كلياً على إيران وتوقيع اتفاقيات وبروتوكولات.. هكذا هي السياسة التي يجهلها هؤلاء، صحيح أن تقارب دول الخليج مع إيران يزعج الكيان الصهيوني، لكن كما قال النائب الفاضل عبدالرحمن الجيران «هذا شأنهم ولا يعنينا»! نسأل الله الرشد والرشاد. متابعة قراءة قلوب بلا رحمة

محمد الوشيحي

قلمات

التخلف الأجمل على الإطلاق هو أن يكون؛ الزوج مسؤولاً عن زوجته، والعاشق مسؤولاً عن معشوقته، والابن مسؤولاً عن أمه، والأخ مسؤولاً عن أخته، ووو، وهلمّ تخلفاً جميلاً. لا تسلني عن المساواة بين الجنسين في المسؤولية. لا مساواة بينهما بحسب مبادئي وقناعاتي، مهما كانت ثروة الأم أو الزوجة أو العشيقة أو البنت أو الأخت، ومهما كانت شخصياتهن. متابعة قراءة قلمات

احمد الصراف

الاحتفاظ بالكيكة وتناولها

يقول المثل الإنكليزي You cant have the cake and eat it! أي، ليس بالامكان الاحتفاظ بالكيكة وتناولها، في الوقت نفسه!
هناك دول متحضرة، وأخرى غير ذلك. وهناك شعوب، أو مجموعة ضمنها، متحضرة، وهناك ما هي غير ذلك، أو عكس ذلك. فاستراليا مجتمع متحضر، ولكن أقلية الأبوريجينز مثلا ترفض كل اشكال الحياة العصرية، بتطرفها وتحضرها، واختارت أسلوب حياتها. وبالتالي ليس هناك عقائد دينية متحضرة وأخرى غير ذلك، فليس هناك حضارة يهودية أو بوذية أو هندوسية، بل هي عقائد، متعددة المصدر، وجدت من أجل وضع نظام حياة معين لمجموعة من البشر، وبالتالي هي لا علاقة لها ببناء الحجر أو تطوير الثقافة أو زيادة الإبداع وتشجيع الاكتشاف وتطوير الاختراع. ولكن مع هذا يطيب للبعض الادعاء بالقول ان هناك حضارة إسلامية، وهذا حلم أو تمن تدحضه الوقائع، والأفضل القول انه «كانت» هناك حضارة «دار إسلامية»، كما كان المفكر الكويتي الراحل أحمد البغدادي يميل للقول. والدليل أنه في أوج وصول الإسلام لمنجزاته الفكرية والعلمية، كان الدين نفسه منتشرا في مناطق شاسعة، ولا يزال، ولكن علامات الحضارة، أو منجزاتها لم تظهر إلا في مناطق محددة، كبغداد العباسيين، وإلى حد ما أندلس الأمويين، ولأسباب وظروف معينة، ولم تشمل المكان الذي كان أساسا حاضنة الإسلام، كدين وعقيدة.
ويقول المفكر المصري سيد محمود القمني انه إذا كان المقصود بالحضارة الإسلامية كوكبة العلماء الذين ظهروا في القرنين الثالث والرابع الهجريين، فإنهم لم يكن بينهم عرب غير الكندي، وكان فيلسوفا متواضع القدر. ولم يكن ظهور تلك الكوكبة بسبب الدين أو علاقة إقامته لحضارة، وإلا كان من الضروري أن يظهروا مع ظهوره، لا أن يظهروا في زمن بعينه، ثم يختفوا باختفائه! فما أنتج تلك الكوكبة من العلماء هي ظروف ذلك الزمن بالتحديد، وهي التي انتجتهم، وليس العقيدة ولا العرق ولا تقاليد العرب. فقد كان الزمن زمن انفتاح حضاري على حضارات العالم القديم بالترجمة والنسخ والإضافة. زمن ذهبي لإمبراطورية قوية لا تخشى على نفسها من الأجنبي، فتحت بلاطها للمستنيرين فجعلوه مكانا «حرا» للعلم بصنوفه، والشعر والموسيقى والأدب، وهذه البيئة المنفتحة هي التي انتجت، ولكن كل ذلك انتهى وذهب علماؤه عندما اغلقت أبواب الحرية، وبقي الدين قبلها واثناءها وبعدها، رغم كل عيوب الانفتاح والفجور.
ويبدو أن البعض في دولنا يحاول الاحتفاظ بالكيكة وتناولها في الوقت نفسه، وهذا لا يمكن أن ينجح. أما الذين لا يحاولون اصلا القيام بأي شيء، وهم الأغلبية، فمآلهم الفناء.

أحمد الصراف