محمد الوشيحي

السيسي رئيساً مليحاً

شعار حملات مرشحي الرئاسة في مصر بسيط وسهل ومختصر، “فلان رئيساً” وخلاص، ومع السلامة. لا حاجة لشعار معين كما يفعل الأغبياء في الدول الغربية الغبية؛ “التغيير”، “الانفتاح أكثر”، “نحو اقتصاد متين”، “المواطن أولاً”، أو بقية الشعارات التي ترافق صور مرشحي الرئاسة في أميركا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وغيرها! “عنان رئيساً”، “صباحي رئيساً”، “السيسي رئيساً”، والله فكرة. فكل هذه الأسماء معروفة ومحفوظة، فما الداعي لرفع الشعارات؟
على أية حال، عنان انسحب، أو قل على الطريقة المصرية “عنان منسحباً”. وكان إعلام السيسي قد شنّ قصفاً عنيفاً على سامي عنان، رئيس الأركان في عهد مبارك، ووصفه بأنه من الإخوان، وهي تهمة أخطر من “الصهيونية”، في الوقت الحالي، وفي الوطن العربي الحالي، مع استثناءات لا تكاد تُرى بالعقل المجرد. وكان أحد مذيعي السيسي قد حذَّر عنان “انسحب من الانتخابات عشان مش عايز أعورك”، وهذه أيضاً تدخل في باب “الديمقراطية المصرية”. الطريف أنهم بعد أن ضغطوا عليه بطرق غير مشروعة، وانسحب، صرحت تمرد (البوق السياسي للسيسي) بأنها كانت تتمنى عدم انسحاب عنان “كي يعرف حجم جماهيريته”.
أما حمدين صباحي، فقد كان “حمدين متعاركاً”، بعدما تعرض لهجوم مساء الجمعة أثناء ندوته في جمعية الصحافيين، وتزاحم أنصاره للدفاع عنه، ونجحوا في إخراجه من باب “الكراج”.
أما البمباوي، فكما تنازل في المرة السابقة لصالح “شفيق”، تنازل فجر أمس لصالح “السيسي”، لذلك هو “البمباوي متنازلاً”. بيد أن تنازله لم يكن تنازلاً عادياً، بل كان مغلفاً بقصيدة يائية، يقول مطلعها: “البلد دي عايزة واحد من الحربية، هو اللي بيحقق العدالة الاجتماعية”، وتقول خاتمتها الموجهة للسيسي: “ما انت عارف دي مسؤولية”.
ولو كنت أنا مصرياً، في هذه الأيام، وهذه الظروف، لانتخبت السيسي، لسبب مهم، وهو أن يأتي رئيس حر في قراره، مهما كان سيئاً، خيرٌ من أن يأتي رئيس تحت رحمة الجنرالات. إذ لا يمكن أن تقنعني، ولا حتى تقنع نفسك، بأن نجاح أي منافس للسيسي في الانتخابات (أعلم أنه خيال علمي، لكنني أفترض)، سيخالف أوامر الجنرالات بعد أن رأى ما حدث لمرسي.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *