مبارك الدويلة

دعوة إلى العقل

اعتقد بانه قد حان الوقت الان لنعقد مؤتمرا وطنيا في الكويت نناقش فيه الخطاب الاعلامي والخطاب السياسي، وكيف يجب ان يكون؟ وما هي حدود المقبول فيه واللامقبول؟ وهل حرية التعبير تعني استباحة اعراض الناس والنهش في لحومهم وهم احياء؟ وهل وجود شبهة على متهم مهما كانت دلائلها قويه تبيح لنا ذبحه بسكين حرية الاعلام؟ بل هل المجرم اذا ثبتت ادانته بحكم المحكمة نشهر فيه بالطالعة والنازلة صباحا ومساء؟
سعدت كثيرا عندما علمت ان قائد معركة ديوان الحربش قد تورط في قضية جديدة، وقلت في نفسي «الله ما يطق بعصا».
وسعدت اكثر عندما شعرت بضغط اعضاء مجلس الامة على وزير الداخلية لوضع حد لهذا الرجل الذي اذى الناس كثيرا! ولكن ساءني جدا اسلوب التشهير غير المبرر بكل من له علاقة بالموضوع بالاسم والصورة من دون ادنى اعتبار لحرمات الناس واعراضهم!
ما ذنب زوجة المتهم؟ ما ذنب ابنته؟ ما ذنب زوج ابنته؟ ما هو شعور زوجة ابنه؟ فليذهب هو، لكن هؤلاء أليسوا بشرا؟ أليس لهم مشاعر واحاسيس مثلنا؟ أليس لهم اصدقاء واصحاب وانساب وابناء عمومة؟ البنت التي ضحك عليها ابليس أليس لها ام صالحة عجزت عن اصلاحها؟ أليس لها اخت مستورة؟
مهما اختلفنا مع المتهم او الجاني او مع خصومنا فلا يجوز لنا ان نفجر في خصومتنا ونتعداها الى غيره! مئات الحالات المشابهة تحدث يوميا في الكويت وفي غير الكويت، ومحاربتها مطلوبة، والضرب بيد من حديد على من يعمل هذه الجرائم امر لازم، لكن الستر اولى، والحكمة مطلوبة في علاج هذه الجرائم، خذ المجرم واحبسه او احجزه او افصله، اعمل كل ما تشاء لعقابه، بس استر عليه! ليس له او لمشاعره، لا وحاشا لله، بل لمن له علاقة به من قريب او بعيد، فالشر، مع الاسف، يعم ولا يخص! وان كان هناك من عتب فعلى بعض صحفنا المحلية وقنواتنا الفضائية، الذين ما كذبوا خبرا، وأخذوا يتناولون الموضوع بالاسم من دون تحفظ! صحيح قد تكون لهذا الاسلوب نتائج ايجابية مثل ردع الاخرين، الذين تسول لهم انفسهم ان يفعلوا فعله، لكن نتائجه السلبية مدمرة! كذلك أعتب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والتغريدات التي اصبح استخدامها السيئ يشوه رسالتها السامية، مع كونها اداة اعلامية مفيدة! حادثة القيادي بالداخلية حادثة واحدة من حوادث عدة كشفت لنا مدى انحدار الخطاب الاعلامي والسياسي بين مكونات المجتمع الكويتي، ونحن في الكويت شطار تحلطم وتشره منذ فترة طويلة! لذلك اعتقد انه قد حان الوقت لعقد مؤتمر وطني لتقويم هذا الخطاب والاستفادة من اجواء الحرية المتاحة، حتى لا يأتي يوم نكفر فيه بحرية الرأي كما بدا بعضنا يكفر بالممارسة الديموقراطية!
***
زيارة معالي الشيخ جابر المبارك للعم عباس المناور في منزله خطوة اسعدتنا كثيرا، وليست غريبة على ابو صباح مثل هذه المواقف الانسانية، التي تدل على تلاحم اسرة الحكم مع الشعب، ولكن هذه النظرة اصبحت اليوم على المحك، بعد ان شعر الشعب ان بعض افراد من الاسرة اصبحوا حلقة من سلسلة التأزيم الذي يعيشه المجتمع الكويتي، لذلك لابد من تدارك الامر قبل ان يصبح خارج نطاق السيطرة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *