د. شفيق ناظم الغبرا

اختفاء الوسط العربي الإسلامي

مع نهاية العام السابق الذي ختم باغتيال بنازير بوتو يبرز السؤال الأكبر: هل الشرق الإسلامي لا يحتمل إلا نمطين من الأشخاص والحكومات: إما أن تكون بن لادنياً تسعى إلى تفجير كل محيط وإما أن تـــكون صــــدامـــياً تـــغرق معارضيك بحروب وصراعات واغتيالات؟ عالمنا الإسلامي يعيش إما الديكتاتورية وإما التطرف في مواجهتها. أما النماذج التي تــــمارس الســـياسة ذات الطابع الوسطي، والتي تؤمن بالديـــموقراطية وتعدد الآراء، فهي تنتهي حتى الآن في دولنا إما في السجن أو الإبعاد وإما في ما هو أسوأ، أي الاغتيال. متابعة قراءة اختفاء الوسط العربي الإسلامي

سامي النصف

سمك.. لبن.. تمر هندي

زرت وبعض الاخوة والاصدقاء د.احمد الربعي في منزله وقد استرجعنا ذكريات عدة سفرات قمنا بها معا، ولم تتوقف ضحكات وقفشات «ابوقتيبة» طوال الجلسة التي قررنا بمشورة الاصدقاء ان نجعلها دورية، متمنين الصحة الدائمة لـ «أبوالتفاؤل» والنظرة المشرقة للحياة د.الربعي.

ضمن الجلسة حدثنا الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن مسلسله الجديد «التنديل» الذي ينوي عرضه في شهر رمضان المقبل، وذكر ان البطل فيه يترك حياة البحر ويقرر الارتحال للصحراء، وسأل بوعدنان في هذا السياق الزميل حمود البغيلي عن اسم ابعد بر في صحراء الكويت ابان الثلاثينيات كي يرتحل له بطل المسلسل فأجابه بومحمد «بر الاڤنيوز».

تساؤل محير، عندما يرتفع الدولار ترتفع معه بداهة اسعار المنتجات الاميركية من سيارات والكترونيات واغذية.. الخ، منذ بداية العام الماضي والدولار الاميركي في انحدار سريع امام الدينار وباقي العملات، ومع ذلك نجد ان البضائع الاميركية في الكويت يزداد سعرها مع كل يوم يمر في وقت يفترض فيه العكس فما السبب يا ترى؟!

قررت الدولة العام الماضي تحويل الاجازة الاسبوعية الى الجمعة والسبت وتم الامر بسهولة ويسر وكسبنا يوما في تعاملنا مع العالم، بودنا ان نرى قرارات مهمة مماثلة العام الحالي، كأن يتم بدءا من سبتمبر المقبل تغيير الدوام من 7 – 2 الى 9 – 4 اي تأخير الدخول والخروج ساعتين لزيادة انتاجية الموظف ولتشجيع السكن في المناطق الجديدة البعيدة، ولماذا نخاف من تجربة انماط مختلفة للعمل كالدوامين او العمل من المنازل او عبر ساعات مرنة وغيرها؟! لننفض الغبار ولنجرب ولنتحرك، فالسكون موت والحركة حياة.

اعتقد اننا في حاجة ماسة لعدة معاهد تدريب في البلد كي تؤهل المواطنين والبدون والمقيمين لاتقان المهن المختلفة وهو ما يرفع من دخولهم ويكفي البلد حاجته من العمالة الفنية المختصة بدلا من اللجوء للاستيراد الدائم لمثل تلك العمالة من الخارج، وبودنا ان تتغير التشريعات كي يسمح للموظف الكويتي بان يعمل مساء في القطاع الخاص او يفتح مكتبا خاصا به كحال الاطباء لزيادة دخله ولإبعاده عن الجلوس دون عمل في الدواوين.

تمتاز الحدائق المنزلية بشكلها الجميل وفوائدها الصحية للبلد، بالمقابل لا توجد فائدة واحدة لكثير من الدواوين المخالفة والمقامة على ارض الدولة والتي تعلم الشباب الكسل وتبعدهم عن زوجاتهم وابنائهم، وتؤثر سلبا على مهنيتهم، كما تشغلهم باللغو السياسي، وتدفع البعض منهم الى المخدرات او التطرف، الغريب في بلد الاوضاع المختلفة اننا نزيل الحدائق الجميلة ونبقي الدواوين!!

محمد الوشيحي

هزهزة

الفريق الإعلامي للرئيس الأميركي المؤدب جورج بوش يستحق كادرا خاصا وزيادة العلاوة الزوجية بعدما لعب بطريقة محترفة أنقذت بوش من مخالب القط (أو قل النمر) الديموقراطي المتحفز… والحديث عن أن الإعلام لعبة تتطلب محترفين أشبه بالحديث عن أهمية الماء للإنسان. لا جديد في الجملتين إطلاقا.
قبل فترة، وعندما ازدادت ضغوط الكونغرس على بوش وقرر فتح باب مناقشة إخفاقات القوات الأميركية في العراق، أخرج الفريق الإعلامي قضية النجمة «باريس هيلتون» من «الخزينة» إلى العلن، وهي القضية التي كانت في يدهم فترة ليست بالقصيرة، لكنهم تحفظوا عليها لاستخدامها وقت الحاجة! وكانت أم النجمة (وبالمناسبة، باريس هيلتون لا تمت للنجومية بنسب أو صلة قرابة، هي مجرد بالون نفخه فريق الرئيس بوش الإعلامي وقت الحاجة)، أقول كانت أم النجمة تعتقد بأنها «اشترت» فضيحة ابنتها، وأن الأمر انتهى، ولم يدر في خلدها أن هناك مجموعة من دهاة الإعلام اجتمعوا في البيت الأبيض ورسموا وخططوا لإدخال فضيحة «النجمة المزورة» في أتون المعركة! ولهذا عبرت الأم عن صدمتها بعدما شاهدت صور ابنتها في نشرة أخبار قناة «فوكس نيوز»، وهي قناة «جمهورية» نقية مئة بالمئة. متابعة قراءة هزهزة

سامي النصف

كيف نمنع مقتل 400 بريء؟!

منذ اليوم وحتى 1/1/2009 ستخطف الحوادث المرورية – غير المبررة – ما يقارب الـ 400 ضحية في الكويت وستتسبب بتحويل الآلاف غيرهم من الأهلية الكاملة الى الاعاقة التامة، شوارعنا واسعة واحوالنا المناخية ممتازة فلا ضباب ولا ثلوج ولا امطار كما ان رضنا مستوية فلا جبال ولا منحدرات ومن ثم يفترض ان نكون من الدول الاقل حوادث في العالم
لا اكثرها كما هو الحال الآن.

ما يتسبب بحوادث المرور هو عدم انضباط العنصر البشري لذا علينا ان نفرض ادابا وثقافات مرورية صارمة جديدة تمنع تلك الحوادث والكوارث وان ندخل علم المرور في المقررات المدرسية الاولية منها والمتقدمة، فالمناهج يجب ان تعكس حاجات المجتمع، اضافة – وهذا الاهم – الى الحاجة لضبط رجال المرور واعطاء دورات تثقيفية متواصلة لهم، فلن يضبط المرور ولن تتوقف معارك الشوارع دون توعية رجل المرور وفهمه لدوره الصحيح في الشارع.

في العالم اجمع ما ان يحدث طارئ مروري وتزدحم الشوارع حتى يقوم رجل المرور بتنظيم السير وفك الاختناقات المرورية، لدينا يحدث العكس تماما حيث يتسبب رجل المرور عادة بالاختناقات المرورية الحادة بدلا من فكها ما يدل على الحاجة الملحة للرقابة الدائمة على اداء رجل المرور واعطائه دورات تخصصية متكررة يمكن ان يقوم بها القطاع الخاص.

وسأعطي بعض الامثلة السريعة التي كنت شخصيا شاهدا عليها خلال الايام العشر الماضية مما يدل على انها ظاهرة متفشية في البلد وتوحي بجهل بعض رجال او تحديدا شباب المرور بواجبات مهنتهم، كنت مستخدما لشارع الاستقلال قبل ايام ولاحظت زحمة غير مسبوقة لأكتشف لاحقا ان سببها وقوع حادث فوق جسر بنيد القار على الحارة اليمنى بين سيارتين وبدلا من ان تقف سيارة المرور خلفهما لحمايتهما وترك الحارتين الاخريين للسيارات، قام رجل المرور بوضع سيارته بمحاذاة الحادث فأغلق الحارة الثانية مما تسبب بتلك الزحمة دون ان يرف له جفن!

وعلى طريق السفر السريع شمال شاليهات بنيدر توقف السير تماما لمدة قاربت الساعة لأكتشف في النهاية ان هناك رتلا من الناقلات المدنية الفاضية القادمة من مستودعاتها قرب الشاليهات والملتحقة بطريق السفر مستخدمة الحارة اليمنى منه، وقد قام رجل الامن المصاحب لها بإيقاف سيارته بالعرض مغلقا الحارات الاخرى وموقفا السير تماما حتى التحقت جميع سيارات النقل بالشارع العام، والحقيقة ان اغلاق مسار حيوي كطريق السفر الذي يربط الكويت بالسعودية من قبل رجل مرور صغير السن امر لا يحدث إلا في بلدنا.

وقد شهدت قبل ايام اغلاق الطريق الخامس الحيوي بسبب احتراق سيارة اطفئت وبقيت على حارة الامان، إلا ان سيارتي مرور قامتا – كالعادة – بإغلاق حارات الطريق الاخرى فامتد الزحام من برج الساعة حتى دوار البدع، كذلك قامت سيارتا مرور بالتوقف على الدوار خلف مجمع الاڤنيوز الساعة 10.30 ليلا في العيد ونزل شبابها لا لتنظيم السير بل للإيقاف العشوائي للسيارات بهدف واضح هو مغازلة الفتيات الخارجات من الاڤنيوز مما خلق زحمة غير مبررة.

سعيد محمد سعيد

شعب تهيأ كي ينتقم؟!

 

يبدو أن كل ما تبقى لدينا من علاقات طيبة ومحبة كوننا مواطنين نعيش في كنف بلادنا الغالية سوى حكايات الأجداد، وقصص النسيج الاجتماعي المتماسك بين أهل البلد في زمان ولى ومضى! وشرفة نرى منها أياما رائعة مضت حين نقرأ عن «رحلات المقيظ بين السنة والشيعة» للكاتب حمد النعيمي، وحين يطرب مسامعنا كبار السن في الطائفتين حين يروون لنا «كان يا ما كان» يحيي قلوبهم، وربما… ربما حين نشاهد «مسلسل سعدون»!

أينما تذهب سترى الوجه الحقيقي أمامك: خطب جمعة… تصريحات نارية… مقالات طائفية… حرائق وسلندرات… شهداء وضحايا… أوراق سرية وأخرى علنية… سوق يجد فيها تجار المصالح مساحات لا تنتهي لبيع بضائع من جميع الأصناف… لزبائن من جميع الفئات.

والأدهى من ذلك، أن الكل ضد الطائفية، والكل ضد العبث بمنجزات البلاد، والكل ضد تصنيف المواطنين وتلوين ولاءاتهم، والكل يتحدث عن الحقوق والواجبات، والكل، الكل بلا استثناء، يحملون هموم الوطن!

في لحظات، قد تسنح الفرصة «للمواطن» لأن يفكر في وضع الوطن وأهل الوطن وتراب الوطن… وينظر إلى حقيقة الأوضاع في هذا المجتمع الصغير الذي نفرح أن نطلق عليه اسم «البيت العود» الذي يجمع السنة والشيعة، المسيح واليهود.. العرب والعجم، العابر والمقيم… ولكن هناك «أكذوبة» ورثناها، وحقيقة أردنا لها أن تتوارى خلف المجهول، وهي شرارة، إن كبرت يوما واشتد أوارها، قل علينا جميعا السلام… صراع خطير يمزق الأوصال… ليس في فمي ماء، ولكن في قصيدتي المتواضعة شجون:

يلوح من البعد جور الزمن

وبالقرب تبدو بقايا وطن

وشعب تهيأ كي ينتقم

من الأخ والجار وقت المحن

فبالأمس قالوا لنا بيتنا

كبير ولن يعتريه وهن

فإن كنت «شيعي»… فشيعتنا

وإن كنت «سني» ففيك السنن

ولكن سقطنا بلا عثرة

فنحن جميعا نحب «الحسن»

ونجنح «للصلح» حين نرى

معاوية ما دس سم اللبن

ويسحقنا ظلم تاريخنا

ويجرفنا في الخلافة «فن»

وقالوا وقلنا كفانا أسى

ألا إننا جبل من ضغن

فنعشق تكسير أطرافنا

ونفرح حين نبيع العفن

وما أسعد الناس وقت الحريق

ووقت النعيق ووقت الفتن

وتؤلمنا شنشنات «الغريب»

يتاجر فينا بأغلى ثمن

كذبنا على بعضنا كذبة

بأنا جميعا فداء الوطن

وهل يصدق القول وقت النفاق؟

عضيدي أمامي وخلفي طعن؟

كذبنا على بعضنا كذبة

فأين الحقيقة… أين الوطن؟