سعيد محمد سعيد

شعب تهيأ كي ينتقم؟!

 

يبدو أن كل ما تبقى لدينا من علاقات طيبة ومحبة كوننا مواطنين نعيش في كنف بلادنا الغالية سوى حكايات الأجداد، وقصص النسيج الاجتماعي المتماسك بين أهل البلد في زمان ولى ومضى! وشرفة نرى منها أياما رائعة مضت حين نقرأ عن «رحلات المقيظ بين السنة والشيعة» للكاتب حمد النعيمي، وحين يطرب مسامعنا كبار السن في الطائفتين حين يروون لنا «كان يا ما كان» يحيي قلوبهم، وربما… ربما حين نشاهد «مسلسل سعدون»!

أينما تذهب سترى الوجه الحقيقي أمامك: خطب جمعة… تصريحات نارية… مقالات طائفية… حرائق وسلندرات… شهداء وضحايا… أوراق سرية وأخرى علنية… سوق يجد فيها تجار المصالح مساحات لا تنتهي لبيع بضائع من جميع الأصناف… لزبائن من جميع الفئات.

والأدهى من ذلك، أن الكل ضد الطائفية، والكل ضد العبث بمنجزات البلاد، والكل ضد تصنيف المواطنين وتلوين ولاءاتهم، والكل يتحدث عن الحقوق والواجبات، والكل، الكل بلا استثناء، يحملون هموم الوطن!

في لحظات، قد تسنح الفرصة «للمواطن» لأن يفكر في وضع الوطن وأهل الوطن وتراب الوطن… وينظر إلى حقيقة الأوضاع في هذا المجتمع الصغير الذي نفرح أن نطلق عليه اسم «البيت العود» الذي يجمع السنة والشيعة، المسيح واليهود.. العرب والعجم، العابر والمقيم… ولكن هناك «أكذوبة» ورثناها، وحقيقة أردنا لها أن تتوارى خلف المجهول، وهي شرارة، إن كبرت يوما واشتد أوارها، قل علينا جميعا السلام… صراع خطير يمزق الأوصال… ليس في فمي ماء، ولكن في قصيدتي المتواضعة شجون:

يلوح من البعد جور الزمن

وبالقرب تبدو بقايا وطن

وشعب تهيأ كي ينتقم

من الأخ والجار وقت المحن

فبالأمس قالوا لنا بيتنا

كبير ولن يعتريه وهن

فإن كنت «شيعي»… فشيعتنا

وإن كنت «سني» ففيك السنن

ولكن سقطنا بلا عثرة

فنحن جميعا نحب «الحسن»

ونجنح «للصلح» حين نرى

معاوية ما دس سم اللبن

ويسحقنا ظلم تاريخنا

ويجرفنا في الخلافة «فن»

وقالوا وقلنا كفانا أسى

ألا إننا جبل من ضغن

فنعشق تكسير أطرافنا

ونفرح حين نبيع العفن

وما أسعد الناس وقت الحريق

ووقت النعيق ووقت الفتن

وتؤلمنا شنشنات «الغريب»

يتاجر فينا بأغلى ثمن

كذبنا على بعضنا كذبة

بأنا جميعا فداء الوطن

وهل يصدق القول وقت النفاق؟

عضيدي أمامي وخلفي طعن؟

كذبنا على بعضنا كذبة

فأين الحقيقة… أين الوطن؟

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *